وجه ابن فهرة محبرة وقلم

مشعل عثمان السعيد "وجه ابن فهرة" عبارة قديمة، ولكن ابن فهرة موجود في كل زمان ومكان، وهو الانسان الذي لا يستحي ووجهه عريض، واذا لم تستح فاصنع ما بدا لك، لأن الناس لن تُعيرك اهتماما ولن يكون لك قدر عندهم وابن فهرة اللي يعرض وجهه لابد ان يكون طماعا، ومثلما يقال هذه الايام: منجب، ولابد ان يكون كاذبا ولا يستحي من الكذب حتى لو علم انك تعرف انه كاذب، لا يبالي بشيء، حتى وإن أخطأ، وجهه مغسول بمرق، كما أنك تلاحظ الطمع في عينيه، لا يعرف الحياء مع ان الحياء شعبة من شعب الايمان، ربما أساء الى من امامه غير آبه بذلك، على الرغم من أن…

أخذتني يا تاركي أخذ عزيز مقتدر محبرة وقلم

مشعل عثمان السعيد هذا والله الأخذ الذي ليس بعده أخذ، والحقيقة انه يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره، فهو يقول ما يشاء، لذا فقد شبه صاحب هذا البيت أخذ محبوبه له، اخذ عزيز مقتدر، بمعنى ان حبه تمكن منه تمكنا شديدا حتى اصبح لا فكاك له منه. ورغم هذا الحب فقد تركه هذا المحبوب على هذه الحالة!! هذا ما قاله ابن نبيه الشاعر علي بن محمد بن الحسن بن يوسف بن يحيى كمال الدين الأديب والشاعر البارع، له ديوان مشهور هو، من شعراء الدولة الأيوبية، مدح بني أيوب، واتصل بالملك الاشرف موسى وكتب له الانشاء، وهو صاحب الأبيات الرائجة التي يقول فيها:…

ليس من مات واستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء محبرة وقلم

مشعل عثمان السعيد هذا البيت من الابيات المشهورة، وعندما نتأمله قليلا نطرح على انفسنا سؤالا لا يخلو من الحيرة: كيف يكون المرء ميتا وهو لا يزال حيا، ومن هو ميت الاحياء الذي اشار اليه هذا الشاعر؟ والحقيقة ان ميت الاحياء موجود في كل زمان ومكان، فما اكثر الاحياء الذين هم في الحقيقة مثل الاموات، وهم ساقطو المهمة ومن ينطبق عليهم المثل القائل: لا في العير ولا في النفير، لا تعرفهم الا نساؤهم، هؤلاء الناس سماهم قطري بن الفجاءة سقط المتاع فقال: وما للمرء خير في حياة اذا ما عد من سقط المتاع وبيت الشعر المشار اليه في البداية…

وصهباء صرف كلون الفصوص باكرت في الصبح سوارها محبرة وقلم

مشعل عثمان السعيد وصف عجيب للخمرة، يظهر مدى تعلق هذا الشاعر بها وحبه الشديد لها، وهي وصف من ادمن شربها، يصف لونها بأنها صفراء تميل الى الحمرة والبياض، حتى يخيل لمن يراها انها كلون الاحجار الكريمة المركبة في الخاتم، وقد باكر هذا الشاعر شربها مع حدتها وسورتها، والسورة في الشراب تناوله للرأس. وذكر ان صورة الخمر حميا دبيبها في شاربها، ولاأخال شرب هذا الشاعر للخمر "باكرا" إلا ليظل طول اليوم نشوانا، انه الاعشى احد كبار شعراء العربية واليكم القصيدة بكمالها: أَلا قُل لِتَيّاكَ ما بالُها أَلِلبَينِ تُحدَجُ أَحمالُها أَم…

ورطة شاعر محبرة وقلم

مشعل عثمان السعيد الورطة كل أمر تعسر النجاة منه، وكل إنسان وقع في أمر صعب النجاة منه يسمى: ورطة، والجمع من ورطة ورطات، وراط، أوراط، وتأتي الورطة بمعنى: الهوة الغامضة العميقة في الأرض، واذا قيل: أورطه فالمعنى أوقعه في ورطة، ونحن في لهجتنا نقول: ورطنا وتورطنا، وأحيانا: "شهالتوريطة"، والضد من كلمة ورطة: انفراج، ارتياح، انشراح، تسهيل، وهكذا عندنا في اللهجة الضد من الورطة: "سهالة" أو "سهالات"، وفي الورطة وانفراجها بإذن الله تعالى يقول الإمام الشافعي: "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج". وأعود الى عنوان هذا…

