يا شبابنا تعلموا من دروس الغزو

0 128

فيصل الحمود المالك الصباح

للثاني من اغسطس طعم المرارة والالم من غدر الشقيق، عذابات وآلام عاشها الكويتيون في الوطن والمنافي، القريبة والبعيدة، تضحيات بالدماء، بطولات سجلت باحرف من نور، وصفحات مشرقة من الايثار.
يقفز الى الذهن في مناخات الذكرى حضور شباب الكويت في ملحمة عنوانها رفض الاحتلال الغاشم للبلاد، الاندفاع الى الحدود القصوى في مقاومته، واستعادة الكويت حرة ابية، حاضنة لابنائها، شريكة في كل ما هو خير العرب والمسلمين، ويدا ممدودة لكل ملهوف في ارجاء الارض.
كان لالتفاف الشباب الكويتي حول قيادته الرشيدة التي وصلت الليل بالنهار من اجل بزوغ فجر الحرية، وتدافعه في كل الاتجاهات لتجاوز المحنة التي حلت بالبلاد والعباد دوره الكبير في انتصار الحق على الباطل.
تحول فعلهم الى ايقاع واحد متماسك في اوركسترا عنوانها التمسك بتقاليد الاسرة الواحدة التي تجمع ابناء البلاد من اقصاها لاقصاها، الثقة بقائد المسيرة، للوصول الى شاطئ الامان، وتكريس تجربة تنضم الى تجارب مشرقة في دحر الظلم.
استكملوا دورهم في بناء ما دمرته آلة الحقد والعدوان، ضربوا مثلا آخر في اعادة الحياة الى طبيعتها، فاتحين اذرعهم لمستقبل مفرداته الامن والامان والاستقرار والرخاء، تستحقه البلاد واهلها.
مرت ثلاثة عقود ونيف على الكارثة التي استطاعت البلاد اجتيازها بوقوف الكويتيين سدا منيعا امام محاولات تشتيت صفوفهم، ودفاعهم عن حقهم في المستقبل بحيوية الشباب وحكمة الشيوخ، وما زالت تجربة الغزو الغاشم غنية بدروس ينقلها الذين عاشوها شبابا وباتوا كباراً لاجيال تطالعها في كتب التاريخ، تتباين قراءاتها للعبر بحكم الزمن واختلاف المشارب والرؤى، وتلتقي ارادتها ونواياها عند الحرص على تجاوز ما استجد من التحديات في منطقة مفتوحة على عالم من الازمات.
تركت تلك المرحلة من تاريخ البلاد ما يستحق اعادة تقليب الصفحات، استقاء الدروس منها لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية والسير على الطرق الامنة في زمن المتاهات والمنعطفات الحادة، ولعل اول دروس الثاني من اغسطس واكثرها اثارة للاهتمام تكاتف الكويتيين، التفافهم حول قيادتهم ومؤسساتهم، ضخ حيوية الشباب في عروق عملية نهوض وبناء تحافظ على المنجز وتضيف اليه، وفي ذلك ما يضمن للكويت واهلها عبور عاصفة الازمات التي يشهدها العالم.

You might also like