وفاء لذكرى الراحل صافي الياسري
معصومة احتشام
أبدأ هذه المقالة بتحية لروح الأستاذ صافي الياسري، الكاتب العاشق لوطنه العراق، والصديق الأشرفي الذي وقف بثبات وشموخ مع المجاهدين في كل المراحل.
وبهذه المناسبة اؤكد أننا مع تلك المثل والقيم التي أفنى الاستاذ صافي حياته دفاعا عنها، وترويجا لها، وبإصراره وثباته عليها، كما ظهر في جميع كتاباته وكتبه، أصبح رمزا للوفاء من خلال طريقة حياته ومقاومته، لأن الوفاء بالعهد والميثاق رسم طريقا للمثالية،ويتطلب ثباتا على الموقف، وتقديما للثمن، وهذا الأمر هو ما اختاره الاستاذ صافي الياسري بكل وعي وتشجيع تام.
وبسبب نوع مسؤوليتي كمجاهدة بين المجاهدين تابعت منذ الأيام الأولى لتعرف الاستاذ صافي بالمقاومة الإيرانية، وقدومه الى”أشرف” وطريقة تقربه من المجاهدين، ومن ثم تعرفه على الحقائق المتعلقة بالمقاومة، و”مجاهدي خلق”، وفي النهاية تعلق قلبه وحبه الكبير لأهداف هذه المقاومة، كعراقي عاشق لوطنه وإنسان حر ومتمدن وحضاري.
إحدى الخصائص البارزة للفقيد صافي الياسري كانت تركيزه على موضوع استقلال” مجاهدي خلق” في العراق، الذي عاشوا فيه مايزيد عن 17 عاما، وقد أظهر نتيجة أبحاثه في كتاب “منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والعراق” الذي تحول لأحد المراجع المهمة جدا.
لكن المؤشر الآخر الذي يبين درجة رقيه الإنساني العالية هو اهتمامه بدور المرأة المجاهدة في منظمة “مجاهدي خلق” وفي المقاومة الإيرانية، حيث ناضلت ضد العنصرية الرجعية لخامنئي ضد المرأة، وفكره المتخلف والرجعي، وقد بين الاستاذ صافي الياسري من خلال أحاديثه ومقابلاته، والعديد من التقارير هذه الحقيقة في كتاب “المرأة الإيرانية والبحث عن سواحل الحرية”.
وبالإضافة لأكثر من ألف مقالة كتبها ضد نظام الملالي ودعم الأشرفيين والمجاهدين، كتب كتاب “الإسلام الديمقراطي” و”محامي الشيطان” الذي كان محصلة هذا الكاتب الكبير من أجل التعريف بالمعتقدات الفكرية والعقائدية لـ”مجاهدي خلق”، وأيضا حملة شيطنة المقاومة الإيرانية والمجاهدين للقراء العرب بعامة، والعراق بخاصة.
الجدير بالذكر أن قيادة المقاومة الإيرانية عبرت عن تقديرها لثبات صافي الياسري، هذا الصديق الوفي للمجاهدين الأشرفيين في دفاعه عن الحرية واستقلال العراق، ونضاله ضد نظام الملالي الشرير ومرتزقته وتحمله كل آلام التشرد.
وعزت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، الشعب العراقي والكتاب العراقيين والعرب برحيل صافي الياسري، وأكدت أنه لم يركع أمام الضغوط والتهديدات التي مارسها نظام الملالي، ورفض التخلي عن نضاله ضد الفاشية الدينية، وظل متمسكًا بقضيته حتى اللحظة الأخيرة، وكان مثالًا للصمود والمقاومة.
وفي وقت سابق قال السيد مسعود رجوي، زعيم المقاومة، إن:” صافي الياسري تحمّل كل معاناة النزوح والتشرد والحرمان والملاحقة من قبل وحوش وعملاء العدو، للدفاع عن حرية واستقلال وطنه، ومقاومة نظام الملالي الشرير ومرتزقته، ليبقى وفيًا بروح كلماته و كتاباته دفاعًا عن حرية الشعبين الإيراني والعراقي… تحية وداع له”.
وبشهادة زوجته الفاضلة اختي عالية سالم فقد كان صافي، وحتى آخر ساعة، يمتلك إيمانا راسخا بأن المجاهدين سينتصرون وستتحقق مثلهم في أقصى سرعة، وأن انتصارهم هو انتصار للشعبين الإيراني والعراقي.
رحمة الله على الفقيد صافي الياسري.
كاتبة إيرانية