“8 آذار” حوّلوا عزاء الجاهلية مزاراً للمِّ شتاتهم وملف وهاب القضائي مفتوح… حتى سماع إفادته اللواء عثمان: أصحاب الحق باستعمال السلاح لم يطلقوا النار

0 486

بلال عبدالله: المحاولات اليائسة مستمرة لفبركة شخصيات كرتونية
في مواجهة “المختارة”

بيروت- “السياسة”:

فيما لا تزال تداعيات حادث الجاهلية تفرض نفسها بقوة على المشهد الداخلي، يُنتظر أن يُعاد تحريك الملف القضائي لرئيس “حزب التوحيد” الوزير السابق وئام وهاب، لضرورة مثوله أمام المدّعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، وسماع أقواله في الدعاوى المقدّمة ضده. أما بلدة الجاهلية فقد تحوّلت، خلال الأيام الثلاثة الماضية، مزاراً لفرقاء “8 آذار” والدائرين في الفلك السوري، الذين توافدوا إليها للتعزية بمرافق وهاب الراحل محمد أبوذياب.
وإذ عُلم أن وهاب ادّعى بأن كاميرات المراقبة الموجودة في منزله معطّلة ولا تسجل، استغربت مصادر هذا الادّعاء، مؤكدة أن من غير المنطقي تعطُّل كاميرات المراقبة لدى شخص مثل وهاب، الذي تعمَّد تسليم قوى الأمن جهاز التسجيل الرقمي فارغاً من أي محتوى.
وتعقيباً على ما ورد في بعض وسائل الإعلام بشأن إعطاء الإشارات القضائية في قضية وهاب، أوضح المكتب الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى أن أحداً من المحامين العامين لدى محكمة التمييز لم يتخذ أي إجراء في القضية.
إلى ذلك، تحوّلت بلدة الجاهلية مزاراً لفريق “8 آذار” والدائرين في الفلك السوري، الذين أمّوا البلدة بزخم لافت تخطّى واجب العزاء بمرافق وهاب، ليبدو سعياً جدّياً للملمة شتاتهم تحت راية “حزب الله” الذي نجح في إنهاء قطيعة استمرت سنوات بين وهاب والنائب طلال أرسلان. وهذا قد يساعد على قيام “الجبهة” التي دعا إليها وهاب يوم تشييع مرافقه لمواجهة “هيمنة وليد جنبلاط على الجبل”، بحسب تعبيره، على أن تتشكل “الجبهة” منه ومن أرسلان، ومعهما النائبان السابقان فيصل الداوود وفادي الأعور و”الحزب السوري القومي الاجتماعي”.
ووصف عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله ما جرى بأنه “عنوان لمحاولة يائسة لزعزعة استقرار البلد من بوابة الجبل، والسبب أن زعيم الجبل وليد جنبلاط هو عنوان أساسي من عناوين استقرار البلد، وفي المفاصل الأساسية والمحطات الحساسة يكاد يكون الزعيم الوحيد الذي يقدّم التسويات المطلوبة لاستقرار البلد، وهذا يزعج البعض”.
وقال عبدالله”، في تصريح لـ”السياسة”: “نأمل بعد هذا الدرس الذي جرى قبل أيام، أن نكون جميعاً على مستوى انتمائنا الوطني، بالحرص على استقرار البلد وعلى تأمين مناخات هادئة لولادة حكومة الوفاق الوطني”. وأكد أنها ليست المرة الأولى التي يُدعى فيها لقيام جبهة تنافس “الحزب التقدمي الإشتراكي”، ولن تكون الأخيرة، و”محاولات البعض مستمرة لاستيلاد وفبركة شخصيات كرتونية في مواجهة المختارة”. وأضاف: “الجبل أعطى كلمته لوليد جنبلاط، ولسنا بصدد مناصفة ولا مثالثة مع أحد. ما يهمنا الآن هو استقرار البلد، ولن نسمح لأي قوة أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ونحتكم إلى الدولة والسلطة السياسية”.
بدوره، شدّد النائب السّابق فارس سعيد على أن حادثة الجاهلية “بيّنت مرّة أخرى أن حزب الله هو الآمر الناهي في لبنان”. وقال: “الأمور تدور دورتها وتنتهي في زيارة يقوم بها مسؤولون سياسيون إلى الضاحية الجنوبية، حيث القرار الأمني والسياسي، ويحصل تفاهم على قواعد واضحة وتستقيم الأمور في سكينة سياسية”.
من جانب آخر، أكد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان أن “قوى الأمن تقوم بعملها على كل الأراضي اللبنانيّة لضبط الجريمة”، مشيراً في كلمة ألقاها بمؤتمر “إنجازات قوى الأمن الداخلي”، إلى أن “الشعب اللبناني شعر بالتقدّم الذي عملت عليه قوى الأمن… فعندما ترتفع خدمة عنصر الأمن ترتفع ثقة المواطن به للوصول إلى الشراكة النهائية مع المجتمع”.
وقال عثمان: “لا يمكن للمواطن أن يتذرّع بجهله للقوانين… الحق هو الحق. وبالأمس رأينا أن أصحاب الحق باستعمال السلاح لم يطلقوا النار، لأنهم يريدون تجاوز المشكلات بالطرق القانونية”، لافتاً إلى أن “لعنصر الأمن حق التأكّد من هويّة أي شخص، وحق التفتيش، وحق التوقيف في حال الجناية المشبوهة، وحق استعمال السلاح ضمن شروط”.

You might also like