ناقوس التركيبة السكانية

0 431

فيصل الحمود المالك الصباح

على أرض الواقع ما يستدعي دق ناقوس خطر خلل التركيبة السكانية مرة أخرى، وابقاءها في الواجهة كي لا نستسهل اللهاث في دائرة العلاجات النمطية التي تعيد تدوير الازمات ولا توفر الحلول. ما زال التحول الى أقلية في البلاد مثار قلق للمواطن الكويتي الحريص على هويته وبنيته الاجتماعية المهددة بمزيد من التغير في ظل احداث الاقليم والعالم ودوافع الهجرات وثغرات القوانين.
قراءة الارقام والاحصاءات التي تتوافر بين الحين والآخر تفضي الى نتيجة مفادها، ان هناك اعباء على البنية التحتية والخدمات جراء زيادة اعداد الوافدين الى ما يفوق ثلاثة اضعاف المواطنين. في البعدين الاجتماعي والاقتصادي وافرازاتهما التي لا تعد ولا تحصى اختلالات ملموسة باليد نراها بالعين المجردة، نرغب في حلها لكننا نتواطأ معها دون ان ندري، ونساهم في بقائها بشكل أو بآخر.
الوقوف امام هذين البعدين اللذين يمكن رؤية آثارهما بمجرد الخروج الى الشارع يتطلب تسريع الاجراءات بالشكل الذي يؤدي الى احداث تغييرات جوهرية وملموسة في طبيعة التركيبة الراهنة، والبحث عن آليات التحكم في متغيرات لاحقة وتقليص فاتورة الخدمات، وتقليل الضغط على البنى التحتية للدولة.
هناك إجراءات آنية يمكن اتخاذها واخرى بعيدة المدى، اذا اكتفينا بالنوع الاول من الاجراءات سننتهي الى حلول تخديرية واذا انتظرنا نتائج النوع الثاني بمعزل عن الاول ستزيد صعوبات طي الصفحة المفتوحة منذ عقود على التجريب والحلول الترقيعية.
التسريع في العملية يتطلب بالدرجة الاولى عصفا ذهنيا يساعد على تحديد حجم العمالة التي نريد ونوعيتها وضروراتها، ومدى تناسب ذلك مع كلفتها على الدولة والمواطن، وترجمة هذه المعطيات على الارض دون تراخٍ وعدم ابقائها رهينة لتباينات القوانين. والسير في الخطين الآني والستراتيجي بالشكل الذي يضع القطار على سكة الحل، ويساهم في الوصول الى نتائج فارقة يتطلب ورشة عمل أوسع تتجاوز وضع الخطط واصدار القوانين إلى تهيئة المواطن الكويتي لعيش نمط مختلف من الحياة.
علينا ألا نركن الى ما تم إنجازه، وأن نصارح أنفسنا بأن الشوط الذي قطعناه في ماراثون الالف ميل ما زال قاصرا عن حل الأزمة المستعصية التي تهدد بمزيد من المضاعفات.التحدي الذي يضعنا أمامه الحاح مخاطر التركيبة السكانيةـ التي تتشعب في تهديداتها لأمن الوطن والمواطن واقتصادهما ـ يبقينا في حالة استنفار، وحين لا تجدي المهدئات لعلاج الآلام المستعصية، لا بد من اللجوء للجراحة والبحث عن حلول من خارج الصندوق.

محافظ الفروانية

You might also like