الزبن لـ”السياسة”: العلاج بالأكسجين المضغوط حل لعشرات الأمراض أكدت أن كلفته في البحرين أقل مقارنة بأميركا وأوروبا وسعر الجلسة 50 ديناراً

0 312

* القطاعات الصحية في “الخليجي” تعاني نقصاً في الخبرة وفقراً شديداً في العلاج بالأكسجين
* يسهم في تأخر الشيخوخة ويعالج بفعالية إصابات الملاعب والقدم السكري وتسوس العظام
* فعال في علاج إصابات الغواصين والتسمم بأول أكسيد الكربون والفقد المفاجئ لحاستي السمع والبصر

كتبت ـ مروة البحراوي:

أكدت اختصاصي طب الأعماق والعلاج بالأكسجين في البحرين الدكتورة غدير سلمان الزبن توافر الأجهزة والتقنيات الحديثة للعلاج بالأكسجين في دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى أهمية هذا العلاج في شفاء الكثير من الأمراض، لا سيما الإصابات الخاصة بالغواصين والتسمم بأول أكسيد الكربون وفقدان السمع والبصر المفاجئ.
وقالت سلمان في لقاء مع “السياسة” ان اعتماد دول الخليج على العلاج بالأكسجين المضغوط محدود للغاية، نظرا لنقص الخبرة والتوعية بأهمية هذا النوع من العلاج من جهة وارتفاع كلفة العلاج من جهة أخرى، داعية إلى تكثيف المؤتمرات وورش العمل العلمية لتوعية الأطباء والمختصين، وفيما يلي التفاصيل:

ما خطة العلاج بالأكسجين المضغوط وما الفحوصات اللازمة؟
أولا يتم تقييم الحالة الصحية للمريض ومدى ملاءمته للعلاج عن طريق أخذ التاريخ المرضي للمريض واجراء فحوصات دم عامة وأشعة الصدر وتخطيط القلب إن لزم ذلك.
وقبل البدء يتم شرح الخطة العلاجية للمريض والاجراءات التحضيرية قبل الخضوع للعلاج، وهو عادة ما يكون داخل غرفة علاج فردية والغرفة تضم سرير وشاشة عرض خارجية لتسلية المريض، لافتة الى أن كلفة العلاج في البحرين أقل مقارنة بأميركا وأوروبا وسعر الجلسة الواحدة 50 دينارا بحرينيا وفترة العلاج تتراوح ما بين 20 و40 جلسة، مدة الجلسة تتراوح بين 90 و110 دقيقة وتتوافر غرف العلاج التي تضم مرضى عدة في وقت واحد.
وفي حالة دخول المريض غرفة الأكسجين هناك مواد محظورة يجب عدم دخولها في الغرفة، مثل الهواتف والأجهزة الالكترونية ولعب الأطفال والملابس النيلون والألياف الصناعية، النظارات والعدسات اللاصقة.

14 حالة عالمياً
ما الحالات المرضية التي تستدعي العلاج بالأكسجين المضغوط؟
هناك 14حالة مرضية معترف بها عالميا تتم معالجتها بالاكسجين تحت الضغط العالي ولكن شخصيا أحب أقسمها إلى قسمين أخرين وهم الأمراض التي تحتاج الأكسجين بشكل أساسي مثل التسمم بأول أكسيد الكربون، الجلطات الهوائية، العدوى بالبكتيريا اللاهوائية، الصمم الفجائي و إصابات الغواصين.
ونحتاج الأكسجين كذلك كعلاج مساعد مثل الجروح والقدم السكري، وتسوس العظام، الحروق بدرجاته وفي عمليات ترقيع الجلد، وفقر الدم والإصابات ما بعد العلاج بالأشعة في حالات السرطان.
وثمة أبحاث أثبتت حاليا فعالية هذا العلاج في حالات مثل محاربة الشيخوخه،الجلطات، الشلل، الزهايمر، التصلب اللويحي، التهاب القولون، الخرف و أمراض التوحد.

