التصور العلمي لتطوير المنظومة التعليمية
ناصر عيسى حجاج
لم تعد النظرة القديمة للتعليم ملائمة للعصر الحديث، حيث كانت ترتكز على: المدرس، والطالب، والمدرسة، بل لابد الآن من نظرة أوسع وأشمل تضم عناصر جديدة تتفق وروح العصر ومنها: المدرس العصري والطالب الإيجابي، والمدرسة العصرية، وتكنولوجيا التعليم المتقدمة، والمناهج التعليمية المتطورة، والمشاركة المجتمعية ونفصلها كالآتي:
أولا: المدرس العصري: المرحلة التي تمر بها البلاد حاليا تحتاج الى معلم ملم بعلوم المستقبل وتحديات الحاضر التي تواجه البلاد، والمطلع الجيد في مجال تخصصه، كما نحتاج إلى المعلم القدوة في عمله وسلوكه، التربوي في تعامله مع تلاميذه ويجيد التعامل مع تكنولوجيا العصر.
ثانيا: الطالب الإيجابي: ينبغي على طالب اليوم وخاصة في المرحلتين الثانوية والجامعية أن يكون قادرا على البحث عن المعلومات في مصادرها المتنوعة من كتب وموسوعات، وحاسب آلي وغيرها، ولا نريده حافظا بل فاهما واعيا يجيد لغته القومية، واللغات الأخرى، يجيد التعامل مع الأجهزة الحديثة المتعلقة بالعلم، ونغرس فيه المبادرة والجرأة في التعبير عن رأيه بشجاعة واحترام، يحب الحوار لا الجدال.
ثالثا: المدرسة العصرية: ينبغي للمدرسة أن تكون أحد عوامل الجذب لدى الطلاب من حيث الشكل العام والنظافة والخضرة، اضافة الى أساسيات نجاح العملية التعليمية من: معامل حديثة، وأجهزة متطورة، وأماكن للأنشطة العلمية والفنية والرياضية من ملاعب وصالات رياضية مجهزة بأحدث الأجهزة ومسرح وأدوات فنية.
رابعا: تكنولوجيا التعليم المتقدم، لابد أن نزود المدرسة بالتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في مجال التعليم في البلدان المتقدمة مثل: الحاسبات الآلية ذات الإمكانات العلمية، وشبكات الاتصال عن بعد، والاتصال بمراكز البحث العلمي، وشبكات الانترنت، وذلك لخلق روح البحث العلمي والاعتماد على النفس في البحث عن المعلومات للخروج الحفظ والتلقين.
خامسا: المناهج التعليمية المتطورة: يجب التخلي عن المناهج القديمة التي ظلت لسنوات طويلة، لأنها تؤدي الى الجمود الفكري، بل يجب وضع مناهج حديثة تواكب روح العصر، وتتلاءم مع المتغيرات والتطورات التي يشهدها العالم حاليا وفي المستقبل، حتى تضيق الفجوة بيننا وبين دول العالم المتقدم.
سادسا: المشاركة المجتمعية: هذا العنصر وإن أتى متأخرا فهو شديد الأهمية؛ وذلك لأنه المدرسة كصرح علمي لا يمكن فصلها عن المجتمع، بل هي جزء منه يجب أن تلبي احتياجاته، وتسهم في حل مشكلاته.
ينبغي أن تتكون مجموعات خاصة في محيط المدرسة تضم كل طوائف المجتمع من فنيين وعلماء وتجار ورجال دين وذلك لوضع خطة للنهوض بكل منطقة ومدى احتياجاتها.
فمثلا المجتمع السيناوي يختلف في احتياجاته ومشكلاته ومتطلباته عن المجتمع في أسوان، والأقصر، والإسكندرية، ومدن القناة، وعن المجتمع في الوجه البحري.
التعليم أصبح أمنا قوميا لأي بلد يريد التقدم، ويريد أن يجد لنفسه مكانا تحت الشمس فلابد من الأخذ بأسباب التطور.
كاتب مصري