نصر أكتوبر ومعركة البناء… مصر دائما تنتصر

0 197

بسام القصاص

الحديث عن حرب أكتوبر هو حديث عن الجيش المصري العربي، الوطني العروبي بلا منازع، هو حديث عن إرادة التحدي والصمود كمفتاح للانتصار وتحقيق إنجاز حقيقي لا يقبل الشك، انتصار مثّل الأمل في مستقبل مضمون، فدائما هناك ارتباط بين النصر
والنهضة، فهما ثنائية تلازم في تاريخ مصر على مر العصور.. فعقب كل انتصار هناك نهضة كبرى.
هذا ما حدث عقب حرب أكتوبر المجيدة، التي ألقت مارد الوطنية والبناء والتعمير وهيأت المناخ لنهضة مصرية تعيد بناء دولتها العصرية، و تؤسس هياكل قوية لمستقبل أفضل لاجيالها.
ولعل من أسباب العلاقة بين النصر والهزيمة، وبخاصة في مصر أكثر من أي شعب آخر، الموقع الجغرافي لمصر وموضعها الحضارى الستراتيجى، فكان السلام مطلوبا لتحقيق التنمية لأي شعب من الشعوب، وتحقيق هذا السلام لم يحدث في تاريخ مصر إلا بعد تضحيات كبرى، واستعدادات متواصلة، وحتى تستطيع مصر أن تشيد إنجازاتها الحضارية وخططها العمرانية، كان لابد أن تتوجه أولاً لدحر هؤلاء الطامعين وبناء قوة عسكرية تقمع كل من يفكر في المساس بأمنها.
ومن هذه الوثبة التحريرية تنطلق دائما ملاحم النهضة، وتنبعث الإرادة القومية، وتبني وتعمّر تحت مظلة السلام الذي فرضته سواعد أبنائها الشجعان.
من هذه الحقيقة تبدو العلاقة الوثيقة بين انتصار اكتوبر قبل 49 عاماً وبين ما تحياه مصر حاليا من نهضة شاملة، يشيدها ابناؤها بعد ثورة الـ 30 من يونيو، تحت راية قائد قلما يجود به الزمان الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ينهض بمصر وبمستقبلها وهي تستند إلى أسس راسخة من بنية أساسية محدثة ومتطورة، وبنية إنتاجية متنامية، ومشروعات عملاقة.
هكذا كان الهدف بعد انتصار الشعب في ثورته المجيدة، وبعد أن وثق في خير رجال مصر الرئيس السيسي الذي انفتح على العالم شرقاً وغرباً، وسعى لإعادة البناء الداخلي والتوسع العمراني، وتطوير المجتمع بمؤسساته الخدمية والإنتاجية، والسعي للارتقاء بمستوى معيشة المواطنين.
وتمكنت مصر من أن تحافظ على السلام والاستقرار الداخلي وسط رياح عاتية وأزمات متتالية شهدتها منطقة الشرق الأوسط، وساهم ذلك في اتخاذ خطوات ملموسة استهدفت تحسين ظروف الحياة لكل مواطن على أرضها، وتضاعف من فرص العمل بتشييد المصانع والمجتمعات الجديدة وصولا إلى مجتمع قادر على الوفاء بطموحات أجياله المتتابعة، وحققت الخطط التنموية قدراً من التقدم في حياة المجتمع.
وخلاصة القول، أنه علينا أن نتعلم من حرب أكتوبر الدرس بالقدرة على الصمود والانتصار، وتوليد الأمل في حياتنا لحل كل مشكلاتنا الداخلية بالاعتماد على الذات وخيار أن الشعب هو الحل وليس أي خيار آخر، فهنيئاً لجيشنا الوطني في ذكرى انتصار أكتوبر، وهنيئاً لنا كشعب بالجمهورية الجديدة وبحضارة يبنيها أبناء مصر بسواعدهم وتحت راية قائد وزعيم يريد أن تحيا مصر.. وتكون”قد الدنيا”.

$ كاتب مصري

You might also like