إصابات الملاعب
ما دور الاوكسجين في علاج إصابات الملاعب؟
العلاج بالأكسجين أصبح جدا شائع و فعال في إصابات الملاعب ومشاهير كرة القدم يستخدمونه كجزء من علاج إصاباتهم وإعادة التأهيل منهم اللاعب كريستيانو رونالدو عندما أصيب بالتهاب وتورم شديد بالركبة واللاعب محمد صلاح عندما أصيب بتمزق بالعضلات وتم شفاؤه تمام بالعلاج بالأكسجين.
الفكره من العلاج أن الجسم يحتاج الأكسجين بكميات كبيرة في حالة الإصابة لمكافحة الالتهاب، وتكاثر الخلايا والتقليل من الوذمه مما يساعد في عملية تسريع الشفاء.
ويساعد العلاج بالأكسجين الكثير من إصابات الرياضيين، التي تشمل الشد العضلي والتمزقات والتي تؤدى إلى تورم مكان الإصابة، نظرا لتراكم السوائل الزائدة في الأنسجة الضامة، ويؤدي هذا إلى انضغاط الأوعية الدموية مما يقلل من وصول الأكسجين إلى مكان الإصابة، نتيجة لهذا تعانى الخلايا والأنسجة في مكان الإصابة من نقص الأكسجين، مما يؤدى إلى بطء عملية الشفاء، وفي الحالات الشديدة قد يؤدى هذا إلى موت الخلايا والأنسجة في مكان الإصابة.

علاج الشيخوخة
كيف يؤثر العلاج بالأكسجين في علاج الشيخوخة؟
علاج الشيخوخة مبني على كثير من الحقائق العلمية والدراسات التي أثبتت فعالية العلاج بالأكسجين على كفاءة خلايا الجسم، فـ”التيلومير” وهي منطقة موجودة في نهاية الكروموسوم مكونة من تسلسل نووي متكرر يعبر عن عمر الخلايا، وفي كل انقسام يقلص “التيلومير” حتى يختفي تماما و تموت الخلية، واثبتت الدراسات أن العلاج بالأكسجين تحت الضغط العالي يحافظ على طول التيلومير ويقلل من الانقسامات التي تحدث على هذا المستوى، مما يؤدي إلى تأخر الشيخوخة.
ونقصد بالشيخوخة هنا كفاءة الخلايا، وتقدم الإنسان في العمر دون أمراض و بشكل صحي كامل، وليس خارجيا فقط، فالأكسجين يساعد في تكوين الكولاجين والخلايا الجذعية في الجسم، ويحسن من جودة البشرة، لكن حديثنا عن الشيخوخه متصل بالكفاءة الوظيفية للخلايا وتحسين العمر البيولوجي للانسان.
بناء على المعلومات المذكوره سابقا، هل نستشف من حديثك أن العلاج بالأكسجين يشمل أيضا الأشخاص الأصحاء؟
ـ قطعا، فواحد من الأسباب التي تؤدي للشيخوخة أن الإنسان خلال مراحل حياته المختلفة يمر بجلطات صغيره لا يشعر بها، في مختلف أنحاء الجسم، وهي تؤدي على المدى البعيد إلى موت الكثير من الخلايا ومن ثم التدهور الوظيفي لبعض أجهزة الجسم، وعندما تتشبع البلازما بالأكسجين خلال جلسة المعالجة إلى نحو 2000 في المئة عن المعدل الطبيعي، يقوم الجسم بأخذ الأكسجين إلى الأنسجة التي تفتقر إليه، ومن هنا تأتي عملية الاستشفاء.
أشرت إلى محدودية استخدام العلاج بالأكسجين في دول الخليج، ما الأسباب والحلول من وجهة نظرك؟
ـ نقص التوعية بأهمية العلاج، فبالرغم من كونه علاجا قديما ومعتمد في الكثير من دول العالم ومعروف في اوروبا وأميركا إلا أن القطاعات الصحية المختصة في دول مجلس التعاون الخليجي لديهم نقص في الخبرة ويعانون من فقر شديد في المعرفة بأهمية العلاج بالأكسجين.

