الحرس الثوري يوفر طائرات مُسيَّرة على نطاق واسع لـ”الحوثيين” لمُهاجمة الأراضي السعودية
رفع العقوبات المفروضة على النظام تقوي شوكته لزعزعة الاستقرار في المنطقة
النظام ينفق المليارات لتصنيع الطائرات المسيّرة و80 في المئة من الإيرانيين تحت خط الفقر
مجمع لتصنيعها في منطقة سمنان للسيطرة على الحدود الغربية والشرقية للبلاد
“هيسا و”باسبار” من الشركات الرائدة في صناعة “مسيّرات أبابيل” و”مهاجر”
قسم تدريب فيلق القدس يدرب مرتزقة النظام والجماعات المتشددة في ثكنة الإمام علي
“المسيّرات” ترسل إلى سورية والعراق أجزاء ويقوم “الحرس” بتجميعها في معسكراته
رغم تنازلات “النووي” يبقى الإرهاب ركيزة النظام الإرهابي
السياسة ـ خاص:
لا يزال “فيلق القدس” يواصل التحريض على الحرب والإرهاب في المنطقة باستخدام الطائرات المسيرة التي تعتبر واحدة من اسلحة النظام لزعزعة الاستقرار وإشعال فتيل الحرب عبر وكلائه، ولتحقيق أهدافه استثمر ” الملالي”، على مدى العقد الماضي، بكثافة في إنتاج تلك الطائرات على الرغم من التحديات الاقتصادية الهائلة ومعاناة الشعب الايراني الذي يقع نحو 80 في المئة منه تحت خط الفقر.
التقرير التالي يلقي الضوء على خطط فيلق القدس العسكرية واللوجيستية لتأجيج نيران الارهاب بالمنطقة على أكثر من صعيد، بالطائرات المسيرة عبر استحداث 8 مراكز لصناعة، وتخزينها و7 لصيانتها، ومن ثم التدريب عليها وإرسالها إلى أذرع النظام في الدول المعنية، وفيما يلي التفاصيل:
يحاول نظام الملالي تعويض قوته الجوية البالية والمتهالكة باستخدام تكنولوجيا الطائرات المسيرة، لأجل ذلك أوكل إلى وزارة الدفاع والقوات الجوية مهمة إنتاج الطائرات المسيرة وعمد لتهريب بعض أهم الأجزاء، مثل المحركات والمكونات الإلكترونية، من دول أجنبية، فيما يحصل على بقية المعدات اللازمة من مختلف الصناعات داخل إيران.
وتكشف التقارير عن 8 مراكز تعمل على تصنيع الطائرات المسيرة في إيران، بعض هذه المراكز تعمل تحت “هيئة صناعات الطيران” التابعة لوزارة الدفاع، وأخرى تابعة لمجمع ملحق بالقوات الجوية لحرس الملالي أو القوات المسلحة للنظام، أو تعمل تحت ستار المؤسسات الخاصة وهي:
غضنفر ركن ابادي
تأتي في مقدمة هذه المراكز، شركة صناعات غضنفر ركن أبادي التابعة للقوات الجوية لقوات حرس الملالي، حيث يقدم هذا الكيان الدعم والتدريب لمصانع قوة “الجوفضاء” التابعة لقوات حرس الملالي.
وتصنع الشركة التي تضم عشرات المباني أجزاء مختلفة من الطائرات المسيرة، إضافة الى الصناعات الأخرى ذات الصلة بالفضاء.
وتقع منطقة العمل الخاصة بالمحركات وكاميرات الطائرات المسيرة في الجزء الشمالي من المجمع، وهو ما يظهر في الصور الجوية اللاحقة.
وتقع مساحة التخزين للأجزاء المختلفة المتعلقة بالقوة “الجوفضائية” في الجزء الجنوبي من المجمع، فيما يتم استيراد المواد الخام لصنع أجزاء الطائرات المسيرة، مثل الأقمشة والألياف الخاصة، من الصين.
مجمع سمنان
ومنذ عام 2019، أطلقت القوات المسلحة التابعة للنظام مجمعا جديدا للطائرات المسيرة، ومقره في سمنان، وتنشط جميع المؤسسات العسكرية، بما في ذلك قوات حرس الملالي والباسيج وقوات الأمن ووزارة الدفاع للجيش، بشكل مشترك في هذا المجمع لإنتاج الطائرات المسيرة الخفيفة والصامتة.
والغرض من إنتاج الطائرات هو السيطرة على الحدود الغربية والشرقية للبلاد، ويقوم خبراء هذا المجمع بنقل الأجزاء المنتجة في قطع منفصلة إلى الموقع المطلوب وتجميع المنتج النهائي هناك.
