9 سنوات على ثورات الخراب العربي

الأمير د. بندر بن عبدالله بن تركي ال سعود

بعد مرور تسع سنوات على الموجة الاولى من ثورات”الربيع العربي”، ماذا حقق العرب من ثورات الخراب العربي؟
للاسف، ثورات الخراب العربي كانت سببا في ما يحدث اليوم من ارهاب وفوضى ومحاولات لتقسيم الدول، ودفعت الدول العربية فاتورة مايسمى”الربيع العربي” الثمن غاليا من دماء الشعوب العربية وتشريد الملايين من خارج اوطانهم، واصبحت دولا مثل سورية وليبيا تسكنها الاشباح، وانقلب الحوثي على الشرعية في اليمن واستخدم الاطفال والنساء وقودا للحرب.
ثورات الخراب العربي كانت مخططا كبيرا لتقسيم الدول العربية، وتسليمها الى جماعات الاسلام السياسي برعاية نظام الملالي والرئيس الاميركي السابق اوباما الذي قاله في خطابه الشهير في جامعة القاهرة، فانطلقت بعدها شرارة “الربيع العربي”.
نتذكر جميعا كيف كان التدخل السافر لاوباما وهيلاري كلينتون لاسقاط نظام الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، واسقاط بن علي في تونس، والقذافي في ليبيا، من اجل جماعات الاسلام السياسي وايران، ونظام الملالي التي ابرم اوباما معه اتفاقا ميتا، واطلق يد ايران في المنطقة.
تسع سنوات عاشتها منطقة الشرق الاوسط من الاضطرابات، والفوضى والارهاب، وتدمير الدول، وتشريد العباد، وكانت ومازالت المملكة العربية السعودية تسعى لمواجهة هذا الخراب والدمار، وتعمل مع المجتمع الدولي لوضع حلول سياسية لكل قضايا المنطقة وازماتها، وايقاف نزيف الدماء المستمر منذ 2011، وحتى اليوم، وساندت المملكة الاشقاء في مصر، ووقفت الى جانبهم ومازالت، لان مصر بوابة الاستقرار والامان وامنها و استقرارها يهم المملكة ويهم كل دول المنطقة.
السعودية فتحت ابوابها للاشقاء من سورية واليمن، وكل الدول التي تعرضت للتخريب والتدمير بعد الموجة الاولى من ثورات”الربيع العربي”، وما زالت المملكة، تساند كل اللاجئين والمهجرين والهاربين من جنون الحرب، وتعمل على اعادة الاستقرار والامان الى دولهم، سواء بالتعاون وطرح الحلول السياسية في اطار الجامعة العربية والعمل العربي المشترك، او في اطارالعمل مع الامم المتحدة بالاضافة الى ان المملكة العربية السعودية، واجهت الخطر الايراني في المنطقة، وتصدت له، وقامت بانشاء التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والتحالف الاسلامي العسكري، وانضمت المملكة الى التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، وتعمل مع الولايات المتحدة والدول الكبرى لحماية ممرات الملاحة، سواء في مياه الخليج او مضيق هرمز، واسست مجلس الدول العربية والافريقية المطلة على البحر الاحمر لمواجهة الخطر الايراني، والاطماع التركية في البحرالاحمر، وحماية ممرات الملاحة وقناة السويس ومضيق باب المندب.
ثورات الخراب العربي سوف تظل علامة سواد في تاريخ شعوب الدول العربية، لكنها كشفت كل الخونة والمتأمرين الذين لن يذكرهم التاريخ لان مصيرهم مزبلته.

لواء ركن، كاتب سعودي