إدمان الألعاب الإلكترونية …أخطر أمراض العصر أطباء ومتخصصون أكدوا تأثيرها السلبي على الأطفال
* تسبب جفاف العين والتهابات الجفون وتشويش الرؤية وضعف التركيز
* الإفراط فيها يؤدي إلى الإصابة بـ”السكري” والاكتئاب والفصام
القاهرة ـ نسرين قاسم:
إدمان الألعاب الالكترونية من أهم وأخطر أمراض العصر التي تؤرق المجتمعات بسبب تأثيرها على الصحة النفسية والجسمية والعقلية للأطفال، كما أنهتا تعد السبب الرئيسي للإصابة بأمراض السمنة، ضعف المفاصل والعضلات.
حول تأثير إدمان الألعاب الإلكترونية على منيمارسها وخصوصا الأطفال أكد عدد من الأطباء والمتخصصين أن تأثيرها لا يقل خطرا عن إدمان المخدرات محذرين أولياء الأمور من ترك الحبل على الغارب لأبنائهم في ممارسة هذه الالعاب التي تفتك بهم نفسيا وجسديا، وفيما يلي التفاصيل:
بداية، قالت الدكتورة هدي زكريا، أستاذ علم الاجتماع، جامعة الزقازيق: إن فكرة اللعب مرتبطة بالإنسانية، هدفها قضاء وقت سعيد وممتع وإعمال النشاط العقلي والذهني لتحصيل البهجة والتسلية وتشغيل العقل، كما كانت في الماضي ممثلة في لعبة الشطرنج، السلم والثعبان، والكوتشينة، إضافة إلى نماذج من الألعاب التي تعتمد في الأساس علي المجهود البدني والفكري مثل الاستغماية، القطة العامية، وغيرها من الألعاب التي كنا نلعبها من قبل وكانت تتطلب المشاركة والتعاون بين عدد من الأطفال ما يسهم في اكتساب خبرات حياتية وتفاعلية من شأنها تعويد وتربية الأبناء علي العديد من السلوك الطيب والمحبوب في المجتمع. أما الألعاب الاليكترونية فتعد الشكل المستحدث والتطور الطبيعي مع انتشار التكنولوجيا الحديثة والاعتماد الرئيسي علي الإلكترونيات ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن لابد من الحذر الشديد في التعامل معها، لأن من يمارسها يتعامل مع عالم افتراضي وكائنات إفتراضية وليس تواصلا مباشرا كما كانت الألعاب من قبل.
وتابعت : يجب الحذر من هذه الألعاب لأنها أصبحت وسيلة من وسائل تسرب أنواع من المؤامرات المجتمعية والدينية والسلوكيات غير المحببة التي تدعو إلى السلوك العدواني، تصيب بالاكتئاب والعديد من الأمراض النفسية والاجتماعية، اذ تسهم في تسرب الشعور بالعزلة الإجتماعية، كما تثير حالة من الإرتباك الفكري لدي افراد المجتمع. ليس هذا فحسب بل تعد وسيلة من وسائل السيطرة الفكرية التي لجأت إليها بعض دول العالم، فبدلا من استخدام الطائرات والدبابات في احتلال البلاد الأخرى صار غزوا بالألعاب ووسائل التسلية، مما يجب معه الانتباه جيدا لهذه الألعاب والتصدى لها، دراستها جيدا والسماح بالمفيد منها، ما لا يسبب سلوكا ضارا للأطفال والشباب وبالتالي المجتمع كله، حفاظا على الفكر،الثقافة،المجتمع، والدين.
تغذية الاطفال
بدورها ، أكدت الدكتورة رنا حامد، أستاذ التغذية والسكر والباطنة، جامعة عين شمس، أن الالعاب الالكترونية لها تاثير سلبي كبير جدا على تغذية الاطفال، اذ تعد السبب المباشر للعديد من أمراض السمنة والبدانة، لذا يتعامل معها المتخصصون على أنها من أخطر ما يواجهنا في هذا العصر. مشيرة إلى أن الألعاب التقليدية القديمة مثل، الاستغماية، نط الحبل، الجري وغيرها، كانت تتطلب حركة وبذل جهد وطاقة فتحدث حالة إيجابية وتفاعلية لجميع أجهزة الجسم، لذا كانت من الوسائل المهمة فى بناء جسم قوي وسليم، أما الالعاب الإلكترونية فهي وسيلة هدامة وغير صحية إطلاقا، اذ يجلس الفرد بالساعات دون التحرك نهائيا، وعندما يشعر بالجوع يتناول الوجبات السهلة غير المفيدة بل والضارة في كثير من الأحيان، كما أنها تشجع أيضا على تناول المسليات، مثل، الشوكولاتة، الشيبسي، والعصائر المعلبة، ما يزيد من معدلات السمنة، تكوين الدهون الثلاثية ودهون الكبد، زيادة نسبة السكر في الجسم، مما يكون سببا مباشرا للإصابة بكثير من الأمراض المزمنة، مثل السكرى، السرطان، السمنة، وغيرها من الأمراض.
