“هابي نيو” حكومة
غازي أحمد العنزي
بعد طول انتظار تم تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، الذي اجده لن يقدم جديدا في حكومته الاخيرة، فلو كان هناك بصيص امل من قيادته لمجلس الوزراء لتبين ذلك لنا في السنين الماضية، إلا إننا لا نقول إلا سمعا وطاعة لخيارات صاحب السمو، وقد يرى سموه امرا لا نراه في سمو الرئيس؛ لذلك كعادتنا السياسية نقدم الخير دائما وندعم الحكومة الجديدة حتى يتبين لنا عدم اهليتها للعمل السياسي، وضرورة تغييرها لما فيه مصلحة للكويت واهل الكويت.
اليوم نقف خلف سمو الشيخ صباح الخالد ونقول: ان شاء الله حكومة خير وانجاز، يسر بها الشعب وتسر بها قيادتنا الحكيمة التي تستحق منا كشعب ان نسعدها، وتستحق ان تسعدها الحكومة بتحويل الكويت لكويت المستقبل المنشود.
واعلم يا سمو الرئيس ان كان دخول حكومتك الفصل السياسي الحالي وعنوانها الدفاع عن كراسيها فلا طبنا ولا غدا الشر، إنما عليكم الدخول تحت عنوان العمل ولا شيء سوى العمل، هناك ملفات تنتظر منكم البت فيها كالملف الاسكاني، فلا يخفى عليكم مدى المعاناة التي يعيشها المواطنون والسبب تقاعسكم عن اداء مهامكم، سواء بقصد او غير قصد، فالاراضي انتم المتصرفون فيها، واموالنا في ايديكم، والرقابة على الشركات المقاولة عندكم، فما الذي يجعلكم لا تحركون ساكنا في هذا الملف؟
اما الامن المدني فعلى الحكومة الحالية اعداد البيانات والمعلومات الوافية والكاملة عن العقارات المؤجرة ومن فيها من المؤجرين، والقيمة الايجارية لكل عين، كذلك معرفة حقيقية وليست تقريبية لكل منطقة سكنية، وكم نفسا تقطنها سواء كانوا ملاكا او مستأجرين، وكل ذلك يساعدكم في معرفة احتياجات الاشغال العامة والكهرباء والماء، وكذلك لمعرفة المزاج العام لكل منطقة سكنية، وكل ذلك يصب في مصلحة الامن العام.
نسمع سموك عن الضريبة والتوجه الحكومي الشرس لاقرارها باسرع وقت، لكن ـ رعاك الله ـ هل تسمح سموك ان تدفع ارملة متقاعدة تقطن في صباح الناصر قوت يومها للحكومة التي تسجل سنويا فوائض مالية حقيقية تقدر بالمليارات، وعندما ينزل المطر مثل تلك الايام الفائتة يغرق مسكنها لان الاشغال العامة لا تستطيع محاسبة المقاول التاجر؟ هل تريدها ان تدفع ضريبة واذا ما سارت على الدائري السادس تكسرت سيارتها الوحيدة بسبب الطريق والحصى المتطاير؟ هل تتصور سموك ان هذا امر تقبله انت على نفسك اولا؟ لذلك نحن مع الضريبة، لكن عليكم تحسين جودة الخدمات العامة، عندها تكون الضريبة قد خرجت من جيوبنا برضا نفس.
تحسين الوضع المعيشي للمواطن اصبح ضرورة ملحة، واعادة النظر في رواتب المواطنين يستدعي من سموك الرعاية الكاملة، المواطن قبل “كورونا” كان بالكاد يعيش لنهاية الشهر، وعندما داهمتنا “كورونا” ارتفعت اسعار السلع الغذائية ارتفاعا ملحوظا بالجمعيات التعاونية والاسواق المركزية، ولا اتصور بعد الحديث عن الضريبة الا ان تزيد الاسعار زيادة فاحشة، ووسط كل تلك الوحوش التي تترقب راتب الموطن يقف الراتب كما هو فلا زيادة تطرأ عليه، وان طرأت زاد التاجر سعر بضاعته، فانت امام امرين أحلاهما مر، فإما ان تقضي على الطبقة الوسطى وبالتالي ستقضي على الاسواق في الكويت والتجار المتوسطين والصغار، وبالتالي سيأتي يوم الكساد الكبير على السوق الكويتي والاقتصاد المحلي عندها على مستشارينك توقع ما سيحدث في البلاد من جريمة وسوء خلق.
واما ان يطال البلد شبح التضخم المالي مما سيضر بالنقد الوطني وينعكس على اقتصاد البلاد، وندخل في دوامة الخروج منها شبه مستحيل، لذلك عليك ادارة هذا الملف ولا تخشى في الحق لومة لائم، واعلم انك راحل واننا راحلون، ولن تبقى الا السمعة، فتخير سمعتك من اليوم.
محام وكاتب كويتي
@almo7ami_ghazi