سيد حمدي محمد

سيد حمدي محمد عاشت البشرية حياة جاهلية تحيط بها الرذائل والنقائص، وتتخللها الدنايا والخطايا، وتدنسها الرايات الحمر، فاصطفى الله من بين خلقه نبياً عظيم الخلق، شريف النسب، كريم الأهل ليكون طوق النجاة، وسبيل الهداية، ونور الحياة. ولد الحبيب محمد(صلى الله عليه وسلم) في بلد البيت الحرام، موطن جده إسماعيل(عليه السلام) ومنبع بئر زمزم، دعوة خليل الله. ذلك البلد عاش فيه صناديد قريش الذين عشقوا عبودية الأصنام، وتلذذوا بمعبوداتهم (هبل،مناة،اللات،العزى) التي لا نفع لها ولا ضر، رغم معرفتهم الخالق، قال تعالى:"وَلَئِن سَأَلْتَهُم…

سيد حمدي محمد عجباً لأحوال البشر! فيها من الأمور ما يحيّر العقول، ويثير النفوس؛ فتكثر الأسئلة، وتتوالى الأفكار، ويسبح الفكر في دنيا غيره. ينظر الإنسان من حوله، فيجد كثير من البشر يتهافتون على شراء متطلبات حياتهم من الأسواق ذات العروض المغرية والأسعار المتدنية توفيراً لأموالهم، ومنهم من يركب دابّته بضعة أميال راغباً في الحصول على مستلزمات بيته بثمن زهيد ادخاراً لدنانيره، وآخر حائر لا يحسن تدبير أمره. الناس متفاوتون في طبيعة حياتهم، وحبهم أموالهم، وحسن تصرفاتهم، وجودة عقولهم، والحرص على تحقيق أهدافهم، والعمل على تلبية…

سيد حمدي محمد كثير من الناس يعملون، ويكدحون، ويتحملون مشاق الحياة ؛ فالحياة تعب ونصب، إلا أن الله جعل فيها المتعة والزينة واللهو المباح الذي يتلذذ به الإنسان ليخفف عنه الآلام والأوجاع التي تصيبه في هذه الدنيا. وللناس في الحياة مذاهب وأفكار وحيل ومشكلات وحلول وصبر وتجمّل وفرح وترح ويأس وتفاؤل وجد وخمل. كذلك العمل، هناك من يعمل بإخلاص وجد وتفانٍ ليحوز رضا ربه، ويحصل على المال الحلال ليطيب مأكله ومشربه ومسكنه، ويجني ثمرة عمله من ربه، آخر يعمل بجد "معسول اللسان" أملاً في التقرب إلى رب عملٍ أو مسؤول ليكون من أهل الحظوة، أو…

سيد حمدي محمد القدس مدينة عربية منذ آلاف السنين، عريقة الزمان تليدة المكان، اسمها دليل طهارتها ونقائها و بركتها. عظمها الله سبحانه، وطهرها، ونزهها، وأكبر شأنها بالمسجد الأقصى مسرى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وقبلة المسلمين الأولى. هي واحدة من أقدم مدن العالم، ميزها الله بما تحويه من مقدسات إسلامية تشير إلى مجد عتيق عَبِق. فتحها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وأعادها الناصر صلاح الدين من براثن الغزاة الصليبيين بعد أن عاثوا فيها فساداً قرابة مائة عام. إن ما سردته من كلمات عن القدس لا لبيان مكانتها، ولا لتأكيد عروبتها…