أضافت : يجب على كل أسرة أن تتنبه إلى خطورة هذه الألعاب، وأن لا تزيد ممارستها عن ساعة اسبوعيا لمن هم أقل من خمس سنوات ولا تتعدي في أي حال من الأحوال الساعة يوميا لمن هم أكثر من خمس سنوات. مع الأخذ في الحسبان أن لا يطول جلوس الفرد أكثر من نصف ساعة ومن ثم يقوم بممارسة رياضة أو مجهود بدني بمقدار نصف الوقت الذي جلس فيه، لأن ذلك يؤثر بشكل مباشر علي عضلات الرقبة والجسم عموما، كذلك يجب على الاسرة تغيير بعض العادات السلبية لأطفالها وشبابها باستبدال الألعاب الإلكترونية بالرسم، ممارسة الرياضة، والقراءة.
جفاف العين
من جانبه ، اعتبر الدكتور عمرو السمرة، استاذ طب وجراحة العيون، معهد بحوث أمراض العيون، أن الألعاب الألكترونية تعد من أخطر مسببات العديد من أمراض العيون، لأن الشخص يجلس ساعات طويلة أمام الكمبيوتر أو اللاب توب، أو ممسكا بالموبايل، مما يؤدى إلى جفاف العين،التهابات الجفون، تشويش الرؤية، زيادة حساسية العين تجاه الضوء، ضعف التركيز ما يسبب قصر النظر وحرقان للعين، دموع مفرطة، حكة مباشرة بالعين بسبب تعرضها للاجهاد الشديد، ما يؤثر علي قوة الإبصار، لافتا إلى أن مكوث الشخص لساعات طويلة أمام الأجهزة الالكترونية يعرض حدقة العين نفسها، نتيجة الإشعاعات الصادرة عن الجهاز، لتكوين بؤر داخل العين أو ما يسمي بالمياه البيضاء.
وتابع : يجب تقنين الجلوس أمام الأجهزة الالكترونية، وضرورة الكشف الدائم على النظر حتي يتسنى العلاج السريع لما تسببه هذه الألعاب من أضرار للعين، كما يجب استعمال القطره الخاصة بالجفاف واستشارة طبيب العيون بشكل دائم عند الشعور بأي تعب للعين، خصوصا أن هذه الألعاب تسبب العديد من المضاعفات في حاسة الإبصار اذ تجعل الشخص، خاصة الاطفال، يمعن التركيز الشديد في الجهاز الالكتروني، مما يعرض العصب البصري للخلل، وتجعل قدرات الطفل في التركيز تقل وتضعف.
الاكتئاب والفصام
من جانبه ، قال الدكتور أحمد صبرة، استشاري الطب النفسي: إن إفراط الأطفال في ممارسة الألعاب الالكترونية لفترات طويلة بشكل يومي يؤثر بشكل سلبي على الصحة العامة والنفسية والاجتماعية، بل والشخصية.
وفي هذا الصدد أثبتت كثير من الدراسات الحديثة وجود ما يقرب من 40 بالمئة من الأطفال يتعلقون بهذه الألعاب بشكل مرضي، بداية من التعود وصولا إلى درجات أكبر من الإدمان، مما أدى إلى جنوح الأطفال الصغار وظهور بعض أعراض الاكتئاب والفصام عليهم، مثل تلك الأعراض التي تتعلق بإدمان المواد المخدرة، متمثلا في رغبة مستمرة منهم لاستكمال اللعبة، ما يؤثر بشكل كبير على الدوائر الذهنية الموجودة بالمخ؛ كتلك التي توجد عند مدمني المخدرات، بجانب الإصابة بمشكلات ذهنية، جسدية، ونفسية، تشكل خطورة كبيرة على الأطفال، لذا يجب على أولياء الأمور والأسر التعرف على تلك الألعاب الإلكترونية، متابعة كل ما يقوم به أطفالهم عبر الهواتف والأجهزة المحمولة، لأن المجتمعات العربية كلها مستهلكة لتلك الألعاب، ليس هذا فحسب بل يجب العمل على تشجيع الاطفال على ممارسة بدائل أخرى لتفريغ طاقتهم فى ممارسة الرياضة والقراءة، وغيرها من الأنشطة لتحقيـــــــــق النجاح في مجال ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي، وتوجيههـــم ورعايتهم.
أضاف : كانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت مرارا من تلك الألعاب ووضعت أربعة طرق يمكن للأهالي من خلالها قياس مدى إدمان أطفالهم لها مثل لعبة “بابجي” وغيرها من الألعاب الضارة وملاحظة انشغالهم الشديد المفرط أثناء اللعب، ولفت انتباههم عنها بشتى السبل، السعي معهم لايجاد البدائل المفيدة، فاذا استطاعت الأسرة التغلب على هذه النقطة فقد ينجحون في حل معظم مشاكل أطفالهم. أيضا يجب على الأسرة الاجتماع على بعض الأعمال يوميا، مثل الاكل، مشاهدة المسلسلات والأفلام، ممارسة الشعائر الدينية مثل الصلاة بشكل جماعي وفي أوقات متصلة، ممارسة ألعاب الذكاء أو الشطرنج،مما يخلق جوا من الحب والمودة بين الأهل وأولادهم.