السياحة… مكانك راوح
جابر سعد العجمي
حرصت الدول الخليجية خلال العشر سنوات الاخيرة على تطوير مشاريعها التنموية والسياحية لاستقطاب اكبر عدد ممكن من السياح، وايضا لدعم اقتصاداتهم، وتمتلك الكويت شريطا ساحليا ممتازا وعددا من الجزر ذات الموقع المتميز التي من الممكن ان تكون قبلة سياحية في الشرق الاوسط اذا تم تطويرها واستثمارها بشكل جيد.
لكن لاحظنا في السنوات السنوات الخمس الاخيرة اقفال العديد من الأمكان السياحية بهدف التطوير وانشاء امكان بديلة جديدة، والى اليوم مازلنا “في مكانك راوح”، ومنها مثلا اقفال حديقة الشعب، وحديقة جنوب الصباحية، والاكوابارك والمدينة الترفيهية في الدوحة بذريعة التطوير والتحديث، فيما هذه المشاريع حتى الآن متوقفة، والناس فقدت الاماكن الجميلة التي كانت تذهب اليها، هنا نسأل: هل هذه الاقفالات متعمدة؟
لقد أصبح المتنفس البديل الوحيدة في الكويت هو الالعاب الموجودة في المجمعات التجارية، وهي مكلفة جدا، والمساحات صغيرة وغير مناسبة للعوائل الكبيرة، كما أن الحديث عن توفير المرافق السياحية هو حق مشروع لنا، وتكرار تعطيل هذه المشاريع يجعل الجميع يتساءل: هل هناك عجز في المشروعات السياحية ما يفرض تغيير القيادات والعمل على الانجاز، أم أن هناك أمورا غيرها تمنع اي تطوير لهذه المرافق. ونلفت انتباهكم إلى أن بعض الدول الشقيقة عملت على انشاء جزر صناعية من اجل تنمية الاستثمارات السياحية لديها، في حين ان عددا كبيرا من الجزر الكويتية مهمل، وكذلك لدينا شريط ساحلي مميز ممتد من النويصيب حتى بوبيان لو تم استثمار اجزاء منه بانشاء مشاريع سياحية ذات طابع اوروبي او شرقي لازدهر اقتصادنا، وعاد ذلك بمردود مالي كبير على الدولة.
لذا نتمنى أن نرى بعض المشاريع التنموية السياحية في البلاد، خصوصا بعد جائحة “كورونا” لتكون قبلة سياحية محلية على الاقل للمواطنين والمقيمين في الكويت، اسوة بما تفعله الدول النامية حاليا.
كاتب كويتي
@Jabersaadm1