نتمنى للكويت مزيداً من التطور والازدهار
حسن علي كرم
لعلي لا ارى اي دولة في العالم في الوضع الحالي اكثر حاجة للدعاء من اهلها كما هي الكويت، نعم اقول ذلك، وانا يتمزق قلبي على ما آلت اليه الكويت، التي كانت فيما مضى درة الخليج.
يقولون في الامثال لكل زمن دولة ورجال، ويقولون ايضاً دول سادت ثم بادت، ويقولون دول تزدهر ثم تضمحل، وما اكثر ما نسمع ونقرأ، وما اكثر الشامتين واقل المحبين، فهل تنطبق على الكويت مقولات مثل “ازدهرت ثم اضمحلت”، او هذا من القبيل الترهات والسفاسف؟
الامر المؤكد لا والف لا، لكن الكويت ليست دولة محصنة بجبال او بحار او صحارى،ولقد قيض الله لهذا البلد الطيب شعبا طيبا وحكاما طيبين، وكلنا سواء.
لقد كان الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله ، ابو الاستقلال وابو الدستور ومؤسس الدولة الحديثة، اذا خرج من قصر دسمان حيث يزور كل صباح شقيقته الشيخة بيبي السالم، ويأخذ طريقاً فرعياً من القصر الى قصر السيف حيث مقر الحكم، يسير وحده بلا موكب ولا مباحث او شرطة. ما زلتُ اتذكر هذا المشهد وانا صغير، امير البلاد يسير بين البيوت في شوارع خلفية من دون اي ترفع او تمنع، وهكذا هم شيوخ الكويت كانوا وما زالوا، ومن يقول عنهم غير هذا فقد اوجد الله في قلبه العمى، فالكويت وديعة الله في ارضه، وستبقى كذلك الى ان يشاء الله أمراً كان مقضيا.
اقول ما احوج الكويت الى دعاء اهلها ومن يقيم على ارضها من اخوة وجدوا فيها الامن والامان فيها، ووجدوا السكن والسكينة، لذلك هنا تجتمع القلوب على محبة الله وحب الكويت. عندما غزا صدام حسين الكويت في ليلة غادرة، تصور انها لقمة سهلة الهضم، متناسياً ان كل من غزاها تقطعت به الطرق، وكانت الهزيمة حليفه، عندما سدت عليه كل السبل.
قال لهم تعالوا :”خذوا النفط بلاش”، قالوا له “اشرب انت نفطك لسنا بحاجة لنفطك”.
الكويت تحتاج الى دعاء اهلها ودعاء كل المقيمين فيها، اذ لا خير في انسان ناكر للنعمة التي ليست في قرص خبز تأكله، انما النعمة كل المنظومة الحياتية التي انت تعيشها (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها). نسمع ونقرأ أن هناك من يتذمر من تردي الخدمات، كالشوارع الخربة وضعف الرواتب وتردي التعليم، وهذه ليست الا من انعدام الاخلاص وغياب الضمير، فالشوارع لا تتكسر الا لسوء التنفيذ وضعف الرقابة، وقس على هذا التعليم والخدمات الاخرى. ولئن بحاجة الى التمنيات والدعاء فنحن بحاجة ايضاً الى مراقبة الضمير، فان غاب فما على الدولة الا سلوك الشدة مع المهملين والمستهترين، حتى لو ادى الى تفنيشه ووقف معاشه، فالدولة لا تخضع لمشيئة مستهتر او متآمر او مريض نفسي، فالدول لا تسير بـ”الطبطبة”، انما بحسابات الساعة والدقيقة.
الكويت التي كانت في زمن ما درة الاوطان، ولا ينبغي ان نفقد الامل، بل الامل لا يزال بأيدينا، وكل ما هو مطلوب الا نرى اليأس يتسرب الى قلوبنا، او نصدق الاعداء والحاقدين والمتآمرين والذين يعملون على خراب البلد.
الكويت بخير ولسوف تبقى بخير ما تمسك اهلها بالتواجد بها،فاعداء الكويت اكثر من محبيها، لكن الله هو الكفيل بحمايتها، والقلوب الطيبة التي تهفو عليها، فخدمة الكويت شرف والمخلصون هم وحدهم سور الكويت ومدماكها وهذا يكفي.
صحافي كويتي
hasanalikaram@gmail.com