وزارة الداخلية… قدوة ووفاء
سلمان عنيزان
حدث موقف لم اره من قبل، الا في حالات الوفاة الرسمية، اذ عندما توفي اخي العقيد عبدالرحمن عنيزان الرشيدي يوم الاربعاء الماضي، رأيت قادة وزارة الداخلية، وعلى على رأسهم وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح، والفريق عصام النهام، واللواء فيصل النواف، واللواء جمال الصايغ، واللواء وليد الصالح، ومجموعة كبيرة من اصحاب الرتب العسكرية من عمداء وعقداء، وحتى الافراد في التشييع في مقبرة الصليبيخات، وكلهم
بشكل استعداد عسكري، لم يشغلني وجودهم لانني كنت في حالة حزن على وفاة اخي، وانتظر الصلاة على الاموات، وبعدها ننقل الجثمان الى القبر ليدفن.
بعد الصلاة تقدم رجال الامن ليحملوا الجثمان، وكان أولهم الفريق عصام النهام، وحوله كبار الضباط، وجميع العسكر الذين معهم، ولم يتركوا لأهل المتوفى ولا لاصدقائه الفرصة ان يشاركوهم في الجثمان، وذهبوا بالجنازة حتى وصلوا الى القبر، ولم يكتفوا بهذا، بل هم من انزل الجثمان الى القبر ودفنوه بأيديهم، وعندما انتهوا من الدفن ذهبوا الى أهل المتوفى واكملوا واجب العزاء.
ماحدث منهم يعتبر شرفا وعزا واكراما لنا، وهذه البادرة الحسنة ليست جديدة على رجال الامن، انما هذا ما جبلوا عليه.
من هنا أيقنت ان وزارة الداخلية برجالها ليس ثياب عسكر اصحاب امر وقسوة، بل هم اسرة واحدة سرعان ما تحزن قلوبهم، وتدمع اعينهم عندما يفقدون احدا من ابناء الاسرة الامنية الذي اقسم ان يكون مخلصا بالعمل معهم، وتجتهد القيادة الامنية بتقديم ما يستحقه المتوفى من مواجيب العزاء، اكراماً لإخلاصه في عمله.
كما أيقنت ان سبب تضامن، وتكاتف، وتلاحم، وقوة، وحب رجال الأمن لبعضهم بعضا يحققون فيه هدفهم، وهو النجاح واستمرار الأمن والسلام، لقد ضربوا افضل مثال في تعلم القدوة والوفاء.
كاتب كويتي