سيد حمدي محمد يبزغ هلال شهر رمضان كل عام فيفرح الناس بقدومه، ويسعد المسلم بوروده، ويمتلئ الكون نورا وبهاءً، وزينة وجمالاً، ويشمر أهل الطاعات سواعد الجد والهمة والصبر والرضا آملين الثواب من الله، بينما يعبس آخرون "أهل التقصير والبدع والضلال والبهتان". إن الصوم طاعة حتمية، وفريضة ربانية، وعلاج روحاني، وتهذيب للنفس، وضبط للشهوات، وباب مفتوح للحصول على الدرجات . فكم من فرح يستقبل هذا الشهر العظيم لفضل صيامه، وقيام ليله، وسعة أعمال الخير فيه، وقراءة وتدبر معاني آيات الكتاب الكريم (كلام الله المنزل على محمد – صلى الله عليه…

سيد حمدي محمد القيادة فن لا يتقنه الكثيرون من أصحاب المناصب الرفيعة والإدارات العالية ومن وقع على عاتقهم السيادة والريادة. فعندما يتقلد امرؤ منصباً من المناصب العالية يشعر بالغبطة ؛ فقد وصل إلى ما يتمناه ، وحقق مبتغاه، ونال ما يفخر به وعشيرته ، ولا يعرف أن المناصب تكليف لا تشريف، ولا يدرك أنها حمل ثقيل وقع على كاهله يحتاج إلى مخافة الله تعالى في رسم توقيعه على قضاء حوائج ومصالح الناس. ومن يبصر ما حوله يرَ وقائع صادمة تطل عليه من جميع الاتجاهات، وأمراضاً مزمنة "رعشة تنتاب المسؤول عند اتخاذ القرار" تصيب الإدارات "صابت…

سيد حمدي محمد نعاني نحن- العرب والمسلمين - في هذا الزمن من ظاهرة خطيرة "اخلاقية واجتماعية"، ومرض عضال، وآفة متوحشة تصيب شبابنا وفتياتنا، بل الكثير من أبناء المجتمع باختلاف شرائحهم وأفكارهم وتوجهاتهم، إنها ظاهرة "التقليد الأعمى والاتباع المذموم". إن مجتمعاتنا العربية لها طابعها المميز منذ مئات، بل آلاف السنين، في قيمها ومبادئها وسلوكياتها، وأفعالها وتصرفاتها في شتى نواحي الحياة، ولها جذورها المتأصلة المتمثلة في تراثها الثقافي، ووجدانها المتدفق بالأصالة وعبقرية الفكر، ورونقها الحضاري. والتقليد الأعمى الذي يطفو على الساحة…

سيد حمدي محمد الحياة مدرسة لكل قاصٍ ودانٍ، فيها الكثير من الدروس والعبر التي تعلم البشر فنون التعامل، وسبر الأغوار، وحنكة التفكير، والتعقل وحسن التدبير. وهل هناك معلم يحسن التلقين، ويجيد التدريس، ويصل إلى أعماق طلابه مثل الحياة؟!. إن الحياة فيها من السعادة ما يملأ بحر الأنفس بل تفيض بزواخرها النفيسة من العطايا والهدايا، وتعطي من يستحق ومن لا يستحق. وفيها الكثير من المنغصات التي تصيب النفس البشرية بالأمراض والعلل التي لا ينفك إنسان منها. فلكم فيها من العجائب والغرائب؟!. أحياناً تكون شجرة مثمرة، وأرضاً خصبة بعطائها…

سيد حمدي محمد اللغة العربية لغة القرآن الكريم، شرفها الله، وأعطاها الكثير من السمات والخصائص التي لا توجد في لغة أخرى. من أقدم وأعرق اللغات في العالم، ميزها الله بسمات فريدة؛حيث إنها لغة الفصاحة والبلاغة والبيان. لغة الإيجاز والتقصير، قليل ألفاظها بحر معانيها، تكثر فيها الجماليات؛ فهي لغة الذوق والحقيقة والمجاز. أهميتها عظيمة، ومكانتها سامية؛ إنها سر من أسرار القرآن العظيم، قال تعالى: "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون"، ارتبطت بالإسلام، وارتبط الإسلام بها ارتباطاً وثيقا فازدادت شموخاً وانتشارا وبقاءً ورسوخاً. حث…