نصيحتان رمضانيتان الوطن ثم الوطن ثم المواطن
الشيخ علي الجابر الأحمد
النصيحة الرمضانية الاولى لكل صاحب لسان طويل يصدح ببرامج التواصل الاجتماعي: وانت في شهر الخير والبركة، لو أردت زيادة متابعيك اكسبهم بمصداقيتك، وحسن ردودك على الاخرين، لتصل رسائلك، ويقتنع بها كل من يسمعها.
ولا تعتقد ان صولة لسانك تدل على جرأتك وشجاعتك عندما ترهب من لا يعجبك كلامه وتهديده برسائلك المصورة، بل عليك احترام من هو أكبر منك سناً ومقاماً عندما تنتقد رأيه لتفوز باحترام نفسك أمام المجتمع، وأمام متابعيك للحفاظ على اسمك، واسم عائلتك.
ولا تتسرع بالحكم والهجوم الا بعد التأكد من رواية ما سمعت، ولا تخشى نسيانك من مؤيديك لو غبت عنهم أسبوعين او شهرين، لانك معروف بقلة احترامك لدى الجميع.
لذلك، عليك بتبييض صفحتك امام ربك أولاً، ومن ثم امام المجتمع بعد ان تتخلص من زفرة لسانك، والهجوم غير المبرر لبطولتك الوهمية على أشخاص لم تعجبك آراءهم، واجعل نقدك موضوعياً وبأسلوب حضاري لتكن حاضراً ونجماً ساطعاً بين زملائك، وعند احبابك، وزد من معارفك قل ان تخسرهم، فإني لك من الناصحين في هذا الشهر المبارك عليكم جميعا.
اما النصيحة الرمضانية الثانية لمؤلفي القصص الخيالية لبعض الشخصيات الكويتية (فلان غير مرغوب فيه من القيادة السياسية، فلان طلب تعيينه في المكان الفلاني وهكذا)، هؤلاء الحاقدين متميزون بتأليف الروايات التي هي ليست من بنات افكارهم، بل من عجائزها والمصاحبة لبعض الصور للدلالة على صدق الرواية، ولا اعلم ما الهدف غير الاساءة لتلك الشخصيات البارزة التي لم ولن تتأثر من ناس مجهولي الهوية فقط لاشغال المتابعين، وجعلهم يتناقلون الاخبار الكاذبة على انها حقيقة، وهم بذلك يكونون سبب ازعاج المواطنين من دون اي فائدة يجنونها، ولعلهم في هذه الطريقة بعد الاكثار منها تفيدهم في المستقبل لكتابة قصة مسلسل، وعليه تكون الشخصيات المقلدة قد افادت من دون علمها أناس على الهامش، ولها الاجر في ذلك، ونصيحتي لهم كما النصيحة الاولى.
\ \ \
الشوارع
جميع افراد المجتمع الكويتي، ومن يعيش على أرض الكويت الطيبة يعلمون منذ سنوات طويلة عن سوء الطرق، وما نتجت عنه من مشكلات، وبعدما اخذت وزارة الاشغال ووزراؤها المتعاقبون عليها كفايتهم من التعليقات، والدعاوى، وانزعاج وخسارة المواطنين جراء دفع المبالغ الباهظة لتصليح مركباتهم بسبب غش بعض الشركات المرتبطة بمشاريع الطرق.
ورشوة بعض الموظفين التي ادت الى هذه النتيجة الى تتجه الوزارة مشكورة بخطة جديدة لاصلاح جميع الطرق، بأوامر من القيادة السياسية، حفظها الله، وبتوجيه من سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر.
لذلك علينا الان التوقف عن الشكاوى، والتعليقات، والحديث عن الماضي، ومعاناتنا منه، ونتحلى بالصبر مع الدعاء بنجاح الخطة لاعمار شوارع الكويت.
مواطن كويتي