افتح قلبك للحياة لتصبح حراً
ترجمة – أحمد عبد العزيز:
هل تريد أن تكون ملتزماً في علاقاتك، ولكنك بنهاية
المطاف تشعر أنك في ضيق ومحاصر ولا تستطيع الفكاك؟ سنروي لك عزيزي القارئ تفاصيل حية لشخص عانى من هذه المحنة:
نشأ ” ا ع ” مع أم تعيش حياة قاسية وتعاني مشكلات عاطفية مريرة، وعندما كانت تشعر بالضيق كانت تتأمل ما حولها بنظرة ملؤها الحزن والأسى وعيناها تمتلآن بالدموع ، وتغادر الغرفة ببطء ورأسها متجه للأسفل.
شعر ” ا ع ” الذي كان آنذاك طفلاً شديد الحساسية ، باحتياجات أمه، وأن عليه إيجاد طريقة لإصلاح الأمور، وينتابه على الفور شعور بالذنب لأنه لا يعرف كيف يزيل المرارة التي خيمت على مشاعر والدته. وعندما بلغ الرابعة من عمره ، تعلم أن ينأى بنفسه تماماً كطريقة لعدم الشعور بالمسؤولية عن محنة والدته.
الآن، كشخص بالغ يواجه ” ا ع ” صعوبة في الالزام في العلاقات الاجتماعية. عندما كانت أمه بحاجة إليه حدث فراغ كبير في حياتهما حيث تحتاج أمه له لكنه أغلق على نفسه بنفسه سياجاً محكماً حتى لا يشعر بالذنب، ومهما كانت مشاعره طيبة تجاه أمه في البداية ، إلا أن هذه المشاعر تبخرت سريعا
بسبب انغلاقه حول نفسه لتجنب الشعور بالذنب والحصر النفسي .
” ا ع ” يريد أن يتزوج وينجب أطفالا، لكن فكرة الالتزام
ترعبه.
تكمن المشكلة في أنه لم يطور بعد شخصًا بالغًا محبوبًا قادرًا على تحمل المسؤولية عن مشاعر المرأة. و أحد جوانب ذاته الجريحة هو شعوره بالمسؤولية عن مشاعر الطرف الآخر،
في حين أن جانبا آخر من ذاته الجريحة أنه أغلق على نفسه بسياج محكم حتى لا يشعر بالذنب و يقع في شرك هذه المسؤولية.
وحتى يطور ” ا ع ” شخصيته كشخص بالغ ومحب ، وقادر على الشعور بعدم المسؤولية عن مشاعر شريكته ، وقادر على رعاية نفسه ومحبتها في مواجهة احتياجات شريكته ، سوف يواصل توقفه وانغلاقه حول نفسه كطريقة وحيدة للشعور بالأمان والإفلات من الشعور بالذنب والغرق في مياهه العميقة.
أما المسألة الأخرى بالنسبة ل» ا ع ” فهي أنه لم يتثبت من تجربته في تخلي الآخرين عن أنفسهم عاطفيا ،لأن تخلي والدته عن ذاتها كان سرا مغلقا ولم تكن تعلق علنا بشعورها بالذنب، وقد واجه ” ا ع ” صعوبات في الإقرار بأنه محتاج مهما كان هذا الشعور طفيفاً. ولم ينجذب أبداً إلى النساء اللواتي يطالبن بصراحة ، أو اللواتي يشعرن بالغضب أو يوجهن اللوم
والنقد.
بل كانت علاقاته مع النساء اللواتي يبدو أنهن منفتحات ومحبوبات. ومع ذلك ، فإن هؤلاء النساء يتخلين عن أنفسهن ، تماماً كما يتخلى هو عن نفسه. يرى الخبراء دائما أن الأمر يسفر عن حالتين لا ثالث لهما إما التخلي عن الذات أو حب الذات.
يتخلى ” ا ع ” عن نفسه بسبب عدم إقراره لمشاعره وخبرته الذاتية ، وينتج عن ذلك انسحابه، في حين أن النساء اللواتي يختارهن يتخلين عن أنفسهن بنفس الطريقة التي تخلت بها أمه عن نفسها ، ولا تتصل هؤلاء النساء بمشاعرهن الخاصة وينتظرن ” ا ع ” ليلبي لهن احتياجاتهن. وإلى أن يتثبت ” ا ع ” من تجربته ويتعلم كيفية الاعتناء بنفسه ، بدلاً من الانغلاق كوسيلة للتهرب من الشعور بالمسؤولية عن مشاعر شريكه، فلن يتمكن من تكوين علاقة صحيحة وحقيقية مع الطرف الآخر بشكل ملتزم.
التخلي عن المسؤولية عن مشاعر الآخرين:
لأن ” ا ع ” حساس للغاية عن مشاعر الآخرين بالتخلي عن ذواتهم ، فمن الضروري أن يشفي نفسه من ذلك الاعتقاد بأنه مسؤول عن مشاعر الآخرين.
ليس من الواقعي بالنسبة له أن يعتقد أنه يستطيع
العثور على امرأة لم تتخل عن نفسها عاطفيا ، لأننا
جميعا، في بعض الأحيان، نتخلى عن أنفسنا ونمر بهذه
التجربة.
عندما يفلت ” ا ع ” من دائرة الاعتقاد بأنه مسؤول عن مشاعر المرأة ، سيكون حراً في أن يظل قلبه مفتوحا للحياة، حتى عندما يتخلى شريكه في الحياة عاطفيًا عن نفسه.
وسوف يكون حراً في أن يرعاه دون أي انغلاق لحماية نفسه من الشعور بالذنب وتأنيب الضمير.