ولو أنني استغفر الله كلما ذكرتك لم تكتب علي ذنوب محبرة وقلم

مشعل عثمان السعيد تأملوا هذا البيت، أعيدوا النظر إليه وتدبروه. صاحب هذا البيت يقول: لو ذكرت الله واستغفرته بقدر ما أذكر من شغل تفكيري ما كتب الله علي ذنوباً! تالله لم أجد أعجب من هؤلاء الشعراء، هذا الشاعر جعل نفسه مفتياً وشاعراً في آن واحد، فهل كل من استغفر الله ضمن مغفرة الله تعالى، أو كل من استغفر الله قبل الله استغفاره ومحا ذنوبه؟ كيف بمن يستغفر الله وقلبه أسود من الفحم، كيف بمن يستغفر الله ونيته باطلة، وهل نحن عباد الله الضعفاء بمكانة نعرف فيها أن من استغفر الله قَبِل الله استغفاره؟ أنتأله على الواحد الأحد؟ لا…

رأيت الناس قد مالوا… إلى مَنْ عنده مالُ محبرة وقلم

مشعل عثمان السعيد المال وسيلة لا غاية، إلا أن الناس جبلوا على حبه حبا جما، كما أن البعض أصبح يقيم الرجل بما يملك، نحن نعلم أن المال ضرورة قصوى ولكنه ليس كل شيء، إذا ملكت الملايين وفقدت صحتك، ما يغني عنك مالك، أوليس الغنى غنى النفس؟ أوليس الغني بأخلاقه ودينه؟ يقول الله تعالى{المال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا} سورة الكهف 46، لو تأملت هذه الآية لعلمت أن الباقيات الصالحات خير من المال والبنين، والباقيات أعمالك الصالحة الصلوات الخمس والتقديس والتسبيح والتهليل والعمل بطاعة الله…

“لا يعرف الشوق إلا من يكابده … ولا الصبابة إلا من يعانيها” محبرة وقلم

مشعل عثمان السعيد ورد ضمن هذا البيت الرائع الشوق والصبابة، فما الشوق وما الصبابة؟ الشوق أيها السادة اسم مصدر "شاق" والجمع "أشواق" والمعنى: نزوع النفس الى الشيء وتعلقها به، قال ابن الأعرابي: "الشوق حركة الهوى، وأنت لا تشتاق إلا لمن تحب، إذاً فالشوق جزء أصيل من أجزاء الحب"، يقول سحيم عبد بني الحسحاس: "أشوقا ولم يمض لي غير ليلة فكيف اذا خبّ المطي بنا عشرا" أما الصبابة فمعناها قريب جدا من الشوق، فاذا صب المرء الى حبيبته رق وأحبها حبا شديدا، اذاً الصبابة: الشوق ورقته، وهذا البيت عنوان الموضوع يدل دلالة واضحة على ذكاء…

إلام الخلف بينكم إلاما؟ محبرة وقلم

مشعل عثمان السعيد الاختلاف في اللغة يعني عدم الاتفاق، وعندما أختلف مع إنسان في الرأي فإني آتي برأي مخالف له، وعندما يختلف الشيآن لم يتساويا وهو لاشك التضارب بالرأي، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية أبدا، لكن التفرد بالرأي وإرغام الآخرين على التسليم برأي وقبوله من دون مناقشة يفسد للود قضايا، لان احترام الرأي والرأي الآخر ظاهرة صحية استغلها ضعاف النفوس لشيء ما في نفس يعقوب، وهي الأغراض الشخصية حتى أنهم أصبحوا يقولون: هذا لنا وهذا علينا وهذا معنا وهذا ضدنا، من كان معي فحي هلابه، ومن كان ضدي فيذهب إلى الجحيم، وهؤلاء…

سأحمل نفسي على آلة فإما عليها وإما لها محبرة وقلم

مشعل عثمان السعيد هذا البيت يظهر عزيمة من قاله، وثبات رأيه، إنها شاعرة العرب الخنساء التي آلت على نفسها بعد مقتل شقيقها صخر أن ترثيه حتى تموت، والخنساء ذات بصيرة نافذة حتى قبل إسلامها ، لذا نجدها في بيت شعرها هذا تريد الأمور على وجهها، إما الأسود أو الأبيض، والخنساء لقب لقصر أنفاها وارتفاع ارنبته، وهي: تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الرشيد السلمية، شاعرة مخضرمة عاصرت الجاهلية والإسلام، وعاشت إلى خلافة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وكانت منازل قومها بادية الحجاز شمال شرق مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم"يثرب" وبني سليم قبيلة…