الموسيقى تحسِّن المزاج وتنشِّط الدماغ

0 880

ترجمة – أحمد عبد العزيز:
هل تعرف شخصا يستمع إلى نوع واحد فقط من الموسيقى، ويزدري بشكل كبير أي موسيقى لا تندرج تحت فئته المفضلة ؟قل له إن الباحثين يشيرون إلى أن ذلك قد يكون ضارا به أكثر مما ينفعه.

تأثير الموسيقى على الدماغ
توصلت دراسة أجرتها جامعة ميسوري العام 2013الى أن المشاركين كانوا قادرين على تحسين مزاجهم ببساطة من خلال الاستماع إلى الموسيقى. لكن هذا كان ناجحًا فقط عندما قصد الشخص أن يشعر بالسعادة. شملت الدراسة 167 طالبًا جامعيًا تم تقسيمهم إلى مجموعة سلبية استمعت إلى موسيقى متفائلة من دون أي نية لتحسين مزاجهم ، ومجموعة أخرى أرادت أن تشعر بالتحسن.
استمع المشاركون إلى الموسيقى كل يوم لمدة أسبوعين، وسجلت المجموعة التي كان لديها النية لتحسين مزاجها مشاعر أعلى من السعادة والرضا مقارنة بالمجموعة الأخرى.

إذن ماذا يخبرنا هذا البحث عن الموسيقى؟
الجميع يعرف أن الإيقاعات الممتعة يمكن أن تجعلك تشعر بالرضا ، بنفس الطريقة التي تستطيع بها موسيقى التأمل من تعزيز المشاعر الإيجابية ، ولكن ربما تكون أهم نقطة هنا أن نيتك الخاصة لتشعر بشيء هي التي تحدد كيف تؤثر الموسيقى على عواطفك.
على سبيل المثال ، لو أن شخصا ما يشعر بالحزن والاكتئاب بسبب الانفصال العاطفي ، هل سيساعده أن يضبط مؤشر الراديو على موقع مثلwww.radioart.com ويستمع إلى موسيقى EDM المتفائلة طوال الليل؟ ووفقًا لدراسة سابقة ، استمع المشاركون فيها إلى الموسيقى الممتعة أثناء حالات الحزن أو الانزعاج ، فكان لذلك تأثير عكسي.
نستمع إلى موسيقى البلوز أو البطيئة عندما نكون في حالة حزن لأننا نشعر ببعض التعاطف الفكري، فهذا النوع من الموسيقى يعكس مزاجنا في نهاية المطاف ، ويساعد هذا النوع من العلاج على تهدئة عواطفنا ، وقد يكون لذلك تأثير
إيجابي.
وبناءً على هذه الدراسات ، فإن الذين يريدون أن يشعروا بالرضا وليسوا في حالة عاطفية سيئة ، يمكنهم الاستفادة بشكل كبير من الاستماع إلى الموسيقى الراقصة أو بعض أنواع الموسيقى الأخرى ذات الطاقة الحيوية العالية.
يجب على من يشعرون بالأسى أن يستمعوا إلى الموسيقى التي تعكس مشاعرهم الخاصة ، إلى أن يصبحوا مستعدين للانتقال والتحول إلى شيء أخف.

خطأ الاستماع إلى نوع واحد من الموسيقى
لكل نوع من الموسيقى جاذبيته الخاصة به ، لكن لكي نستفيد من الموسيقى ، يجب علينا المزج بين أنواعها المختلفة من حين لآخر، لتحسين صحتنا النفسية والبدنية.
خير مثال على ذلك موسيقى الجاز، فعندما نستمع إلى موسيقى الإيقاع البطيئة بعد يوم طويل مرهق، فإن ذلك يسمح لموجات الدماغ لدينا بالتزامن مع الإيقاعات، ما يخفف الوطأة على مزاجنا بشكل فعال. وبالمثل ، فإن الإصغاء إلى أصوات الطبيعة ، مثل خرير المياه أو صوت زخات المطر يمكن أن يكون له نفس الأثر.
وجدت إحدى الدراسات التي أجريت في المملكة المتحدة أن الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية أثناء القيادة يقلل من الاستهتار ويحسن الانتباه واليقظة. أما المراهقون الذين اختاروا الاستماع للموسيقى العنيفة أثناء القيادة فكانت قيادتهم عنيفة ، وكانوا أكثر شرودا، وارتكبوا المزيد من الأخطاء على الطريق .

الموسيقى القوية تحسن من الإحساس بالذات:
أجرى باحثون من جامعة هومبولت في أركاتا بكاليفورنيا استبيانًا ضم 377 مشاركًا ، تم تحديد معظمهم كمشجعين للموسيقى القوية وللفرق ومجموعات الموسيقيين من ثمانينات القرن العشرين. وكان الهدف رؤية كيف تحول هؤلاء المستمعين في وقت لاحق من حياتهم، واتضح أنهم حققوا أداءً جيدًا. وأظهروا تطورًا أقوى لهويتهم بشكل مستقل وكانوا أكثر مشاركة في بناء المجتمع.
وكان هؤلاء المعجبين بهذه الموسيقى أكثر سعادة من أقرانهم ، وكانوا أقل عرضة للندم.

موسيقى البوب تعزز القدرة على التحمل
إذا كنت تمارس الرياضة بانتظام ، فأنت تعرف كيف يمكن لموسيقى البوب أن تعزز التمرينات البدنية. فهذا النوع من الموسيقى يشغل انتباهك أثناء التمرين ، ما يسمح لك بالانتقال إلى أبعد مما تستطيع عادة. وتحقق معدلات أعلى في التمرينات الإيروبيك، وهناك العشرات من أعمال موسيقى البوب التي تناسب كل الفئات العمرية .
على نفس المنوال لوحظ أن موسيقى الراب تخفف أعراض الاكتئاب.
عندما تشعر بالإحباط قد يساعدك الاستماع إلى أغنية من أغنيات الراب تحكي قصة شخص جاء من المجهول وتجاوز العقبات الرئيسة التي واجهته وجرب النجاح الحقيقي والسعادة. قد تكون هذه الروايات المتفائلة التي تتضمنها موسيقى الراب أسلوبا جيدا يثير لدينا صورًا مرئية إيجابية تساعدنا على تخيل ما نرغب في الوصول إليه، ما يسهل التقدم والنجاح الشخصي على المدى الطويل.

You might also like