التفكير الأعوج للمسؤولين أضعف أحوالنا مختصر مفيد

0 74

أحمد الدواس

تم عمل سباق تجديف قرب ساحل البحر بين فريقين عربي وياباني، كل قارب
يحمل على متنه تسعة أشخاص، وفي نهاية السباق وجدوا ان الفريق الياباني انتصر بفارق كبير، وبتحليل النتيجة، وجدوا ان الفريق الياباني يتكون من:
مدير واحد للقارب، وثمانية مجدفين
والفريق العربي يتكون من: ثمانية مديرين، ومجدف واحد.
حاول الفريق العربي تعديل التشكيل حتى يفوز، وتمت إعادة السباق مرة أخرى، وفي نهاية السباق وجدوا ان الفريق الياباني انتصر بفارق كبير، تماما مثل المرة السابقة، وبتحليل النتيجة وجدوا ان الفريق الياباني يتكون من: مديرعام واحد للقارب، وثمانية مجدفين، والفريق العربي يتكون من: مدير عام واحد
ثلاثة مديرين، أربعة رؤساء أقسام، وواحد مجدف.
فقرر الفريق العربي محاسبة المخطئ: فتم فصل المُجدف.
هذي طريقة تفكيرنا في العمل الاداري أو الرياضي أو أيا كان، بل ونضيف أنك ان دخلت الادارة في بلدنا، في الطابق الأعلى، وطأت على سجاد فاخر، وشممت رائحة البخور، ورأيت المسؤول بالبشت، بينما الواقع يفصح عن ان معظمهم إنتاجيته ضعيفة.
الدليل على ذلك أن أداء معظم الوزارات، إن لم يكن كلها، سيئ، فالمجدف مظلوم في المثال، والخطأ سببه المديرون، ولا كفاءة في العمل، بل محاباة وظلم وظيفي، والإدارة سيئة ينبغي إصلاحها بالتفكير السليم.
نشرح ذلك بصورة أخرى، مع مرور الأيام والسنين ضعف الأداء الحكومي بتعاقب الحكومات، وأصبح واقعنا المحلي ينطبق عليه المفهوم الاقتصادي «العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق»، أي السيئ يطرد الجيد، سيئ الأداء يزيح المخلص والأمين من عمله، فالمخلص لا يحظى بالتقدير، لانه يشعر بالإحباط، فيطلب نقله الى مكان آخر، أو يستقيل، فالنماذج الرديئة تطرد النماذج الجيدة ذات الكفاءة من المؤسسات، والشركات، والمصانع حيث لن يستقيم العمل فيها، لان فيها فسادا وظلما وتعطل مصالح المواطنين.
وبتولي هؤلاء السيئين مناصبهم، تدهورت أحوال الشوارع في بلدنا، فتطاير حصى الشوارع بعد هطول المطر، وضعف التعليم، وتفشى الفساد بوزارات الدولة، واكتظت منطقة جليب الشيوخ مثلا بالفوضى والإهمال، وخرق الوافدون قوانين البلاد، وظهرت وجوه عابسة كفاءتها متدنية أمامك في العمل الحكومي، والأمثلة كثيرة.

سفير كويتي سابق
aldawas.ahkwt@yahoo.com

You might also like