العثمان: لنضع الطالب في قلب العملية التعليمية ونفرق بين المعلومات والمعرفة علينا إعادة هندسة مؤسساتنا لتسهل من عملية اكتساب المعرفة

0 66

احتمالات حدوث حرب نووية ضئيلة إلا أن تناولها والحديث عنها أمر مخيف

العالم ظن أن أزمة 2008 المالية قد ولّت إلى غير رجعة إلا أنها ما زالت تتفاقم

العزلة بدأت تحل مكان العولمة والتعاون والظلم والتمييز العنصري في ازدياد

العالم الآن أكثر خطورة ولا يوجد تحسُّن على الإطلاق في توزيع الثروات

المؤسسات الأكاديمية تتحمّل جزءاً من المساءلة والمسؤولية عما يحدث في العالم

هناك حاجة للتوسع بكثافة في الأنشطة اللاصفية وجعلها جزءاً من المناهج الدراسية

أعرب رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط الأميركية فهد العثمان، عن فخره الكبير باستضافة مؤتمر “رؤية لمستقبل هادف”، ورحب بجميع الحضور.
وفي تعقيبه على شعار المؤتمر، تحدث العثمان قائلا: إن شعار المؤتمر “رؤية لمستقبل هادف”، هو شعار ملهم جدا، ولتحقيق ذلك، فإن هناك كلمتين سحريتين، ستساعد في هذا النقاش وهما: المسؤولية (Accountability)، والملاءمة (Relevancy)، كما أن هناك منظورين للعالم الذي نعيش فيه، منظور شامل (Macro)، ومنظور جزئي (Micro)، ومن المنظور الشامل فإننا ننظر إلى العالم الذي نعيش فيه، إلا أنه وعلى الرغم من أن محور اهتمامنا يجب أن يكون الطالب، إلا أنه وفي نهاية الأمر فإن الطالب هو جزء من المجتمع، والمجتمع هو جزء من العالم الذي يحيط بنا، وبالتالي فإن المنظور الشامل بالغ الأهمية.
وأضاف: وبالرجوع إلى مفهوم المنظور الشامل اليوم، فإننا نجد أنه وعلى الرغم من تسارع وتيرة التطور التكنولوجي الذي نشهده، إلا أنه مازال هناك من الحروب في العديد من الدول، فهناك الحرب المدمرة في اليمن، والحرب في سورية، والحرب في ليبيا والعراق، وفي غيرها من الدول الأخرى، وإلى حد ما فقد اعتاد العالم وجود هذه الحروب، وذلك لأنها تقع في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه وبشكل مفاجئ شهدنا حدوث حرب في أوروبا، وهي القارة التي تعد مركز الإبتكارات في عالمنا الحديث، وظن العالم بأنها نسيت الحروب، لكن ما حدث هو أمر مؤسف، والحرب التي حدثت هي حرب خطيرة، فنحن نتحدث عن حرب عالمية، وعن احتمالات حدوث حرب نووية، وعلى الرغم من أن احتمالات حدوثها ضئيلة، إلا أنه تم تناولها والحديث عنها، وهو أمر مخيف.
واستطرد العثمان قائلا: إذا نظرنا إلى لبنان، فلم يعد بإمكان الشخص الحصول على ودائعه وأمواله في البنوك، حيث تبخرت جميع الودائع ومدخرات العمر في يوم واحد، ويعتقد أن ذلك يحدث فقط في لبنان وفي الشرق الأوسط، إلا أنه وقبل بضعة أيام، ولمرة أخرى، لم يتمكن آلاف الأشخاص من الوصول إلى ودائعهم في بنك في الولايات المتحدة، بعد أن ظن العالم أن أزمة 2008 المالية العالمية قد ولّت إلى غير رجعة، إلا أنها لازالت تتفاقم حتى يومنا هذا.

