هل الحب سلوك حركي أم شعور داخلي؟
منى العازمي
في فبراير من كل عام يزدحم الناس في الشوارع، تهتف قلوبهم لتخبر هذه الأرض عن حبهم لها، ولا ننكر ما لهذه المظاهر من تأثير في استثارة الانفعال والحماس في قلب كل عاشق لهذه الأرض الطيبة، ويأتي فبراير هذا العام مفرغا من تلك المظاهر السنوية، ويبقى السؤال الملح، هل لا نستطيع التعبير عن حب الوطن إلى من خلال ما نثيره من ازدحام مروري وسلوكيات تصاحب ذلك من قذف بالونات الماء ورفع صوت الأغاني الوطنية وتزاحم المركبات.
الإجابة ستكون بالنفي طبعا، إن التعبير عن حب الوطن لهذا العام سيكون معاكسا لكل ما كان يحدث في الأعوام السابقة، إن التعبير هذا العام عن حب الكويت يكون من خلال تطبيق أوامرها التي تصب في مصلحتها وهو تجنب الازدحام المروري ومحاولة البقاء في المنزل قدر المستطاع، ولأن الحب شعور وليس سلوكا، وجب علينا تغيير السلوكيات من أجل إرضاء الشعور، وحان الوقت الذي نشرح فيه لكل الأجيال أن حب الكويت ليس مركبات تملأ الشوارع، ولا أغنيات نرددها وإن كان لكل تلك المظاهر وقعها الحماسي.
حب الكويت هو تحمل المسؤولية الاجتماعية والتعاون مع الجهات الحكومية للحد مما تمر به البلاد من ظروف صحية لمحاولة احتوائها والسيطرة عليها، حب الكويت هو محاولة إيجاد طرق لاستمرار الحياة لا هدمها وتدميرها، حب الوطن هو بث الرسائل الإيجابية لتطبيق القوانين والإجراءات الاحترازية. حب الوطن تطبيق المسؤولية المجتمعية من خلال المحافظة على صحة الآخرين أو تسخير جميع السبل المتاحة لتطوير الفكر والثقافة واستنطاق الموهبة مستعينين بالتكنولوجيا الحديثة والتي تعيننا على محاولة تطبيق التباعد الاجتماعي وتشغلنا عن الفوضى التي قد نتسبب بها من غير أن نعلم، حب الكويت شعور يجب أن تسخر له كل السلوكيات، فالكويت تستطيع أن تستوعب مشاعر الحب التي تقصدها مهما تعددت تعابيرها وسلوكياتها، فليس علو الصوت هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الحب، فقد يرى أحدهم أن في جلوسه في منزله وعدم تسببه في الاختناقات المرورية طريقة يعبر بها عن حبه لوطنه في الوقت الذي يطلب فيه الوطن ويرجو الجميع بضرورة الابتعاد عن التجمعات، فالحب دعاء والحب تضحية والحب امتثال الأمر واستجابة للنواهي، والحب كويت والكويت حب.
كاتبة كويتية
mona.alazmii@hotmail.com