من صراخ البطن إلى صراخ الفكر
الدكتور معراج أحمد معراج الندوي
هبط آدم من الجنة إلى الأرض، وكان على رأسه إكليل من شجرة الجنة، ألفى نفسه على قمة جبل في الهند، وراح يتلفت يمينا وشمالا، ودار على عقبيه، ومد بصره إلى الأفق البعيد، فلم يجد إلا الأرض والسماء، وكانت الأرض هادئة، ليس هناك صخب الأسواق، ولا هتاف الناس، سرح طرفه من جانب إلى آخر، فإذا الأرض هي المكان الهادئ، فليس هناك داع ولا مجيب، نظر آدم من القادم إلى الخلف، فليس هناك جليس ولا أنيس.
لقد أحس آدم رهبة وتوحشا بالوحدة، وكان بجوار ربه آمنا هانئا، فصار طريدا هائما على وجهه، لا يدري ما يفعل في هذا…