العرفان “داون تاون” عُمان أوراق الخريف
د. احمد بن سالم باتميرا
في معظم البلدان أو المدن الكبرى يوجد مركز المدينة أي “داون تاون”، وهو مصطلح أميركي استخدم للمرة الأولى في 1830 للإشارة إلى وسط مدينة نيويورك الأميركية المعروف بمنهاتن اليوم، وبعد ذلك ظهرت العديد من هذه المراكز، التي أصبحت ذات شهرة سياحية وتجارية.
سلطنة عمان، بلد التاريخ والحضارة، بحاجة لـ”داون تاون”، وتعد مدينة العرفان هي الأفضل موقعا لتكون وجهة استنثائية فريدة، نظرا الى موقعها الممتاز، وجغرافيتها المتعددة من المستوية والهضبية والجبلية التي ستعزز معايير الاستدامة السكانية وتنفيذ المساحات الخضراء، وتوفير مسارات للمشي، وتعزيز المفاهيم الصحية والرياضية والأنشطة المجتمعية من خلال وجود مساحات يمكن استغلالها في هذه المدينة.
فهي مركز وواجهة حضارية، وتقع على شارعين من أهم شوارع السلطنة، شارع السلطان قابوس، والشارع مسقط السريع، كما أنها مرتبطة بشارع حيوي يربط السريع بمطار مسقط الدولي الذي لا يبعد إلا أمتارا قليلة عن العرفان، وكذلك الأوبرا السلطانية والوزارات وحي السفارات.
العرفان هي “داون تاون”، ويمكننا أن نجعلها قلب مسقط النابض بالحياة من خلالها، وتقسيمها لأربعة أحياء متكاملة بحدائق غناء وممرات مائية والنوافير وممشى وأحياء استثنائية جميلة مع ربط المدينة بالمنطقة المقابلة، بجسور أو “ترام” او “مترو”، لتكون الضفة المقابلة للخط السريع عبارة عن فلل وشاليهات ومنتجعات مرتفعة.
مدينة يمكننا تسويقها داخليا، من خلال إعطاء اراض للبنوك والشركات الحكومية والخاصة، ورجال الاعمال الكبار المقتدرين، وشركات التطوير العقاري لإنشاء مبان بمواصفات عالية في البداية.
ما أجمل أن نرى مدينة العرفان بمواصفات عالمية عمرانية متكاملة بفنادقها وأزقتها ومطاعمها ومقاهيها، بمواقفها وشوارعها، بإضاءاتها الشمسية وغيرها الكثير!
ما أجمل رؤية الجسور المعلقة والمرتبطة بالأحياء القريبة من المدينة، والمساحات الخضراء في كل مكان، والحي التجاري والمالي، والأسواق والماركات العالمية، التي ستكون إضافة لمركز عُمان للمؤتمرات والفنادق والأماكن الأخرى ومباني الوزارات.
ليس صعبا تنفيذ الفكرة، ورؤية “داون تاون” في مسقط العامرة، على أرض الواقع، اذا صدقت النوايا وعملنا بجد وتكامل بين كل الجهات المعنية، فإننا سنرى هذا المشروع قائما، بل وأفضل من أي مشروع آخر، فلكل شيء واجهة، وواجهة بلادنا هي هذه المدينة وليس غيرها.
وسيكون في قلبها ساحة النهضة، التي ستعج بالسياح، وممشى يربط بكل الأحياء من دون سيارات، وجلسات ومقاه وقوارب وبحيرات صناعية، مشروع اذا تم تنفيذه سيكون تجربة فريدة للعيش والعمل والترفيه.
العرفان او “داون تاون” مسقط يفضل أن تصمم على شكل نخلة، وهي فكرة مستوحاة من اهمية النخلة للمواطن العماني، وستكون المدينة مفتوحة وسهل الدخول والخروج منها. نعم ستكون مدينة المستقبل والنماء.
سيكون هناك متشائمون ومتفائلون ومشجعون للفكرة، وهناك من يستصعب المشروع، اقول لهم جميعا، إن التطبيق والتنفيذ لهذه الفكرة سهل وميسر، فسلطنة عمان بحاجة لـ”داون تاون”، ووجهة سياحية تجارية مالية، فريدة من نوعها للسكن وللتسويق والترفيه والجلوس والممشى، بهندسة معمارية راقية تتيح للسكان والزوار الاستمتاع والانتقال والتحرك منها للمدن السياحية والمتاحف والشواطيء عبر نقل وطني سلس أومترو أو ترام داخلي.
كنت آمل إطلاق هذا المشروع خلال فعاليات مؤتمر التطوير العقاري وأسبوع عُمان للتصميم والبناء، لكن ما زلت متفائلا لتطبيق الفكرة وتطويرها، ورؤية “داون تاون” مسقط على أرض الواقع مع شركة النماء العقارية وغيرها من الشركات الرائدة. لنرتقي ببلادنا إلى مستوى الطموحات والتطلعات ونحقق أهداف رؤية “عُمان 2040” لتكون سلطنة عُمان في مصاف الدول المتقدمة.. والله من وراء القصد.
صحافي وكاتب عماني
batamira@hotmail.com