نظام ملالي طهران والحلم المرعب! آخر الغصن

0 469

من أبرز مشكلات نظام ملالي طهران وعُقده المستحكمة في سلوكه السياسي والاقتصادي وعلاقاته الدولية… إلخ، هي أنه لا يكف ولا يمل ادعاء القوة والتميُّز الكاذب عبر اصطناعه التماهي مع الدول الكبرى، مدفوعا بروح الغرور والغطرسة الفارسية الفارغة، رغم انه محاصر حاليا، من كل جهات الأرض، ومهدد من “الاستكبار”، خصوصاً لخفض صادراته النفطية عند حدود مستوى “زيرو/برميل” تحت طائلة العقوبات المشددة.
وقد تم حتى الآن تنفيذ دفعتين من الاجراءات العقابية الأميركية في اغسطس ونوفمبر من العام الماضي كانت كافية للقذف بكل قطاعات الاقتصاد الإيراني الى أعماق متاهات القرون الوسطى المظلمة، والتي كما تبدو لن تتوقف قبل أن يرفع نظام ملالي طهران “العمامة” بالاستسلام الصريح وغير المشروط، أو يستمر في تلقي المزيد من “الإسطارات” اذا ما قرر كعادته مواصلة نهجه العدواني التوسعي في اقليم الشرق الأوسط، على حساب امن وسلامة دوله وشعوبه وفق سياسته المعروفة بالتدخل القسري في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتصديرة ما يسمى بالثورة الإيرانية سيئة الصيت والسمعة القائمة على فكرة المركزية العرقية الفارسية وأدواتها وأساليبها في نشر سموم العنصرية والطائفية والتضليل واستدراج الغمرر بهم وغسل أدمغتهم وزجهم في جحيم الجرائم الإرهابية عبر اذرعته القمعية كالحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وعصابات الحوثيين في اليمن وحشود من المسلحين الخارجين عن القانون بتمويل وتسليم وتدريب ايراني في العراق وسورية وغزة.
كما أكد القائد العام لـ “الحرس الثوري” الإيراني محمد علي جعفري أن الحرس الثوري جند 200 ألف عنصر في العراق وسورية، وان هذا الإجراء هو من ضمن سياسات إيران في دول المنطقة” (السياسة 18/3/2019) ومع ذلك فلا أحد على جميع المستويات الرسمية في هذين البلدين قد أنطقته هذه البجاحة الإيرانية منقطعة النظير، حتى ولو بشيء من الاحتجاج والاستنكار “الخجول” وكأن المواطنين العراقيين والسوريين قد أصبحوا سلعاً في سوق النخاسة الإيرانية لتسخيرهم في خدمة المشروع الفارسي العدواني التوسعي!
وفي الجانب الآخر، نلاحظ أن كل التهديدات الايرانية تجاه إسرائيل كالتهديد بتدميرها وإزالتها من الخارطة ومن الوجود الفعلي على الأرض والرطانة الفارسية بشعارات مثل “مرق بر لأميركا واسرائيل” قد انقلبت كلها هذه الأيام وبالاً حقيقياً على نظام ملالي طهران، عندما اتخذت جبهة الرفض الإسرائيلية موقفا ستراتيجيا صارما وثابتا يقوم على مبدأ الرفض المطلق لأي تموضع عسكري ايراني فوق أي شبر من الأراضي السورية، وأثبت ذلك مباشرة بسلسلة من المواقف العملية المتمثلة بالغارات الجوية الإسرائيلية على القواعد الإيرانية، في طول وعرض الأراضي السورية، وآخرها يوم الأربعاء 27/3/2019 عندما دمرت مستودعاً ضخما لمخزن الأسلحة والعتاد والمعدات العسكرية الإيرانية في منطقة قريبة من مطار حلب في شمال سورية، والى جانب ذلك أسفرت هذه العملية عن قتل سبعة من حراس المستودع، أحدهم ايراني وستة عراقيين، وتزامن ذلك مع انتهاء أعمال مؤتمر رؤساء اركان الجيوش الإيرانية والعراقية والسورية الذي عقد، مؤخراً، في دمشق! فأي حلم مدمر ومرعب؟!

كاتب سعودي

You might also like