بين خروتشوف وأحمد بن حنبل … والنفاق للحاكم

آفةُ ضعف الدّول الرّأيُ الخطأ، الذي يستقيه الحاكم من غير أهل المعرفة، وليس من المُتجردين من النوازع الشخصية، الذين يسعَوْن إلى مصلحة الدولة، أما المنافقون الذين يُغلِّبون فائدتهم، فهم لا شكَّ سيكونون من يشقُّ الطريق إلى الانهيار؛ لأنهم يعملون وفق ما يطمحون إليه من منافع، حتى لو التزموا الصمت عندما تكون هناك أزمة ما؛ لأنهم لا يرَوْن إلا أنفسهم، ولا يُقيمون وزناً لثقة الحاكم بهم. في هذا الشأن، ثمَّة قصة تُروى عن أنَّ الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف، وفي أول اجتماع للجنة المركزية بعد موت جوزيف ستالين، أسهب الزعيم الجديد باتهام…

يا حكام… “وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ للْعَبِيدِ”

قال اللهُ في كتابه العزيز: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ للْعَبِيدِ"، لو استعرضنا وضع الكويت منذ نحو 50 عاماً اليوم، لوجدنا أنَّ هذه الآية الكريمة انطبقت على كثير ممن أساؤوا إلى أنفسهم وذويهم قبل الإساءة إلى الدولة والشعب، وحق عليهم قول الله: "وما ربك بظلام للعبيد"، فنهاياتهم كانت سيئة جداً؛ لأنهم استغلوا مناصبهم وصلاحياتهم في ظلم الناس، والاستحواذ على ما ليس لهم. في كثير من مؤسسات الدولة يرى الموظف نفسه أنه صاحب نفوذ، لا أحد يحاسبه عليه، بل إنه يبني شبكة علاقات من…

أبوخالد… وإِذا كانَتِ النُّفوسُ كِباراً تَعِبَتْ في مُرادِها الأَجسامُ

اعتدنا أن نقولَ الحقَّ، بلا أيِّ مجاملة، بل حين نرى خطأً نُسلِّط الضوء عليه، ونقول الأشياء بمُسمَّياتها، وعندما يكون هناك مسؤولٌ مجتهدٌ، ويراعي الأمانة الموكولة إليه، ويعمل بضمير، نقول ذلك علناً، وهذا ما هو عليه الشيخ طلال الخالد، الذي يعمل بصمت، ويسعى إلى أداء الدور المنوط به من دون أي كلل أو تعب، ولا يُجامل في الحق. منذ أن دخل الشأن العام تميَّز الرجلُ بعدم حرق المراحل، فتدرج حتى أصبح رئيساً تنفيذياً لشركة ناقلات النفط، وكان كما يعرفه من عملوا معه يسعى إلى إعطاء الحقوق لأصحابها، والاستعانة بالكفاءات الوطنية. لهذا حين…

يا سمو الرئيس… هل علينا تكسير أقلامنا والجلوس في بيوتنا؟

يوماً بعد يوم تتعزز القناعة بأن مشاريع التنمية ليست أكثر من حبر على ورق، وإذا نفذ منها أي شيء، يكون عبر منظومة من الشركات المحلية التي اتفقت فيما بينها على تقاسم الكعكة وبتكاليف عالية جداً، وبأساليب باتت معروفة للجميع، سواء كان في سوء التنفيذ أو عبر "الأوامر التغييرية" التي ترفع التكلفة إلى مبالغ ضخمة، فيما هي تستفيد من موظفين إما مرتشون، أو عينوا في وظائفهم من خلال "واسطة" نائب أو متنفذ كي ينفذ أمر أصحاب تلك الشركات. من هنا، نخاطب اليوم سمو رئيس مجلس الوزراء، ووزيري الأشغال والمالية، ومن يهمهم الأمر، ونقول: يومياً هناك…

مجلس الأمة… مُخرجاتٌ باهتة وحكومةٌ بلا قوة

أحمد الجارالله عباقرةُ السِّياسة في الكويت يُحاولون "اختراع الماء السّاخن" عبر تدوير المُشكلات التي تُعاني منها البلاد، ويفتعلون العراك في ساحة الانتخابات، من خلال معركة شعارات عفا عليها الزمن، فمنذ ما قبل معرفة النتائج، أظهر كلٌّ منهم ترسانته سعياً إلى حيازة منصب ما في مجلس الأمة، الذي على ما يبدو لن يُغيِّر من الواقع شيئاً، بل ربما يكون نسخة مُشوَّهة عما سبق. لهذا، بانت ملامح مخرجات الانتخابات، في المضمون، وليس في الشكل، فالأسماء ليست هي الهدف، إنما الطريقة التي سيتعامل بها النواب بعد السادس من الشهر المقبل، ولهذا…