3 آلاف شهرياً
إلى أي مدى تتم الاستفادة من العلاج بالأكسجين في البحرين؟
تم اعتماد العلاج بالأكسجين في البحرين منذ عام 2012 بمستشفى الملك حمد الجامعي، وهي واحدة من أكبر المستشفيات وتضم أكبر وحدة علاج في دول مجلس التعاون الخليجي، وتحتوي على نوعين من الغرف الفردية وعددها خمس غرف إضافة الى الغرف الجماعية التي تحمل ثماني مرضى في الجلسة الواحدة، وتعالج نحو 3 آلاف مريض شهريا، هذا فيما يتعلق بالقطاع العام، أما القطاع الخاص فتعمل مستشفى عوالي حاليا على تدشين وحدة علاج متطورة بمستشفى عوالي التابعة لشركة نفط البحرين بابكو ومن المنتظر افتتاحها قبل نهاية العام الجاري.
وتعتمد البحرين على الأكسجين المضغوط في علاج الكثير من الحالات المرضية أهمها إصابات الغواصين والجلطات الهوائية وحالات التسمم بأول أكسيد الكربون والفقد المفاجئ لحاستي السمع والبصر بالإضافة إلى اصابات البكتريا اللاهوائية وهي نوع من البكتريا يعيش في وسط لا هوائي، فيعتبر التعرض للأكسجين ساما بالنسبة لها فيعمل على قتلها، وإلى جانب ذلك نقوم بعلاج بعض مرضى السرطان والتهابات القولون وغيرهم.

د.الزبن… في سطور

درست د. غدير سلمان الزبن في جامعة الخليج العربي بالبحرين وتخرجت طبيبا عاما ( MBBS) والتحقت فيما بعد بمستشفى السليمانية الطبي للحصول على درجة الامتياز، ثم عملت طبيبا مقيام في الجراحة بمستشفى عوالي منذ عام 2014 حتى الآن.
حصلت الزبن على بكالوريوس طب الأعماق والعلاج بالأكسجين من جنوب أفريقيا عام 2015 والماجستير من نفس الجامعة عام 2020 من جامعة تورنتو، كما حصلت الزبن على دبلوما عالية في علاج الجروح سنة 217 ومنذ ذلك الوقت وهي ناشطة في تدريس الكوادر الطبية حول كيفية تقييم الجروج المزمنة والتعامل معها.

اختلاف بين “الخليجي” وأفريقيا

أكدت د. غدير أن اختلاف العلاج بالأكسجين بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول جنوب أفريقيا يكمن في نوعية الأمراض والمرضى فقط، بينما تتفوق دول الخليج في الأجهزة والتقنيات الطبية الحديثة.
وأشارت إلى أن دول جنوب افريقيا تعتمد على العلاج بالأكسجين لحالات التسمم بأول أكسيد الكربون أكثر من دول الخليج وذلك نظرا لاعتمادهم على حرق الخشب وتركيب سخانات الغاز في المنازل كما هو الحال في بعض الدول العربية والأوروبية مثل مصر وتركيا.
وأوضحت أن دول الخليج تعتمد على الأكسجين المضغوط أكثر من غيرها في علاج بعض حالات التوحد والقدم السكري.

آلية العلاج

قالت د.الزبن: في العام ١٧٧٤ تم اكتشاف غاز الأكسجين واعتمد لعلاج الكثير من الأمراض المزمنة، لافتة إلى أن العلاج هو عبارة عن استنشاق الأكسجين بنسبة 100% تحت ضغط أعلى من الضغط الجوي لزيادة ذائبية الأكسجين في بلازما الدم إلى 22 ضعف المعدل الطبيعي.
وأوضحت: في الظروف الطبيعية ينتقل الأكسجين محمولا في كريات الدم الحمراء إلى خلايا وأنسجة الجسم، ولكن عندما يتنفس الشخص أكسجين تحت ضغط أعلى من الضغط الجوي فإن الأكسجين يذوب فى بلازما الدم ومن ثم يقول الجسم بإرساله إلى الأنسجة التي تعاني من اعتلال دموي أو تحتاج للأكسجين في مكافحة البكتيريا أو إنتاج خلايا جذعية.

لا يصلح لمرضى القلب والرئة

أكدت د.غدير على أهمية العلاج بالأكسجين لجميع المرضى باستثناء بعض مرضى القلب والرئة والتهابات الأذن، وبعض مرضى السرطان ممن يخضعون للعلاجات الكيماوية، على جانب الأشخاص الذين يعانون من “فوبيا” الأماكن المغلقة.
كما أكدت ملاءمته للأطفال من سن عامين فما فوق، والأطفال الأصغر من ذلك بشرط أن لا يكن لديهم مشاكل في الرئة، وفي هذه الحالة يقوم الطبيب المعالج بشق طبلة الأذن وتركيب “تيوب” يساعد الطفل على التعامل مع الضغط العال خلال فترة العلاج، ويتواجد معهم الأهل طوال فترة العلاج داخل غرفة العلاج.

You might also like