أهمية الأمن والاستقرار للدول…السعودية أنموذجاً

0 107

سلمان بن محمد العُمري

لا يخفى أن “الأمن” مطلبٌ عظيمٌ، وغايةٌ جليلةٌ، ومن أهمها المحافظة على الكليات الخمس وهي: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال، وقال الله تعالى:”فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً” (97 سورة النحل)، وقد قال النَّبيّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): “من أصبح منكم آمنًا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيّزت له الدنيا بحذافيرها”.
وهذا تسعى كل الأمم والشعوب إلى تحقيقه، وتبذل كل الدول الغالي والنفيس للوصول إليه، والتمتع به؛ لأنّه هو المظلة التي يمكن من خلالها تحقيق التطوّر والازدهار، والوصول إلى النمو والارتقاء في جميع المجالات، الاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة،والعلميَّة، والعمرانية، والطّبية، وغير ذلك، ففي وجود الأمن والأمان تتفرغ الشعوب إلى العلم والتعلم، وإلى العمل والإنتاج، ويتمكن الناس من أداء شعائرهم الدينية،والقيام بواجباتهم الوطنيَّة.
أما في حالة انعدام الأمن، وفقدان الاستقرار،فإنَّ الأمم تتخلف، وعجلة النماء تتقهقر، وعملية الإنتاج تتباطأ أو تتوقف، وينزوي الناس في بيوتهم، ويقل اداء الشعائر الشرعية المعلنة، وينعدم القيام بالواجبات الوطنيَّة، وهذا أمرٌ لا يحتاج إلى استدلال، فالواقع خير شاهد على ذلك.
اذ نرى الدول التي فقدت الأمن قد تدهورت أحوالها في جميع المجالات، وتراجعت في سلم الأمم، وتخلفت إلى الوراء عقودًا طويلة، وأزهقت فيها أرواح بريئة، وترتب على ذلك مشكلات عويصة من النواحي، النفسية والبدنية، والاجتماعيَّة،وعلاجها يحتاج إلى أجيال وعقود. ومن أجل هذا كانت مسألة الأمن في الإسلام من أهم المسائل والقضايا، ومن أجل تحقيق الأمن والأمان شرعت الحدود، وفرض القصاص، ووجدت الأحكام، والتعزيرات، وغير ذلك. فقد روى البخاري عن خباب بن الأرت(رضي الله عنه) قال: “شكونا إلى رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم)، وهو متوسد بردة له في ظلِّ الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه. والله ليتمن الله هذا الأمر حتَّى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لايخاف إلا الله والذئب على غنمه.ولكنكم تستعجلون”.
وهذا أمرٌ أدركه قادة المملكة العربيَّة السعوديَّة منذ نشأتها وتوحيدها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل، رحمه الله، فبلاد الحرمين الشريفين لم تشهد التطوّر والرقي إلا في ظلال الأمن والاستقرار.
ولا تزال المملكة تبذل كل جهدها، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وفقهما الله، في سبيل الحفاظ على نعمة الأمن والأمان، ولعله من الأهمية بمكان أن تذكر فتشكر الجهود العظيمة لكل القطاعات الأمنية، وما تبذلوه كي أن تبقى المملكة واحة أمن واستقرار، وجنة أمان ورخاء. نسأل الله أن يوفق ولاة الأمر في المملكة إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان، ويحفظها من شر الأشرار وكيد الفجار.

كاتب سعودي
alomari 1420@yahoo.com

You might also like