صناعات القدس
في السياق، تعمل شركة “صناعات القدس الجوية” على انتاج الطائرات المسيرة هي الأخرى وتقع تحت إشراف منظمة صناعة الطيران التابعة لوزارة الدفاع، وتغير اسمها إلى “صناعات تصميم وبناء الطائرات الخفيفة” في 13 ديسمبر 2019.
ويقع المقر الرئيسي في الكيلو 4 من طريق طهران بالقرب من مطار مهر أباد وقاعدة قدر سباه الجوية.
صناعات فجر
وتعتبر “فجر لصناعة الطيران والمواد المركبة” التي تقع بجوار شركة القدس للطيران على طريق كرج الخاص، أحد المصانع التي تسيطر عليها “هيئة صناعة الطيران” بوزارة الدفاع وهي المركز الرابع لإنتاج الطائرات المسيرة في إيران، إذ تنتج الشركة طائرات صغيرة ذات محرك.
شركة “هيسا”
وتعد شركة “هيسا” واحدة من كبرى الشركات التابعة لمنظمة صناعة الطيران التابعة لوزارة الدفاع، وهي تشارك أيضًا في صناعة الطائرات المسيرة ومكوناتها، إذ أنتجت ما يسمى بـ “مسيرات أبابيل”، وهو نوع أصغر من الطائرات المسيرة ويترأس الشركة حاليا حميد رضا نوري.
“بصير”
تنتج شركة بصير للصناعات أجزاء ومكونات مختلفة للصناعات الفضائية والبحرية، بما في ذلك إنتاج البطاريات الصغيرة للطائرات المسيرة وكذلك محركات الديزل للقوارب السريعة التابعة لقوات الحرس وتقع هذه الشركة في الكيلو 1 من طريق “بابول” إلى طريق آمل السريع.
“باسبار”
تصنع “شركة البوليمر المركبة الهيكلية” التي تأسست عام 2015 أجزاء من جسم الطائرات المسيرة وتقع الشركة بالقرب من ثكنات صواريخ قوات حرس الملالي وثكنات الطائرات المسيرة، بما في ذلك ثكنة فلق وثكنة سجاد.
ووفقًا لتقارير من داخل إيران، تنتج هذه الشركة جسم الطائرة لأنواع مختلفة من الطائرات المسيرة، بما في ذلك ما يسمى “مسيرات مهاجر”، وتشتري الشركة ما يقرب من 50 في المئة من المواد الخام المطلوبة من داخل إيران، و50 في المئة المتبقية يتم تهريبها من الخارج.
وتستورد الشركة أنواعا أخرى من المواد الخام من الصين وتركيا وكوريا الجنوبية، فيما كانت كفي الماضي تستورد أليا زجاجية عالية الجودة من فرنسا وبعض المواد الأخرى، مثل الراتنج عالي الجودة، من ألمانيا والولايات المتحدة.
ومع ذلك، لم يعودوا قادرين على القيام بذلك نتيجة للعقوبات، وبدلاً من ذلك يحصلون على مواد خام منخفضة الجودة من الصين.
بر ومطار سبهر
منذ عام 1995، أقامت قوات الحرس مطارًا ومجمعًا صناعيًا عسكريًا شرق جامعة الإمام الحسين، ويعمل مطار سبهر والمجمع المذكور تحت إشراف “شركة باروار بارس” التابعة لوحدة أبحاث الطيران بجامعة الإمام الحسين التابعة لقوات الحرس وتقوم الشركة بنسخ النماذج الحالية وتصنيع الطائرات المسيرة والطائرات خفيفة الوزن، كما تقوم أيضًا بتثبيت الكاميرات والمعدات الأخرى على الطائرات المسيرة.
تم وضع شركة بر أور بارس ومطار سبهر تحت سيطرة قوة الجوفضاء التابعة لقوات حرس الملالي في عام 2005.
تخزين الطائرات
تمتلك القوات الجوية لقوات حرس الملالي خمسة قيادات، تضم قيادة الطائرات المسيرة والصواريخ والقيادة الجوية، وقيادة الدفاع الجوي، وقيادة الفضاء، وهناك 7 مراكز لصيانة واستخدام الطائرات المسيرة هي مركز قيادة الطائرات المسيرة في دستواره شمال غرب طهران، قاعدة كريمي الجوية في كاشان وقاعدة بدر في اصفهان وقاعدة جوية في الأهواز ووحدة الطائرات المسيرة في كرمانشاه وثكنة سجاد التابعة للقوات الجوية لقوات حرس الملالي في منطقة مالارد “غرب طهران”وثكنة الفلق التابعة للقوات الجوية لقوات حرس الملالي في منطقة مالارد ومركز قيادة الطائرات المسيرة في قوة الجو فضاء.
