الأسد: نحن مع الحوار الذي يحفظ وحدة سورية ويحقق مصلحة الشعب دمشق وموسكو تخططان لإقامة 40 مشروعاً... و"حزب الله" ينقل أسلحته الثقيلة إلى شرق حمص
دمشق، موسكو، عواصم – وكالات: أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده مع الحوار الذي يفضي إلى تحقيق مصلحة الشعب السوري ووحدة وسلامة أراضيه، مشددا في بيان رئاسي سوري عقب محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، على أن “سورية لطالما كانت مع الحوار، إذا كان سيُفضي إلى تحقيق مصالح الشعب السوري ووحدة وسلامة الأراضي السورية، ويصل إلى نتائج واضحة ومحددة وعلى رأسها الاستمرار بمكافحة الإرهاب وخروج القوات الأجنبية غير الشرعية الموجودة على أراضيها”.
وبحث الأسد وبوتين خلال جلسة محادثات موسعة طيفاً واسعاً من الملفات السياسية والاقتصادية، وناقشا العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بمختلف أشكاله والتطورات المستجدة على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث تناولت المحادثات العلاقات الستراتيجية بين البلدين والمبنية على المبادئ والمصالح والقيم المشتركة التي تجمعهما، كما ناقشا توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والعملية الروسية العسكرية في أوكرانيا، وجدد الأسد موقف سورية المؤيد لحق روسيا في الدفاع عن أمنها القومي، فيما اعتبر الرئيس بوتين أن العملية العسكرية الروسية معركة وجود وأن الغرب حاول زعزعة استقرار روسيا السياسي والاقتصادي إلا أن روسيا استطاعت التأقلم مع ما سبق، بل وحققت نمواً اقتصادياً رغم الحرب.
كما تم التوافق على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في الأمم المتحدة وكل المحافل الدولية الأخرى، مع التأكيد على أن سورية تُثمن وقوف روسيا في مواجهة محاولات الضغط على دمشق عبر ما يسميه الغرب ملف الأسلحة الكيماوية، وأكد الرئيسان ترحيبهما لإعلان السعودية وإيران استئناف العلاقات الديبلوماسية كخطوة تنعكس إيجابا على المنطقة والعالم.
وأكد الرئيس السوري أن روسيا وسورية تخططان حاليا لإقامة 40 مشروعا استثماريا في مجالات الطاقة والكهرباء والنفط والنقل والإسكان وغيرها من المجالات الاخرى المختلفة، مشيرا إلى أن الاتفاقية سيتم توقيعها لاحقا خلال أسابيع، معتبرا أن زيادة عدد القواعد العسكرية الروسية في بلاده قد تكون ضرورية في المستقبل، مشيرا إلى أن اللقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرتبط بانسحاب تركيا من الأراضي السورية ووقف دعم الإرهاب. وفيما يتعلق بمرور 20 عاما على هجوم الولايات المتحدة على العراق، قال الرئيس السوري ردا على سؤال “سبوتنيك” بشأن كيفية وضع حد للسياسة العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها: “مازالت الولايات المتحدة قوة عظمى، ولو أنها قد تكون بانحدار، ولكن لا نستطيع أن نأتي ونقول أن هناك دولة ستوقف العدوانية الأميركية التي استمرت نحو ثلاثة عقود منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وربما أكثر من ذلك منذ الحرب الكورية.
وقال الأسد: “من جانب آخر، الأساطيل الأميركية في العالم كلها موجودة لخدمة شيء واحد، كل الحروب التي تقوم بها من أجل شيء واحد هو الدولار الأميركي، وبالتالي، عندما يكون هناك تحالف اقتصادي يوجد بديل للدولار، لأية دولة ترغب.. فعندها لن تكون الولايات المتحدة قادرة على السيطرة على مصير اقتصاد الدول والشعوب، وعندها سيكون هناك نهاية لهذه الحروب. من جانبه، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بسكوف أن الجانبين الروسي والسوري توصلا إلى اتفاق يسمح لهما ببلورة وثيقة مهمة لمواصلة تطوير التعاون التجاري والاقتصادي بينهما، واصفا المحادثات التي جرت في قصر الكرملين بأنها كانت “بناءة وإيجابية”.
وفيما نسبت وكالة “تاس” الروسية للأنباء إلى بسكوف قوله إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد، ناقشا تعزيز التعاون في المجالات العسكرية والتكنولوجية، وناقشا سبل تطبيع العلاقات بين سورية وتركيا، أجرى وزراء الخارجية والدفاع في البلدين محادثات ثنائية تركزت على تعزيز التعاون في المجالات الديبلوماسية والعسكرية.
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ملسحي “حزب الله” اللبناني، عمدوا خلال الساعات الفائتة إلى نقل سلاح وذخائر من مواقع تخزينها بمستودعات تابعة لها في منطقة الكسوة ومحيطها بريف دمشق الغربي، إلى بادية حمص الشرقية، قائلا إنه جرى نقل أربع شاحنات تحمل ذخائر وسلاح متوسط وثقيل كصواريخ قصيرة ومتوسطة ورشاشات ثقيلة.
وأضاف ان الشاحنات استقرت في محيط قرية مرهطان على بعد نحو 40 كلم من مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، حيث تتواجد مواقع تابعة للحزب، وتم تخزين الأسلحة بمستودعات تحت الأرض جرى حفرها خلال العام الفائت، مشيرا إلى أن عناصر “حزب الله” بدأت مؤخراً بمحاولة استقطاب أهالي وسكان المنطقة ومناطق أخرى شرق محافظة حمص لتجنيدهم، لافتا لتجنيد نحو 22 شخصا يجري تدريبهم على السلاح في حقل عسكري تابع لحزب الله بمحيط قرية مرهطان، وسيكون مهمة المجندين حراسة مواقع الحزب هناك، مقابل راتب شهري 250 ألف ليرة سورية مبدئياً، بالإضافة لامتيازات أخرى للمطلوبين للنظام.