المعاملة بالمثل زين وشين

0 57

طلال السعيد

خبر جديد تتناقله وكالات الانباء عن ان الاشقاء الكرام في جمهورية العراق الشقيقة، ايضا قرروا الغاء الـ”فيزا” او تأشيرة الدخول عن المواطن الكويتي الذي يرغب بزيارة العراق.
بالتأكيد نحن نشكر الاشقاء في العراق الشقيق على هذه البادرة الاخوية التي تؤكد على عمق العلاقة بيننا وبينهم، ونقدر كذلك حرصهم على توطيد العلاقة بين الشعبين الشقيقين، من اجل مستقبل افضل، لكننا في الوقت نفسه لا نتمنى ابدا ان تكون المعاملة بالمثل نهائيا، بمعنى ان يعفى المواطن العراقي الراغب بزيارة الكويت من تأشيرة الدخول، ولو حصل ذلك لوجدت العراقيين في الكويت اكثر من الكويتيين انفسهم.
هذا طبعا خلاف من يعتبر الكويت محطة يهرب اليها من العراق ثم يغادر بعدها الى ارض الله الواسعة، وما اكثرهم الذين يتحينون الفرصة لمغادرة العراق!
ما نقوله لو رفعت العراق كل القيود عن الزائر الكويتي الذي يرغب في زيارة العراق، لا يجب ان تكون المعاملة عندنا بالمثل، فالكويت شيء، والعراق شيء آخر مختلف، فنصف العراقيين يتمنون الخروج من العراق، وهذا ما يجب ان يعرفه متخذ القرار في الكويت!
ولكي لا ننسى، قبيل الغزو العراقي للكويت فتح باب تأشيرات الزيارة على مصراعيه للعراقيين الراغبين بزيارة الكويت، وكان للسفارة العراقية في الكويت آنذاك دور استخباري كبير في فتح الزيارات لكل من هب ودب من العراقيين، وفجأة امتلأت الكويت بالاشقاء العراقيين، واذا بنا نكتشف بعد 2 اغسطس 1990 انهم طلائع جنود الاحتلال، وللاسف عرفنا هذه الحقيقة المؤلمة بعد فوات الاوان!
وللعلم لا يزال عندنا بقايا من بقاياهم تحت مسميات مختلفة، ولا يزال صالح الفضالة و”الجهاز المركزي” يعالج قضاياهم!
وللعلم الزيارات التي تمت للعراق خلال دورة “كأس الخليج” ليست مقياسا لرغبة الكويتيين بزيارة العراق، فظروف الدورة الرياضية تختلف عنها حاليا، فليس لدى كل كويتي رغبة بزيارة العراق الشقيق، ولا نتمنى ان تكون المعاملة بالمثل نهائيا!
نحن ننتظر من خارجيتنا ان تنجح بكسب جولة الاعفاء من تأشيرة “شنغن” او زيارة الدول الاوروبية، او تعفينا من تأشيرة دخول بريطانيا العظمى، واذا بها تبشرنا بالغاء التأشيرة عن زيارة العراق، ويطالبون بالمعاملة بالمثل.
ولعلم الجميع، هنا او هناك، ان هذا المطلب مرفوض شعبيا رفضا لا يقبل المناقشة، أو الاخذ والرد، وهذا ما يجب ان يعرفه الاشقاء في العراق الشقيق.
نحن حريصون جدا على تحسين علاقات حسن الجوار بيننا وبينهم باسم العروبة والاخاء والتعاون، والمصير المشترك، وبلاد العرب اوطاني، وكل العرب اخواني، وكل تلك الشعارت التي تبخرت يوم 8/‏2 مع دخول اول جندي عراقي ارض الكويت، ولا اتصور ان هناك مؤمنا يلدغ من جحر مرتين… زين.

You might also like