هل يمكن أن يحدث الانسجام في قمة التوترات؟
مشعل ابا الودع الحربي
تعقد قمة العشرين هذا العام في اوساكا اليابانية التي أطلقت عليها اليابان قمة الانسجام رغم أن القمة سوف يتم فيها مناقشة التوترات في العالم، لذلك لا نعرف إن كانت هذه القمة سوف يحدث فيها انسجام حول عدد من الملفات والقضايا المهمة في السياسة والاقتصاد أم تظل التوترات قائمة ويغيب الانسجام في هذه القمة.
قمة العشرين تجمع الكبار في العالم وهذا العام تأتي القمة في ظل توترات وصراعات كثيرة في العالم امتدت من السياسة الى الاقتصاد وأكدت ارتباطهما ببعضهما بعضا، لكن بلاشك القمة سوف تساهم في تقريب وجهات النظر بين قادة الدول في ظل اجتماعات ثنائية بينهم، ومنها ما هو معلن ومنها ما لم تخرج تفاصيله للصحافة مثل لقاء ترامب مع بوتين الذي قال عنه ترامب انه ليس من المهم ان تعرف الصحافة تفاصيل اللقاء، لكن ترامب مازح بوتين امام كاميرات الاعلام قائلا له: “لا تتدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية مرة اخرى”، وهذه المزحة لا يقصد ترامب بها بوتين بل رسالة لاعدائه من الديمقراطيين والاعلام الاميركي وكل من يحاول اسقاط ترامب في انتخابات الرئاسة الاميركية 2020.
قمة أوساكا بها عدد من الملفات الشائكة مثل التهديد الايراني لدول الخليج وتهديد ناقلات النفط والملاحة بالاضافة الى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والامن في بحر الصين الجنوبي، وايضا كوريا الشمالية والملف الاقتصادي بين الولايات المتحدة والهند، وهذا يعطي للقمة زخما كبيرا بلاشك، لكن بلومبرغ أكدت أن أبرز اللقاءات في القمة سوف تكون بين ترامب والرئيس الصيني، وترامب وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وهذا يؤكد اهمية السعودية ومكانتها في العالم التي اشاد بها العالم وبرؤية ولي العهد 2030 التي غيرت طريق وخريطة الاقتصاد السعودي، وحولته من اقتصاد ريعي الى اقتصاد انتاجي، وبهذه الرؤية الطموحة تتخلص السعودية من الاعتماد على النفط الى التنويع الاقتصادي.
ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان نجم قمة اوساكا اليابانية كما كان في العام الماضي نجم قمة الارجنتين، حيث اهتم قادة العالم في القمة بمصافحته ووضع السعودية في جدول اعمالهم خلال القمة بالاضافة الى وقوفه بين رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي والرئيس الاميركي دونالد ترامب في الصف الاول في اللقطة التذكارية للقمة وخلال اللقطة لم يتوقف ترامب عن الحديث مع ولي العهد بينما تجاهل اردوغان الذي غير مكانه للوقوف بجانب ترامب بينما الرئيس الاميركي تجاهل اردوغان وانشغل بالحديث مع رائد التقدم والقائد الجديد للشرق الاوسط ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وهذه اكبر صفعة على وجه اردوغان الذي لم يعد قادة العالم يريدونه لانه شخص يثير المشاكل، ودائما تصريحاته تحض على العنف والكراهية والتدخل في شؤون الدول، لذلك لم يعد مرغوبا فيه في الداخل التركي وايضا في الخارج.
قمة العشرين من أجل ازدهار اقتصاد العالم، وحل كثيرا من أزماته لتحقيق التنمية والاستقرار لشعوب العالم لكن سيظل السؤال: هل يمكن أن يحدث الانسجام في قمة التوترات؟
كاتب سعودي