الكويت “الأولى” خليجياً في تصدير اللاجئين مركز الخليج يؤكد أن 5400 من السكان قدَّموا طلباتهم إلى دول أجنبية في 5 سنوات
حين يُذْكَر اللجوء السياسي، تقفز إلى الذهن صور ومشاهد شعوب مقهورة في دول مزقتها الحروب الأهلية الطاحنة، والانقلابات العسكرية، أو أخرى تعيش ظروفا اقتصادية صعبة أورثتها الجوع والحرمان والتسول على موائد المنظمات الاغاثية الدولية.
لكن حين يُذكر اللجوء في بلد مثل الكويت، يصبح الأمر مثيرا للدهشة والاستغراب، وداعيا الى التساؤل عن أسباب ودواعي ذلك ومبرراته، في ظل حال الرفاه الاقتصادي ومستوى المعيشة المرتفع وتحت ظلال حكم يتسم بحد معقول من الديمقراطية واحترام الحريات وحقوق الانسان.
ففي تقرير “صادم” يسلط الضوء على معاناة أبناء فئة البدون ويكشف عن اثار وتداعيات التجاذبات السياسية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، أكد مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث أن “الكويت الأكثر خليجياً في تصدير اللاجئين”.
وكشف التقرير عن أن هناك 5400 من سكان الكويت تقدموا على مدى نحو 5 سنوات (منذ مطلع 2018 وحتى 2023) بطلبات لجوء الى دول أجنبية.
وفي حين تشير الترجيحات الى أن عددا كبيرا من الراغبين في مغادرة الكويت مدفوعون ومضطرون الى ذلك بحثاً عن إقامة دائمة ومستقرة واندماج كامل، أوضح المركز أن بعض المتقدمين بطلبات للجوء أرجعوا ذلك لأسباب إنسانية وفكرية وعقائدية وسياسية.
وبحسب تصنيف مركز الخليج حول اتجاهات اللجوء من الدول العربية الى أوروبا في 2022 اعتمادا على احصائيات أوروبية، جاء سكان الكويت في المرتبة السادسة عشرة في ترتيب أكثر العرب الراغبين باللجوء من أوطانهم، حيث تقدم نحو 254 شخصا بطلب لجوء في القارة الأوروبية في 2022 و257 في عام 2020. وانخفض عدد طالبي اللجوء بشكل ملحوظ مقارنة بعام 2019 مع وصول عدد الراغبين في اللجوء من الكويت الى أوروبا نحو 790 شخصاً.
ويبين التقرير أن عدد العالقين من سكان الكويت في أوروبا بلغ حوالي 133 عالقاً دون معرفة مصيرهم أو تسوية وضعية اقامتهم القانونية.
ويرجح فريق اعداد التقرير أن يكون الارتباك الواضح في سياسات وتشريعات الكويت المتلكئة في حسم قضية “البدون” وترتيب أوضاعهم سببا في زيادة الطلب على فكرة اللجوء نحو دول تمنح فرص الحصول على جنسية وإقامة وحقوق لا يحصلون عليها في الكويت.
أما بالنسبة لحالات الكويتيين الذين تقدموا بطلب لجوء فقد أرجع التقرير اغلبها الى أسباب أيديولوجية أو سياسية أو متعلقة بالحريات الفردية.
لكن الامر -بحسب المركز- لا يتوقف على “البدون” إذ يؤكد تقدم مقيمين في الكويت من جنسيات مختلفة بطلبات لجوء لأسباب أغلبها يعود الى دوافع إنسانية.
ويقول: في السنوات الأخيرة، تم تلقي طلبات اللجوء من أشخاص من إثيوبيا وإريتريا وباكستان وأفغانستان ولبنان يقيمون في الكويت بمبررات مختلفة. لكن يعتبر السوريون واليمنيون من أكثر الجنسيات غير الكويتية المقيمة في البلاد الأكثر حظاً في الحصول على لجوء لدوافع مختلفة أهما جمع الشمل وتجنب قرارات الترحيل الى أوطانهم بمبرر عدم إمكانية بعضهم العودة بسبب الحرب.
وأوضح التقرير أن عام 2018 شهد تسجيل ذروة طلبات اللجوء من الكويت؛ اذ سجلت رقماً قياسياً بلغ 1033 طلبا، جعلها تتبوأ المركز الاول كأكثر دول الخليج تصديرا للاجئين أو الراغبين في اللجوء أو الهجرة خارج البلاد، وفي 2021 تقدم نحو 1029 شخصًا من الكويت بطلبات لجوء، وفقًا لبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وواصل العدد تراجعه في 2022 الى نحو 565 شخصاً
وعن أهم وجهات اللاجئين، أشار التقرير الى ان الاقبال زاد خلال السنوات الــ5 الأخيرة على وجهات أبرزها بريطانيا، التي استأثرت وحدها بثلث الطلبات، والولايات المتحدة وأوروبا، رغم أن أكثر من نصفها يقابل بالرفض، أما عربيا فيعد العراق والامارات أهم الوجهات المفضلة لطالبي اللجوء من الكويت، حيث تقدم نحو 150 شخصا بطلبات لجوء الى العراق.