إسرائيل تشتعل… وهرتسوغ يطلق “خطة الشعب” ويحذر من حرب أهلية احتجاجات عنيفة وإغلاق طرقات
رام الله، عواصم – وكالات: مع تعثر “خطة الشعب” التي طرحها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ كحل وسط للخروج من أزمة الإصلاحات القضائية، خرج الإسرائيليون مجددا إلى الشوارع للاحتجاج على خطط تغيير المنظومة القضائية بالبلاد.
وفي مستهل كلمة عرض خلالها “خطة الشعب”، وهو مقترح لخطة معدلة لإصلاح القضاء بعدما أثارت الخطة التي عرضتها حكومة نتنياهو انقساماً كبيراً داخل المجتمع الإسرائيلي، حذر هرتسوغ من اندلاع حرب أهلية، قائلا “إن من يظنّ أن الحرب الأهلية حد لن نصل فليس لديه فكرة عما نعيشه”، إلا أنه أكّد أن هذه الحرب خطّ أحمر ولن يسمح لها بأن تندلع بأي ثمن أو بأي شكل من الأشكال.
وأضاف هرتسوغ أن الصراع الداخلي الذي يشهده المجتمع الإسرائيلي الآن خطير للغاية، قد تكون له عواقب سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، مؤكدا أنه يلتقي بجميع أطراف الأزمة من الائتلاف الحكومي والمعارضة، قائلا “لا يتعلق الأمر بتسوية سياسية، بل بجهد مذهل لإيجاد صيغة صحيحة للتوازن والأمل، لأن الوضع صعب للغاية ومقلق”.
وأشار إلى أن الخطة التي عرضها لحل الأزمة السياسية هدفها منع الانقسام الداخلي، مشيرا إلى انه سيستمع إلى ردود الفعل من جميع الأطراف وسيقبل بكل نقد جوهري بحب واحترام، واصفا الخطة التي طرحها بأنها اقتراح ومنصة للمناقشة على أساسها يمكن العمل والتغيير والتنقيح، قائلا: “هذه ليست نهاية المناقشة، ولكنها البداية فقط”.
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن شجارات عنيفة نشبت خلال الاحتجاجات في تل أبيب، فيما استخدمت الشرطة غاز الفلفل والغاز المسيل للدموع للفصل بين المتظاهرين والمعارضين لهم، وأُبلغ عن إصابات طفيفة وحالات اختناق.
ووفقا للموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن الشجارات اندلعت بمناطق متفرقة في تل أبيب التي شهدت تظاهرات أمام سفارات ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، احتجاجا على استقبال رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش. وقام المئات من المتظاهرين في تل أبيب بإغلاق شبكة طرقات أيالون ما تسبب بأزمة مرورية خانقة، فيما حاولت الشرطة قمعهم ومنعهم من السير والتظاهر على الشارع الذي عملت على فتحه بعد إغلاقه نحو ساعة من قبل المتظاهرين، ونُظمت مسيرات واحتجاجات في مناطق عدة في أنحاء إسرائيل، حيث نُظمت عشرات التظاهرات والوقفات الاحتجاجية عند الطرقات والمحاور الرئيسة التي تم إغلاقها وعرقلة حركة السير.
وشرع منظمو الاحتجاجات بتصعيد خطواتهم الاحتجاجية بعد رفض حكومة نتانياهو مقترح التسوية الذي قدمه الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، وإصرار الحكومة على مواصلة التشريعات لتقويض المحكمة العليا وإضعاف القضاء.
وانضم العاملون في قطاع الهايتك إلى الاحتجاجات بالمشاركة في التظاهرات في نحو 15 مفترق طرق، كما نظم الطلاب تظاهرات في حرم غفعات رام في الجامعة العبرية في القدس وجامعتي تل أبيب وبار إيلان، ونُظمت تظاهرات في مناطق مختلفة في تل أبيب وقبالة السفارة الأميركية في القدس المحتلة، وفي مدينة رمات غان وبلدات في منطقة الشارون ورعنانا وبني براك، حيث وُثقت مركبة وهي تسافر بشكل متهور تجاه المشاركين في الاحتجاجات.
وأغلق قدامى الجنود الإسرائيليين في البحرية طريق العبور المؤدي إلى ميناء حيفا، مستخدمين خمسة يخوت وقاربا صغيرا، فيما تظاهر طلاب وأولياء أمور في مدينة رعنانا، بينما تظاهر طلبة جامعيون قبالة جامعة تل أبيب بالتزامن مع تظاهر طلاب ومعلمين في حيفا. على صعيد آخر، حذرت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية من أن شهر رمضان سيكون “الأكثر تفجرًا” من أي وقت، في ظل تصاعد العمليات الفلسطينية وضعف السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، على حد تعبير الصحيفة.
وسلطت الصحيفة العبرية على الأحداث التي شهدتها المنطقة، بالتزامن مع توثيق العلاقات بين “حزب الله” في لبنان وحركة “حماس”، التي سرّعت في الفترة الأخيرة من تموضعها هناك وخاصة في مخيمات صور وصيدا، مستنكرة سعي المسؤول عن النشاط الخارجي للذراع العسكري لحركة “حماس” صالح العاروري، لتثبيت جهة إضافية ضد إسرائيل تستخدم في حالة التصعيد من غزة أو الضفة، زاعمة أن العاروري جنّد المئات من الفلسطينيين ودرّبهم على إطلاق الصواريخ وإعداد وزرع العبوات الناسفة، مشددة على خطورة أن تعمل حركة حماس على جر حدود الشمال و”حزب الله” اللبناني إلى تصعيد غير مرغوب قد يؤثر على لبنان ويطوله الخراب.
ميدانيا، أسفر اقتحام للقوات الإسرائيلية للمنطقة الشرقية من نابلس عن إصابة ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي والعشرات بحالات اختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المنطقة الشرقية من نابلس، لتأمين اقتحام عشرات المستوطنين لمقام يوسف.