هل اقتربت ساعة الحسم؟

0 147

حسن علي كرم

تنشط ابنة صدام حسين رغد التي تقيم منذ هروبها من بغداد تقيم في الاردن، في ضيافة من الراحل الملك حسين الذي اشترط عليها الركون وعدم الخوض في العمل السياسي، وهو امر التزمت به منذ وصولها وإقامتها في عمان على الاقل في الظاهر.
لكن هناك من سرب معلومات ان رغد التي نقلت معها ملايين من الدولارات وتمارس انشطة سياسية، لكن من وراء الحجاب، وان من بينها تأسيس قناة معارضة لتمجيد حزب البعث واعمال والدها صدام.
عندما اختارت رغد وبناتها بعد قتل زوجها حسين كامل على يد والدها، لم يكن هناك ملجئاً انسب من الاردن، فالعلاقات بين الملك وصدام لا تحتاج الى شرح او تذكير، وثانياً لقرب الاردن من العراق، والاردن لم يكن جاراً، بل حليفاً وداعماً لكل الخطوات التي اقترفها صدام، بدءا من حربه العبثية على ايران، وحربه على الاكراد، وانتهاء بجريمة الغزو الغاشم غير المبررة على الكويت.
ومن الغريب، بل الاغرب حقيقة ان الملك حسين وظف شعبه واعلامه للولاء المطلق لصدام حسين، اذ لايزال الاردنيون، رغم زوال العهد الصدامي، وموت الملك، وانكشاف الكثير من الجرائم التي ارتكبها النظام البعثي، ورغم المحاكمة العلنية التي بثت جلساتها عبر شاشات بالمحطات التلفزيونية، لكن بعض الاردنيين، بل الاغلبية، اتخذوا ولايزالون صداماً رمزاً للبطولة، فهل هذا جهل او غسيل ادمغة، او انعكاس للحالة السيئة، او الدعايات المغشوشة التي تبث عبر الذباب الالكتروني الذي يروج الاكاذيب وقلب الحقائق؟ كل ذلك ممكن مادام الفضاء مفتوحا والعالم كله محبوسا في سجنه!
رغد التي باتت تظهر وبقوة على المنصات الاجتماعية وتبشر “بحمل رفاة والدها الرمز في موكب عسكري مهيب وجماهير مليونية”، لم تكن لتجرؤ فعل كل ذلك لو لا ان الابواب التي كانت موصدة قد شٌرعت امامها، وان الضوء الاخضر قد منح لها.
فاللقاء التلفزيوني المطول الذي عرض عبر شاشة قناة خليجية لم يكن لمجرد عمل اعلامي، انما كل ذلك اشارات الى ان شيئاً ما يخطط، وان القادم للمنطقة اسوأ.
رغد ومن وراءها يعلمون جيداً انها مجرد واجهة ديكورية لما يخفى من خلفها، وهي قالت عن شخصية موعودة ستظهر على شاكلة اسكندر المقدوني، كل ذلك وارد.
السياسي العراقي فائق الشيخ علي كانت له عبر لقاءاته الكثيرة التي كان يتعمد الظهور على شاشات متعددة، ايضاً كانت له شطحات في السياق ذاته مطابقة الى حد ما مع تقولات رغد، فهل هو مصادفة ام اتفاق، ام الاثنان على خط واحد؟
من المتعذر علينا ان نقول: لا يهمنا ما يدور من حولنا او بقربنا، وخصوصا في العراق، فالارتدادات الزلزالية التي تحدث تصل الى مناطق بعيدة، لذلك اقول: ما يحدث في العراق لا ريب يهمنا، بل لعلنا اول متآثرين فيه، فنحن في عين الحدث، بل نحن الحدث، وهؤلاء الذين يخططون للعراق عيونهم على الكويت.
رغد التي بعد سنوات من الاعتكاف والمكوث في مكان واحد، ثم تنطلق، في بلد يحاول ان يمسك العصا من الوسط ما بين شعب اتخذ صداماً رمزاً وبين جوار لا يريد زعله.
هنا يبقى القول هل ظهور ابنة صدام وزعمها بـ”عودة المهيب الرمز في موكب مليوني يليق به”، و بين توقعات السياسي فائق الشيخ علي، وخروج مقتدى الصدر بعد فترة طويلة من الاعتكاف والصمت، وثم دعوته للغوغاء للخروج الى الشارع، وتنظيم تظاهرات مليونية، هل ثمة رابط ام مجرد هرطقات، واحلام يقظة في كل الاحوال؟ يبقى خروج رغد من الاقامة الجبرية بعد سنوات وشعورها انها تحررت واعادت حريتها لها، وتقول ما تشاء، فهل فلول البعثيين وبقايا ايتام صدام الذين كانوا اخذين بالتسلل الى منافذ الحكم في العراق، هو بداية لحدث منتظر، وهل نحن في الكويت الذين في عنق الزجاجة سوف يطولنا “طشار” من وعود واستهلالات “جان دارك” العراق، للتذكير فقط في لقائها التلفزيوني قالت رغد ان الغزو كان خطاً محملة الكويت اسباب الغزو، وهو ما يعني ان الابنة صنو ابيها!

صحافي كويتي

hasanalikaram@gmail.com

You might also like