الضغط على الصدغين أو مؤخرة الرأس يهدئ الشعور بالألم يقدم فهماً أعمق للعلاقة المعقدة بينه وبين اللمس

0 258

عندما يقوم الشخص بالضغط على الصدغين أو مؤخرة الرأس لتهدئة الشعور بالألم في الرأس أو فرك الكوع بعد ارتطامه بشكل غير متوقع في جسم صلب، فإنه غالبًا ما يشعر بالراحة.
ووفقا لما نشره موقع “نيوروساينس نيوز”، إنه من المعتقد أن الخلايا المستجيبة للألم في الدماغ تهدأ عندما يتم الربت على الخلايا العصبية، ولاحظ فريق من العلماء في معهد ماكغفرن لأبحاث الدماغ التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الظاهرة للمرة الأولى في أدمغة الفئران.
وعرض الباحثون نتائج اكتشافهم، الذي تم نشره في مجلة “Science Advances”، والذي يقدم فهماً أعمق للعلاقة المعقدة بين الألم واللمس ويمكن أن يقدم بعض الأفكار حول الألم المزمن لدى البشر.
تقول فان وانغ، باحثة في معهد ماكغفرن، إن سبب الاهتمام ببحث الظاهرة يرجع إلى كونها “تجربة إنسانية مشتركة”، لافتة الى أنه “عندما يؤلم جزء من جسد الشخص، يقوم تلقائيا بفركه، لأنه يعلم أن اللمس يمكن أن يخفف الألم بهذه الطريقة، لكن كان من الصعب على علماء الأعصاب دراسة الحالة.
ويمكن أن يبدأ تخفيف الآلام عن طريق اللمس في النخاع الشوكي، حيث توصلت دراسات سابقة إلى الخلايا العصبية المستجيبة للألم والتي تضعف إشاراتها استجابة للمس، لكن كان هناك تلميحات إلى أن هناك دورة أيضا للدماغ.
وتقول وانغ إن هذا الجانب من الاستجابة لم يتم استكشافه إلى حد كبير، لأنه قد يكون من الصعب مراقبة استجابة الدماغ للمنبهات المؤلمة وسط جميع الأنشطة العصبية الأخرى التي تحدث هناك – خاصة عندما تتحرك حيوانات المختبر.
لذلك، بينما كان فريق الباحثين يعلم أن الفئران تستجيب لمنبه مؤلم محتمل على الصدغ من خلال مسح الوجه بالمخالب، لم يتمكنوا من متابعة استجابة الألم المحددة في أدمغة الحيوانات لمعرفة ما إذا كان هذا الفرك يساعد في تهدئتها.

حركة إيقاعية
لكن تقول وانغ إنها وزملاءها توصلوا إلى طريقة للتغلب على هذه العقبة، فبدلاً من دراسة تأثيرات فرك الوجه، ركزوا انتباههم على شكل أكثر دقة من اللمس يتمثل في الاهتزازات اللطيفة، التي تنتجها حركة شعيرات الحيوانات.
وتستخدم الفئران شعيراتها للاستكشاف، وتحريكها ذهابًا وإيابًا في حركة إيقاعية تُعرف باسم الخفق لتشعر بالبيئة المحيطة بها، وتنشط هذه الحركة مستقبلات اللمس في الوجه وترسل المعلومات إلى الدماغ في شكل إشارات اهتزازية.
يتلقى دماغ الإنسان النوع نفسه من إشارات اللمس عندما يمسك الشخص يده الأخرى أثناء سحبها من مقلاة ساخنة بشكل مؤلم، فيما تعد طريقة أخرى يسعى فيها الشخص إلى تخفيف الآلام عن طريق اللمس.
وتوصلت وانغ وزملاؤها إلى أن حركة الشوارب يمكن أن تغير الطريقة، التي تستجيب بها الفئران للحرارة المزعجة أو لكزة على الوجه – وكلاهما يؤدي عادة إلى فرك الوجه.
وتقول وانغ إن “الخلايا التي تستجيب بشكل تفضيلي للحرارة والضغط، يتم تنشيطها بشكل أقل عندما تقوم الفئران بالخفق، حيث إنها تكون أقل عرضة لإظهار استجابات للمنبهات المؤلمة”، حتى عندما قامت الحيوانات الخافقة بفرك وجوهها استجابةً للمنبهات المؤلمة، اكتشف فريق الباحثين أن الخلايا العصبية في الدماغ تستغرق وقتًا أطول لتبني أنماط تهدئة الشعور بالألم المرتبطة بحركة الاحتكاك واللمس.

You might also like