والآن يا وزير المالية… “جاك العلم”

لا شكَّ أنَّ وزير المالية يُدرك جيداً ما تُعانيه شريحة كبيرة من الكويتيين في ما يتعلق بالقروض، خصوصاً الغارمين الذين يعيشون أسوأ حياة، سواء كان من يوجد منهم في السجن، أو أولئك الذين صدرت عليهم إجراءات منع السفر و"الضبط والإحضار"، ووقف معاملاتهم في دوائر الدولة. للأسف، إنَّ هذه القضية لا تزال بلا أي حلول؛ لأن ثمَّة من لا يريدون حلها، إما نتيجة الفائدة المُتحصَّلة منها، وإما بسبب الحسد الذي ما دخل أمراً إلا جعله يزيد تعقيداً، وهؤلاء هم من يُصوِّرون للحاكم والسلطة التنفيذية ووزير المالية الأمر على غير صورته الصحيحة، كأن…

يا وزيري التجارة والمالية… مرة أخرى “جاكم العلم”

أحمد الجارالله مرة أخرى نُخاطب وزير التجارة، ونقول: إنَّ الأرض الفضاء لا قيمة لها مادامت لم تُستغل في المُنشآت، فقيمتُها في ما يُبنى عليها، وما ينتج من خلال الصناعة القائمة فيها، وهو ما تفعله كلُّ دول العالم، إذ تُمنح الأراضي للصناعيين ومُبادري الأعمال؛ كي يستثمروا فيها أفكارهم، وصناعتهم، ويشغلوا أبناء البلاد، ويدعموا الناتج الوطني من خلال تصدير منتجاتهم، وكذلك يوفرون المواد التي يحتاجها النّاس في الدولة. في كلِّ دول العالم، هناك نظامُ التشييد والتشغيل ونقل الملكية، المعروف اختصاراً بـ"BOT" وفيه تمنح الأرض من الدولة…

يا وزير التجارة… “جاك العلم”

أحمد الجارالله تمخَّضَ الجبلُ عن لا شيء، هذا ما يُمكن التعليقُ عليه في قرار وزير التجارة الخاص بالترخيص لبعض الأنشطة من دون وجود مقرٍّ لها، ففي كثير من دول العالم، وبخاصة التي تسعى إلى جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال، لا يكون المُستثمر، ليس المواطن فقط، بل الأجنبي أيضاً بحاجة إلى المقر، بل يكون عنوان المؤسسة هو ذاته عنوان المحامي المُخوَّل إصدار إنجاز الترخيص. لذلك فإنَّ الأنشطة التي سمح بها القرار الوزاري ليست كافية؛ لأنها لا تؤدي إلى جذب الاستثمار، بل هي أشبه برخصة مزاولة المهنة التي تصدر من الجهات المعنية بإحصاء العمال…

يا قضاة العالم العربي… اقرأوا هذه القصة واعتبروا

حين يحكمُ القاضي بروح القانون، وليس فقط بالنَّصِّ الجاف، عندها يُصبح قيمة مُضافة، وميزة لبقية القضاة، ويؤسس للعدل الإنساني، وعندما يكون الحاكم على بيِّنة من ظروف الناس، يعمل وفق ما يتطلبه الواقع، وليس وشوشات بعض المُستشارين. مناسبة هذه المُقدمة قصة حدثت قبل سنوات في إحدى المُقاطعات الأميركية إذ جُلب رجلٌ عجوزٌ أمام أحد القضاة بتهمة سرقة رغيف خبز، واعترف في المحكمة بفعلته، لكنه برَّر ذلك بقوله: "كنتُ أتضوَّرُ جوعاً، كدتُ أن أموت". القاضي قال له: "أنت تعرف أنك سارق، وسوف أحكم عليك بغرامة عشرة دولارات، وأعرف أنك لا تملكها؛…

مخرجات الانتخابات… مثل ما رحنا جينا

أحمد الجارالله باردةٌ، لا تُظهر أنَّ عُرساً ديمقراطيّاً تنتظرُهُ الكويت. هكذا تدلُّ الأحداثُ المُتعلقة بالانتخابات التي ستُجرى بعد نحو ثلاثة أسابيع، والسبب أنَّ الكويتيين فقدوا الثقة بمجلس الأمة بعدما شهدوا الأداء النيابيَّ في السنوات الماضية، ولأنَّ أيضاً غالبية المرشحين لم يُقدموا أي برامج واقعية تخدم الناس والبلاد، وتقنع الناخبين. إضافة إلى ذلك ما تُعانيه البلادُ من أزمات تسبَّبت بها السلطتان، التشريعية والتنفيذية، يكاد يفقد المواطن الثقة بمؤسسات الدولة، وهذه طامة كبرى لم يتنبَّه إليها أحد ممن قدَّموا أنفسهم أن لديهم…