ويقع مركز قيادة الطائرات المسيرة في معسكر دستواره، وهي أيضًا مقر قيادة القوات الجوية لقوات حرس الملالي، في مبنى منفصل، ويقوده العميد سعيد آقاجاني، ومما تقدم نجد أن إيران خصصت 8 مراكز لتصنيع الطائرات بدون طيار و7 مراكز صيانة لها.
تدريب قوة القدس
كلف فيلق القدس التابع لقوات حرس الملالي إدارات في مقره ببرنامج الطائرات المسيرة في محاولة لتزويد مرتزقته وميليشياته في المنطقة بطائرات مسيرة إضافة إلى تدريب عناصر عليها.
يقع هذا القسم ضمن دائرة استخبارات قوة القدس، وهناك قسم مسؤول عن طلب وشراء الطائرات المسيرة، يحدد كمية وأنواع الطائرات المسيرة اللازمة وفقًا للتصاميم والأهداف الخاصة لكل بلد مستهدف، ومن ثم يتم تقديم هذه الطلبات إلى وزارة الدفاع.
ويتم توفير الطائرات المسيرة المطلوبة بشكل أساسي من قبل منشأة إنتاج الطائرات المسيرة الرئيسية، وهي شركة تابعة لمنظمة صناعات الطيران في وزارة الدفاع التابعة للنظام.
ويعتبر قسم تدريب فيلق القدس مسؤول عن تدريب مرتزقة النظام ووكلائه، كما يقوم بنقل مرتزقة الجماعات المتشددة من دول مختلفة إلى إيران وتحديداً إلى مقر هذه الدائرة في ثكنة الإمام علي. ويتم إرسال العملاء إلى أقسام مختلفة بناءً على نوع التدريب على الطائرات المسيرة التي يحتاجون إليها فيما يتعلق بمستوى ونوع المهام المقصودة.
وبالإضافة إلى توفير التدريب على استخدام الصواريخ والعمليات التخريبية، يوفر قسم تدريب فيلق القدس تدريبًا منهجيًا على استخدام الطائرات المسيرة من طراز الرمز 12000.
وهناك مجموعات تدريب مختلفة في ثكنة الإمام علي في قوة القدس وتضم هذه المجموعة ثلاثة أقسام فرعية: الطائرات المسيرة والصواريخ وإصلاحات الأسلحة الثقيلة، ويُعرف قسم التدريب على الصواريخ بالرمز 340، فيما يطلق على قسم تدريب الطائرات المسيرة بالكود 330، وقسم إصلاحات الأسلحة الثقيلة كود 320.
بالإضافة إلى توفير التدريب على استخدام الصواريخ، توفر الوحدة المتخصصة التابعة لإدارة التدريب التي تقع بالقرب من مدينة سمنان، تدريبات على استخدام الطائرات المسيرة لمرتزقة فيلق القدس.
ويتم توفير بعض مجالات التدريب عالي المستوى على استخدام الطائرات المسيرة من قبل خبراء الطائرات المسيرة في قوة الجوفضاء التابعة لقوات حرس الملالي في قاعدة كريمي في كاشان.
دائرة لوجستيات” فيلق القدس”
تضم دائرة لوجستيات فيلق القدس، مكتب تهريب مسؤول عن تهريب الأسلحة والمعدات إلى عملاء في دول المنطقة، ويستخدم هذا المكتب الكثير من الممرات الجوية والبرية والبحرية لإرسال الأسلحة والمعدات، بما في ذلك أجزاء الطائرات المسيرة، وترسل بعض الأسلحة والمعدات بشكل روتيني إلى البلدان المستهدفة من خلال قاعدة قوات حرس الملالي في مطار مهرآباد، كما ترسل بعض المعدات المخبأة في حاويات بالشاحنات إلى العراق وسورية ولبنان عبر الحدود البرية إضافة إلى إرسال معدات أخرى على متن قوارب إلى اليمن ومناطق أخرى.
وبهذه الطريقة، يقوم فيلق القدس، بالاشتراك مع وزارة الدفاع والقوات الجوية، بنقل أسلحة الطائرات المسيرة والتدريب وغيرها من المتطلبات إلى مجموعات المرتزقة التابعة له لتنفيذ هجمات إرهابية باستخدام تلك الطائرات في العراق وسورية ولبنان واليمن وفلسطين
إذا يقوم بإرسال مكونات الطائرات ومن ثم تجميعها في ثكنات عسكرية (مثل معسكر أشرف السابق في العراق) من قبل أفراد مدربين.
وهنا نوضح كيف يستخدم فيلق القدس طائرات مسيرة في 5 دول إقليمية محددة هي:
سورية: في سياق الصراع السوري، استخدمت قوات الحرس باستمرار الطائرات المسيرة لتحديد ومهاجمة قوات المعارضة السورية ودعم جيش بشار الأسد.