البيئة تصرخ
وأضاف: بالنظر إلى البيئة، فهي أيضا تصرخ، ومعدلات الفقر في العالم ف يازدياد، لاسيما في الدول النامية، كما أن معدلات التضخم قد دمرت الطبقة الوسطى، وذلك حتى في المجتمعات المتقدمة اقتصاديًا، وإن هذا لهو تهديد كبير.
وتطول اللائحة، إلا أنه ودون أدنى شك فإن العالم الذي نعيشه اليوم ليس على درجة الأمان التي نريدها أو نطمح لها، بل إنه عالم أكثر خطورة، كما أنه لا يوجد تحسن على الإطلاق في توزيع الثروات، لذا فإن العزلة بدأت تحل مكان العولمة والتعاون، وبالتالي فإن الظلم والتمييز العنصري آخذان في الازدياد، وذلك هو الواقع الصعب الذي نواجهه في عالمنا.
والسؤال هو: هل نحن كأكاديميين مسؤولون أو مساءلون بأي شكل من الأشكال عما يحدث؟ وبرأيي فإن الجواب هو نعم. لأننا وكمؤسسات أكاديمية نؤثر على العقول ونشكلها، فنحن نروج الأفكار، ونشجع الأفراد على التفكير، أو أقله فإن هذا هو ما يتوجب علينا فعله.
وقال العثمان، إذن فنحن كمؤسسات أكاديمية نتحمل جزءا من المساءلة والمسؤولية عما يحدث في هذا العالم، وهذه بداية مهمة لنا لنبدأ بالتفكير في كيفية تشكيل مستقبل التعليم، لأننا أولا يتوجب علينا أن نكون مسؤولين عما يحدث حولنا في العالم، وأن يكون هناك مواءمة ودور في مواجهة هذه التحديات، والتفكير في كيفية قيام مؤسساتنا بلعب دور سواء من خلال قوة البحث العلمي، أو التعليم والتعلم في مساعدة هذا العالم ليصبح مكانا أكثر سلاما وحبا وودية عما هو عليه اليوم.
وبالرجوع للمنظور الجزئي وهو الطلبة، فإن إعادة هندسة مؤسساتنا من مؤسسات تورد المعلومات إلى مؤسسات تسهل من عملية اكتساب المعرفة، سيكون له أثر ضخم وتغيير كبير.

