البابا فرنسيس: لا يُعقل أن يظلَّ المرءُ مُتفرجاً على الحرب رأس الكنيسة الكاثوليكية التقى وفداً شعبياً من مسلمين ومسيحيين خليجيين

سطام الجارالله: بفضل تعاليم الإسلام تعيش شعوب الخليج الأخوة الإنسانية ولا تمييز لأحد على الآخر

شدد رأس الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، خلال لقاء وفد شعبي من مسلمين ومسيحيين خليجيين وعرب على ضرورة أن “يكون الشخص أصيلًا في وسط ثقافي أو ديني متنوع؛ لأنه بذلك لا يفقد هويته، بل ومن دون مجهود وبشكل طبيعي ينقل قيمه التي يؤمن بها ويعيش فيها إلى الآخر”.
فيما تجدر الإشارة إلى أن الوفد كان بدعوة خاصة من البابا فرنسيس، أعرب الجميع عن تقديرهم لجهوده خلال السنوات الاربع التي شهدت فيها المنطقة ثلاث زيارات مهمة للبابا الى كل من: الامارات والعراق والبحرين، تكللت بتوقيع اتفاقيات اسلامية– مسيحية تهدف الى تعميق التواصل الانساني بين اتباع الاديان السماوية، خصوصا انها اتت في ظل مرحلة شهدت توترات كبيرة تسببت بها التيارات المتطرفة من مختلف أتباع الأديان، بينما عملت الزيارات الثلاث على زيادة التعاون الانساني الاخوي في المنطقة العربية.
فيما ثمن الوفد الخطب التي ألقاها البابا وتأثيرها العميق على النخب التي رأت فيها بداية لعملية تواصل انساني بين اتباع الاديان المختلفة، قال قداسته: “لا يمكن القول إنني لا أفعل أي شيء ضد الآخرين، لذلك أنا ضميري مرتاح، اذ لا يعقل ان يظل المرء متفرجًا بينما يشن الآخرون الحرب والانقسام، لهذا يجب على كل منا أن يبادر الى مد جسور التعايش الإنساني، وفي الصداقة الاجتماعية”.
في المقابل، تحدث سطام أحمد الجارالله عن طبيعة العلاقة بين الخليجيين من مختلف الطوائف والاديان، واستهل حديثه بـ”اننا نشكر قداسة البابا على جولته الخليجية، بدءا من ابوظبي مروراً بالعراق ووصولاً الى البحرين”، وقال: “انها كانت مناسبة لتفعيل الاخوة البشرية من منطلق التحاور الانساني بين الاجيال من جهة، وبين اتباع العقائد المختلفة من جهة اخرى”.
وأضاف: “اليوم يشكل الشباب في الخليج 63 في المئة من شعوب المنطقة، ولهذا هم العنصر الاساسي الذي ستقوم على عاتقه عملية النهوض الفكري والتواصل بين الامم، ولقد تميز هذا الجيل بالانفتاح على مختلف الثقافات، ما يعني قدرته على التواصل مع الجميع من منطلق الاخوة الانسانية، مستندا بذلك الى التسامح الذي حض عليه الاسلام، والعيش الواحد في الاوطان”.
وقال في حديثه الى رأس الكنيسة الكاثوليكية: إن “شعوب الخليج تعيش الاخوة الانسانية منذ الازل بفضل التعاليم الاسلامية التي تحض على عدم التفرقة بين الناس، انطلاقا من الحديث النبوي: يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ”.
وأضاف: “ان العدل من المبادئ التي حض الإسلامُ عليها، لذا لا فضل لاحد على احد الا بحسن المعاملة التي تنبع من تقوى الله سبحانه وتعالى”.
وقال: “ان التواصل الحضاري بين الشباب يحبط كل محاولات التطرف التي تسعى جماعات مختلفة من اتباع اديان عدة الى تأجيجها، وبالتالي يشكل نقطة التقاء قاعدة حوارية بين مختلف المكونات الانسانية، ويعزز المعرفة بالاخر”.
ولتأكيد الروحية التي يعيش فيها ابناء منطقة الخليج العربي النابعة من التعليم الاسلامية الداعية الى عدم التفرقة بين البشر، جرى الحوار من منطلق ان هذه المنطقة عاشت طوال تاريخها بتعاون بين مختلف اتباع الملل والنحل، ولتأكيد الحوار الانساني الذي اطلق خلال توقيع اتفاقية الاخوة الانسانية في الامارات، والنداءات التي وجهها رأس الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الازهر الدكتور احمد الطيب، وعلماء من الطوائف الاسلامية الذين التقاهم البابا خلال زيارته للعراق والامارات والبحرين، فقد عبر الوفد عن تقديره الكبير للغة التي تحدث بها البابا فرنسيس فيما يتعلق بالحض على التعاون بين ابناء الاديان كافة في المنطقة، ومحاربة التطرف باي شكل من الاشكال، لا سيما أننا جميعًا إخوة في إنسانية واحدة، معربين عن امتنانهم لكل ما فعله البابا ومازال من أجل المصلحة العامة للانسانية، الذي وصفوه بـ”صانع السلام والتعايش الأخوي بين الجميع”.
في جانب آخر، تحدث المواطن البحريني ماريو مسلم، معربا عن الشكر على “هذه الفرصة لمقابلتكم، وعلى وقتكم السخي الذي ترحب بنا في منزلك، فهذا شرف فريد أن نكون هنا”.
وقال: “أبرزت زيارتكم لمملكة البحرين الأخوة والشمول والسلام والوحدة التي تتألف وتتجسد في شعب البحرين وشعوب الخليج”.
وأضاف: “ان هذا جوهر البحرين ودول الخليج، اذ حتى لو اختلفنا في أدياننا واحتفالاتنا فإن الاحترام وقبول الآخر يجمعنا، كما ذكرت قداستك، لذا من المهم أن نبقى أصيلين، وهذا هو السبب في أننا نقبل بعضنا بعضا في البحرين”.
كما تحدث عيسى النعمان وقال: “ان زيارة كويتيين مسلمين ومسيحيين عرب للفاتيكان بدعوة خاصة من قداسة البابا فرنسيس لابد ان تترك لمهابتها اثرا عند المرء، فهي كانت دعوته الخاصة لنا كمسيحيين مسلمين كويتيين وعرب فيها تقديرٌ كبير لنا ولشعوب المنطقة”.
وقال: “إن الكويت تمتاز بالعيش المشترك وأن المادة 35 من الدستور الكويتي تنص على ضمان حرية المعتقد المطلقة، وأن الدولة تمنح للأديان حرية إقامة شعائرهم الدينية وفقاً للأعراف والتقاليد المرعية”.
وأضاف: “إن العيش الإنساني المشترك هو محور حياتنا المسيحية في الكويت، إذ نمثّل جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الكويتي نحيا فيه كمسيحيين ملتزمين إيماننا وسط إخوة لنا مسلمين ونحن نختبر يوميا العيش المشترك، أبّاً عن جد، حافظين إيماننا، وممارسين له من خلال صلواتنا وشعائرنا دون أي عائق”.

البابا فرنسيس لدى حواره مع سطام الجارالله
البابا فرنسيس يتلقى درعاً تذكارية من الوفد الزائر
Comments (0)
Add Comment