ويتمركز عدد من أفراد قوة الجو فضاء التابعة لقوات حرس الملالي حاليًا في سورية حيث مطار تدمر.
ويتم إرسال الطائرات المسيرة إلى سورية على شكل قطع، وعند وصولها تقوم قوات الحرس بتجميعها في ورشاتها ومصانعها في سورية، كما تشتري بعض الأجزاء، مثل محركات الطائرات المسيرة، مباشرة من الصين.
العراق: في السنوات التي تلت انسحاب قوات التحالف، استخدمت قوات الحرس على نطاق واسع الطائرات المسيرة داخل العراق، مما جعلها متاحة للجماعات المسلحة التابعة لقوات حرس الملالي، وبخاصة ميليشيات النجباء في العراق، التي تعمل كإحدى مجموعات مرتزقة فيلق القدس.
إرسال أجزاء من الطائرات المسيرة بشكل منفصل عن طريق الجو إلى مطار بغداد أو عن طريق البر إلى مجموعات الحشد الشعبي ويتم تجميع هذه الأجزاء في ورش تابعة لقوات حرس الملالي.
لبنان: في عام 2003، تلقى سبعة أعضاء من حزب الله اللبناني تدريبًا لأول مرة على طائرة مهاجر 4 في شركة القدس للصناعات الجوية التي تنتج الطائرات المسيرة.
وبعد ذلك، أرسل النظام الكثير من هذه الطائرات إلى حزب الله في لبنان، واستخدم عدد منها خلال صراع حزب الله ضد إسرائيل.
اليمن: يوفر فيلق القدس التابع لقوات حرس الملالي أيضًا طائرات مسيرة لأنصار الله “الحوثيين” على نطاق واسع، يستخدم الحوثيون باستمرار طائرات مسيرة في هجماتهم، ويتم إسقاطها في الأراضي السعودية.
المناطق الكردية: يستخدم نظام الملالي الطائرات المسيرة لمهاجمة المناطق الكردية لقمع الجماعات الكردية الإيرانية واللاجئين، وفي الأسابيع الأخيرة، استخدم النظام مثل هذه الطائرات المسيرة لقمع الأكراد الإيرانيين في هذه المناطق.
تكشف مراجعة الدورة الكاملة لإنتاج واستخدام وتصدير الطائرات المسيرة وتوسعها في السنوات الأخيرة ما يلي:
• رغم كل التنازلات التي تم تقديمها من خلال الاتفاق النووي وقرار الدول الغربية التغاضي عن أنشطة نظام الملالي المزعزعة للاستقرار، يبقى تصدير الإرهاب والتحريض على الحرب في المنطقة من ركائز الحفاظ على النظام وقد اكتسبت مكانة بارزة في نظر النظام.
• ينفق النظام مليارات الدولارات على برامج الصواريخ والطائرات المسيرة بينما يعيش 80 في المئة من الشعب الإيراني تحت خط الفقر وميزانيات الرعاية الصحية والتعليم والمتطلبات الوطنية الأخرى أقل بكثير من النفقات العسكرية.
خلال جائحة فيروس كورونا، لم يساعد النظام الشعب الإيراني بأي شكل من الأشكال، ووصل عدد الضحايا إلى 450 ألفًا حتى الآن، متجاوزًا بكثير دول العالم الأخرى على أساس نصيب الفرد.
وخلال السنوات القليلة الماضية، هتف الشعب الإيراني “لا لغزة، لا للبنان، روحي فداءٌ لإيران”، و”اتركوا سورية، فكروا بحالنا”.
• تثبت هذه الأنشطة أن مليارات الدولارات التي جناها النظام من تخفيف العقوبات في سياق الاتفاق النووي ونهب الثروة الوطنية للشعب يصادرها النظام لبناء وإنتاج هذه الأسلحة من أجل تصدير الإرهاب وإثارة الحروب في المنطقة.
• يجب أن يتوقف أي تعامل مع النظام في طهران من قبل جميع الأطراف الغربية، وبخاصة بعد صعود رئيسي، ويجب إدراج جميع الأنشطة، بما في ذلك الإنتاج والاستخدام والبحث عن الطائرات المسيرة وبرنامج الصواريخ للنظام في المطالب التفاوضية.
وبخلاف ذلك، فإن النظام سيركز بشكل أكبر على خلق حالة من عدم الاستقرار الإقليمي من أجل كسب الوقت والحفاظ على حكمه.
• لا يجب رفع أي من العقوبات المفروضة على النظام حتى يوقف كل سلوكه المارق وسياسة التعنت في المنطقة وقمعه للشعب الإيراني.