وعادت الحياة… جزئياً
هيا الحوطي
تتوالى المفاجآت، الواحدة بعد الأخرى عن ذلك الفيروس الذي قلب الكون اجمع، فيوما بعد الاخر تخرج علينا تصريحات متضاربة، فمرة تشير الى اتهام الصين بتصنيع هذا الفيروس لضرب اقتصاد اميركا، وهذا ما دعا اميركا الى اتهام الصين صراحة انها من قامت بنشر الفيروس، واخرى تتهم اميركا والصين معا والصحة العالمية ثالثهما بتضليل العالم، بنشر معلومات مغلوطة عن الفيروس وطرق الوقاية منه وطرق علاجه، وما زالت اصابع الاتهام تشير هنا او هناك، وما زال البشر جميعا ضحية حسابات وتلاعبات.
ولأن العالم غير قادر على الوصول إلى علاج حتى الآن، ولذلك لا يمكن ان يستمر في الإغلاق، فهناك خياران أحلاهما مر، إما اختيار التعايش مع الفيروس وإما انهيار الاقتصاد، فانحازت دول العالم للخيار الأول، في ظل التصريحات التي تشير إلى أن الفيروس يمكن أن يمتد للعام المقبل، وعلى جميع الدول ان تستعد للمعايشة معه حتى القضاء عليه، إما بعلاج أو لقاح، لذلك وجب التوازن بين الحياة الطبيعية واستمرار الإجراءات الاحترازية، فعاد جزء من الحياة إلى المؤسسات الحكومية، وبدأ العمل بنسب مختلفة وعلى مراحل مختلفة سواء كانت 30% او اكثر، لذلك فالمسؤولية مضاعفة على الجميع.
لقد مر العالم بمرحلة صعبة، وكويتنا الغالية بلد ضمن هذا العالم، لكنها مرحلة مهمة، جعلتنا نتعلم الكثير، واننا على العهد والولاء باقون في حب قيادتنا وثقتنا بحكمتها، التي قادت العمل في تلك الازمة وبجميع مراحلها بكل اقتدار وكفاءة، فكانوا صمام الأمان لنا ولكويتنا الحبيبة بلد العطاء والانسانية والسمو، فوفرت حكومتنا احتياجات كل المواطنين والمقيمين على هذه الارض الطيبة، فما مضى خلال الأشهر القليلة الماضية جعلنا أكثر حباً ووفاء وولاء وأكثر ترابطاً ورحمة بالغريب قبل القريب، انها ايادي كويت العز والاباء البيضاء على الجميع.
محبة هذا الوطن الشامخ بقيادته والقوي بسواعد أبنائه، تزداد يوما بعد يوم، فهذا الوطن يعيش فينا لا نحن الذين نعيش فيه، فوجب علينا أن نحميه بتكاتفنا مع ما تبذله الدولة من جهود لحمايته وصون أبنائه، لقد حان الوقت لحفظ كويتنا وحفظ الحياة فيها، وحق المحافظة على صحة الجميع، ولأن الوقاية خير من العلاج، فإن الالتزام ليس شعارا نرفعه، الالتزام اصبح واجبا وطنيا، فلنعاهد الله، ولنعاهد قيادتنا على حفظ أرواحنا بالتزامنا حتى زوال هذه الغمة.
حفظ الله الكويت وشعبها والمقيمين على أرضها الطيبة من كل مكروه تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، ونسأل الله العلي القدير الأمن والأمان لوطننا الحبيب وأن يزيح عنا هذه الغمة انه على كل شيء قدير.
إعلامية كويتية