أمرٌ بالقبض على بوتين من “الجنائية الدولية” على خلفية "حرب أوكرانيا"... والرئيس الروسي يرد بزيارة القرم

0 33

موسكو، عواصم- وكالات: في قرار وصفته كييف بـ”التاريخي”، ورحبت به الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بشكل واسع، فيما اعتبرته موسكو “مستفزاً وغير مقبول”، واصفة المحكمة بأنها “دمية في يد الغرب”، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية التابعة للأمم المتحدة مذكرتي توقيف دوليتين بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومفوضةِ حقوق الطفل في الرئاسة الروسية ماريا بيلوفا، فيما شدد مدعي عام المحكمة كريم خان على أنه “لا ينبغي لأحد أن يشعر أنه يمكن أن يتصرف دون محاسبة، وأن يرتكب أعمال إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب ويفلت من العقاب”. (راجع صـ13)
وتواصلت التفاعلات الدولية مع قرار المحكمة الجنائية الدولية، حيث اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن مذكرة الاعتقال بحق الرئيس الروسي مبررة، مؤكداً أن بوتين ارتكب بوضوح جرائم حرب، مضيفاً أنه بالرغم من أن الولايات المتحدة ليست عضواً في المحكمة، فإنَّ إصدارها المذكرة يمثل نقطة تحول قوية.
وبينما وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قرار الجنائية الدولية بـ”التاريخي”، وأعرب عن امتنانه لفريق المدعي العام كريم خان وللمحكمة ولكل شخص في العالم يساعد أوكرانيا في الكفاح من أجل العدالة، أعلن الاتحاد الأوروبي دعمه لقرار الجنائية الدولية وتحقيقها، وقال مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل: “لن يكون هناك مجال للإفلات من العقاب”، معتبرا القرار البداية في مسلسل المحاسبة وتحميل المسؤولين الروس المسؤولية عن الجرائم والفظاعات التي ارتكبوها.
في المقابل، رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملياً بزيارة إلى شبه جزيرة القرم في الذكرى التاسعة لضمها، فيما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: إن “موسكو لا تعترف بالمحكمة ولا قيمة لقراراتها قانونيا”، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن “القرار لا أهمية له على الإطلاق”، مشيرة إلى أن “بلادها ليست عضوا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ولا مسؤوليات لديها تجاه المحكمة”.
من جهته، قال المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا: إن “الدول الغربية تتجاهل الأدلة على الجرائم التي ارتكبتها أوكرانيا”، وفيما اتهم المحكمة الجنائية الدولية بأنها مستعدة لممارسة العدالة الزائفة باعتبارها دمية في يد الغرب، كشف أن “موسكو تعمل على إنشاء محكمة دولية متجذرة في القانون الدولي، لمحاسبة الأوكرانيين والغربيين الذين ارتكبوا جرائم في أوكرانيا”.
بدورها، علقت السفارة الروسية بواشنطن على الموقف الأميركي، بقولها إنه يعكس حالة فُصام في الشخصية؛ لأن واشنطن ترفض موقف المحكمة عندما تنتقدها على جرائمها، مضيفة: إن “المسؤولين الأميركيين يسمحون لأنفسهم بالإدلاء بتصريحات غير مقبولة بشأن الرئيس بوتين، لكنهم يلتزمون الصمت عمدا بشأن الفظائع الوحشية التي ارتكبتها بلادهم في العراق وغيره”.
وتعليقاً على الرفض الروسي، قال المتحدث باسم “الجنائية الدولية” فادي العبد الله: إن “القرار ملزم رغم عدم عضوية روسيا في نظام روما”، لافتاً إلى أن “اختصاص المحكمة يشمل الانتهاكات المرتكبة على الأراضي الأوكرانية”.

You might also like