هذا أوان «التستسة”! آخر الغصن
يوسف ناصر السويدان
أكاد أسمع عن بعد صوت «تستسة” الجلود … جلود المتجبرين في طهران وقم وحلفائهم وعملائهم جميعاً وهم يتقلبون احتراقاً فوق صفيح ساخن ومحمى أوقدته عدالة العقوبات الأميركية و «قانون قيصر” في هذا الصيف اللاهب الطويل، جزاء ما فعلته اياديهم الآثمة من جرائم تقشعر لهولها الأبدان، في طول وعرض منطقة الشرق الأوسط، وآخرها جريمة الاستهداف العدواني الارهابي الفارسي الذي نفذه عملاء الفرس من الميليشيات الحوثية في اليمن، تجاه بعض المواقع المدنية وسكانها المدنيين الآمنين في المملكة العربية السعودية.
وحين نقلب في الأخبار، نرى العجب العجاب فـ «عبقري” ديبلوماسية النظام الاسدي في دمشق وليد المعلم يقول في مؤتمره الصحافي «يجب تحويل «قانون قيصر” الى فرصة للنهوض باقتصادنا الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي فمن اين ستأتي بـ «المصاري” يا وليد للنهوض اولاً وللاكتفاء ثانياً؟ بعد ان أحرق «نيرون” العصر اخضر سورية ويابسها، ودمر بالبراميل المتفجرة مدنها وقراها فوق رؤوس ساكنيها الابرياء، وشرد الملايين من مواطنيها، وقتل ما يقارب المليون مواطن سوري وملأ بأكثر من ضعفهم سجونه ومعتقلاته الرهيبة، علما انك منذ نصف قرن اي منذ الانقلاب العسكري في 16/11/1970 وانت «مشحر” فلا اقتصاد نهضت ولا اكتفيت ذاتياً، واليوم فضائح حرامية دمشق وشبيحتهم واقتتالهم على الحصص المليارية تملأ الآفاق وتزكم الانوف ولم يترك نهبهم وسرقاتهم الكبرى للمال العام اي امكانية لتراكم رأسمالي ولو أوليا وبسيطا في خزائن الدولة السورية المنهوبة والفارغة.
اما الرئيس الايراني حسن روحاني فيقول «ان التقلبات الاخيرة في سوق الصرف الاجنبي والصدمة التي نتجت عنها ليست لها جذور اقتصادية”!
«جريدة «السياسة” 24/6/2020″ فأي جذور لها اذن، والأكيد انها لم تهبط على الجمهورية الاسلامية من كوكب آخر، فالامر متعلق بالصرافة وبيع وشراء العملات، وقد بلغ سعر صرف الدولار الاميركي منذ أيام قليلة اكثر من 20 الف تومان ايراني للدولار الواحد في سقوط تاريخي غير مسبوق للعملة الايرانية، ومن أخطر وابرز نتائجه الارتفاع الهائل والفوري في اسعار جميع السلع الاستهلاكية في السوق المحلي الايراني، فضلا عن التصدع والضمور الذي يصيب الطبقة الاجتماعية الوسطى بسبب الافقار الشديد الذي بدأ يخيم على المجتمع الايراني.
ان اسعار العملات هي المعادل القيمي للسلع في السوق والناظم لعملية التبادل التجاري، ولذا فان هبوطه الحاد اشبه باختفائه من المشهد تماماً، فكيف ينفي الرئيس روحاني علاقته بالجذر الاقتصادي وهو المحاصر من كل جهات الارض ونفطه مهدد انتاجه بالوصول الى مستوى زيرو / برميل؟
اما تصريح محافظ البنك المركزي الايراني «السبت 27/6/2020″ الذي تعهد فيه بمحاربة المضاربة في العملية المحلية” فليس حلاً للمشكلة بل هو المشكلة برمتها، لانه يمهد الاجواء لالتقاط ما يمكن التقاطه من ضحايا يستخدمون مشاجب لتعليق اخفاق نظام الملالي عليها.
* * *
تحية شكر وتقدير واعتزاز الى ابطال قواتنا المسلحة السعودية ومنهم رجال حرس الحدود الصناديد حماة حدود مياهنا الاقليمية السعودية الذين انزلوا الرعب والهلع اول من امس في قلوب الفرس الايرانيين مع اول اطلاقة نار تحذيرية على أولئك المتربيصن الجبناء، كانت كافية لهروبهم المذعور بزوارقهم الحربية الثلاثة الى عمق المياه الدولية بعيداً عن مياهنا الاقليمية.
كاتب سعودي