العم عبدالعزيز الشايع مثواك الجنة بإذن الله

0 402

عادل مساعد الخرافي

برحيل العم عبدالعزيز الشايع رحمه الله، فقدت الكويت إنساناً كبيراً وابناً باراً من أبنائها، عمل لرفعة شأنها في الاقتصاد كما في السياسة، كما في المجتمع، وفي كل منها كان له شأن كبير ومواقف لا تنسى.
وأول ما يطيب له الذكر فيها كلها مواقفه الإنسانية وأعماله الجليلة وتقاه وخصاله الحميدة، حلو المعشر، راقي القول، حكيم الحديث، سديد الرأي، موسوعي المعرفة، لا يملك من يعرفه إلا أن يحبه، ولا يملك من يعمل معه إلا أن يحترمه، ولا يملك من يجالسه إلا أن يتعلم منه ويقدره.
عرفته وأنا شاب في الثامنة عشرة حين تشرفت بلقائه رحمه الله في فرنسا وكنت ساعتها بحماسة الشباب المعهود في العمل الطلابي، فكان الأخ الكبير والمعلم الناصح والمربي الجليل الذي لا زلت أذكر درر نصائحه، وحكيم أقواله من خبرة كبيرة بالحياة.
وازداد شغفي به وتقديري له، رحمه الله، بعد أن حدثني عنه العم الراحل عبدالعزيز الصقر ـ رحمهما الله ـ وكيف كان معروفاً بالمواقف الوطنية الصلبة، وحرصه على الديمقراطية، وسيادة القانون، والنظام الدستوري، وكيف كان رحمه الله، من الآباء المؤسسين في مسيرتنا الوطنية الدستورية.
وعند ترشحي لانتخابات مجلس الأمة، كنت أتطلع بشدة لمساندته، فمثله رحمه الله رمز وطني مشهود له، ودار بيننا حوار تأكد لي فيه كل ما ذكرته أعلاه، كان حديثه حقا حديث اهل الكويت الحريصين عليها، عندما قال لي «يا ابني أنت وأهلك من الأقارب، ولكن الأساس والمعيار هو اداؤك وامانتك وصدقك ومثابرتك وحبك للكويت ومخافة الله ومساعدة المحتاج حقا، ويجب أن تكون مواقفك خالصة لله وللكويت». وقلت لنفسي حينها هذا هو الموقف الوطني الحق، وهذا ما تأسست عليه الكويت.
وحين وفقني الله سبحانه بعضوية المجلس لم أنقطع عن زيارته، رحمه الله، فقد كان مدرسة ثرية بخبرة الحياة والحكمة، تعلم منها الكثيرون حب الكويت والوفاء اليها.
واتذكر في استجوابي لوزير الأشغال اختلف معي في البداية، وبعد أن شرحت له محاور الاستجواب وخصوصا الحصى المتطاير في الشوارع أكد تأييده من منطلق مصلحة الكويت، ولا أنسى كذلك مساندته لي في نقل كلية التربية من الشامية التي كان موقعها مصدر قلق للسكان.
وكثيرا ما كنت استشيره في مجريات الأمور وكان دائما، كما عرفته، منبعاً للحكمة وسداد الرأي والنظر الثاقب للمستقبل، وفي ذلك كله، الحب للكويت والإخلاص لها.
رحمك الله رحمة واسعة، أيها العم الجليل، وأسكنك فسيح جناته أيها الإنسان الكبير، كان رصيدك من تقوى الله كبيرا، ونصيبك من حب الناس واسعاً، وعطاؤك لوطنك ثرياً، فقد كنت في العطاء مثالاً، وفي حسن الخُلق نموذجاً، وفي التواضع والأدب الجم نبراساً، وفي العمل الوطني قدوة، عسى العلي القدير أن يسكنك فسيح جناته، ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان برحيلك. اللهم آمين.

كاتب كويتي

You might also like