التطبيق
وأوضح أن المعرفة ليست معلومة. وكما شرح كيث ديفلين، كبير الباحثين في مركز أبحاث ستانفورد، في كتابه “Info sense: turning information into knowledge” لكي تصبح المعلومات معرفة، يجب تطبيق هذه المعلومات، ويجب تحقيق نتيجة ذات مغزى.
وشدد العثمان على أهمية التفريق بين المعلومات والمعرفة، مستشهدا بمثال طالب يتعلم كيفية قيادة السيارة نظريا، ثم يفشل في قيادتها في الحياة الواقعية. والسبب في أن ما لديه هو معلومات فقط، ولكي تتحول هذه المعلومات إلى معرفة، يجب عليه أن يطبقها، مؤكدا أن التعلم هو عملية عاطفية وعقلية، بالإضافة إلى تفاعل العديد من العوامل الأخرى مثل الصبر والتوقيت والذكاء العاطفي وغيرها كثير، كما أن هناك التدريب العملي.
وتابع قائلا: هذا يقود إلى أن اكتساب المعرفة هي عملية معقدة جدا، وذلك ينطبق على شتى المجالات، وهذه هي المعضلة الكبرى، والتي تخلق فجوة بين الخريجين وسوق العمل وأيضا ما يحدث في أمورهم الحياتية بشكل عام، حيث إن معظم الخريجين لم يعتادوا على تطبيق المعلومات لتصبح معرفة، والتي تتطلب تطوير عدة مهارات عاطفية وعقلية، كما أن هناك قيما مرتبطة بعملية اكتساب المعرفة.
لذلك، فإن تخرج طلبة البكالوريوس في الجامعات، دون الحصول على فرصة للتطبيق، وتأخير ذلك إلى ما بعد التخرج وإلى العالم الحقيقي، يخلق خللا حقيقيا، ينتج عنه مخرجات غير موائمة للاقتصاد وللمجتمع.
وبالرجوع إلى المنظورين الكلي والجزئي، فإننا يجب أن نضع الطالب في قلب العملية التعليمية، فهناك طرق متعددة للتعلم، وهناك تفاوت في القدرات بين المتعلمين، وكلما أمعنا النظر في هذه الفروقات، تزداد قدرتنا على مساعدتهم على التقدم.
وبالتالي يجب علينا إعادة هندسة مؤسساتنا، وإعادة تصميم عروضنا التعليمية بالإستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتزويد الطلبة بالمعلومات، وتخصيص الوقت لتطبيق هذه المعلومات خلال الدراسة والعمل ضمن مجموعات، الأمر الذي يتطلب إعادة تدريب أعضاء هيئة التدريس وإعادة هندسة الاختبارات والتقييمات للخروج عن النمط التقليدي.
وقال العثمان: هناك أيضا حاجة للتوسع بكثافة في الأنشطة اللاصفية، وجعلها جزءا من المناهج الدراسية، لأن التحفيز يحدث من خلال المشاركة، والإبداع يحصل فقط عند التحفيز بشكل عميق، فالأنشطة تولد المواهب والشغف والدافع، والتي يشعر معها الطالب بجمال ومعنى التعليم الحقيقي المستقل، دون الخوف من التقييم والاختبار، وينشأ الابتكار والثقة وتولد الريادة. وإن تطوير مواهب الطلاب بما لا يتطابق مع التخصص الذي يدرسونه هو ليس خطأ على الإطلاق. ناخذ مثالا على ذلك تطوير موهبة التمثيل لدى طالب الهندسة، لأن الهدف هنا ليس الهندسة بل المهندس.
واختتم العثمان حديثه قائلا: لدينا تحديا صعبا للغاية في العالم، وتحديا مضاعفا في المنطقة، ومع ذلك، فإن هناك الكثير من الفرص، حيث يمكننا أن نرى مبادرات للتطور مثيرة للاهتمام في المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين. ونأمل أن توقظنا الأخطاء التي تحدث حول العالم، ونستفيد من تلك الفرص.
وأخيرا، ينهي حديثه بدعوة الأوساط الأكاديمية إلى الاندماج وعدم عزل نفسها عن بقية المجتمع.

ندرة المياه تحدٍّ للشرق الأوسط

تناولت إحدى الجلسات قضية ندرة المياه في الشرق الأوسط مبينة أن إن الاستدامة موضوع مهم لجميع كليات إدارة الأعمال، فيما تواجه منطقة الشرق الأوسط عددا من التحديات المتعلقة بها، مثل ندرة المياه ونضوب الموارد، ما يجعل من المهم بشكلٍ خاص معالجة الموضوع. كما يحتاج قادة ومديرو الأعمال في المستقبل إلى اكتساب فهم أفضل لأهمية الاستدامة في الأعمال التجارية، وتطوير المهارات اللازمة لمواجهة هذه التحديات.
حضر الجلسة كل من: د. أوديل راشد، القائم بأعمال عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الشرق الأوسط الأمريكية (AUM)؛ ود.إسراء الضاعن، المدير التنفيذي – الاستراتيجية والجودة والاستدامة في الجامعة الأهلية بالبحرين؛ والأستاذة رنا صبح، عميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر؛ وبن سوتر، نائب الرئيس الأول في شركة QS.
وفي نهاية جدول أعمال اليوم الأول، انضمت الوفود المشاركة إلى حفل عشاء أقيم في حرم AUM الجامعي، وقد تخلله عزف حي وعروض موسيقية.

مشاريع الطلاب في معرض من 27 جناحاً

معرض لمشاريع طلبة AUM في مجالات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والروبوتات
وقد بدأ اليوم الأول بزيارة الوفود الأكاديمية المشاركة للمعرض الذي أقامته AUM في مركزها الثقافي، حيث تضمن المعرض 27 جناحا، عرض الطلاب عددا من مشاريعهم البحثية والهندسية في مجالات الطاقة المتجددة، الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وبعض الأعمال الفنية، بالإضافة إلى الأجنحة الأخرى الخاصة بشركة QS، والشركات الأخرى الرائدة المشارِكة في القمة.

المتحدثون
You might also like