الهوس .. بوابة الجنون والتفكير في الانتحار يصيب العباقرة ويعالج بتمرير شحنات كهربائية بالدماغ
القاهرة – أحمد شحاتة:
“الخلل العقلي، الاكتئاب، فقدان الشهية، العزلة، الضجر الدائم، العدوانية، فرط الثقة بالنفس، التفكير في الانتحار، الإحساس بالذنب، العصبية المستمرة”، من أبرز مضاعفات الهوس، إذ يعد أحد أخطر الامراض النفسية التي تهدد حياة المصابين به.
حول “الهوس”، أشكاله، أنواعه، أسبابه، أعراضه، مضاعفاته، وطرق علاجه المختلفة، أكد أستاذ علم النفس الإكلينيكي والتحليل النفسي، في كلية الآداب، جامعة بنها د.عادل الخضر في حديث لـ”السياسة” أن الهوس اضطراب نفسي ومزاجي وله أنواع ثلاثة، أخطرها النوع الثالث الذي يصعب علاجه وربما يستمر مع المصاب به حتى الممات، لافتا إلى أن مضاعفاته خطيرة جدا تصل إلى الاكتئاب أوالجنون والخلل العقلي، فيما البعض لديه هوس الابتكار، وفيما يلي التفاصيل:
* الوراثة وضغوط الحياة وإدمان المخدرات أهم أسبابه
* الهوس البسيط يعالج خلال أسبوع والمتوسط يستمر شهوراً والوراثي مزمن
* المصاب مغرور وتبدر منه تلميحات غير أخلاقية في الحوار ويعارض بلا مبرر
ما الهوس؟
اضطراب نفسي، وحالة مزاجية تتسم بالنشاط، يصاحبها ردات فعل مضطربة ممزوجة بأفكار مشتتة،ويعد مظهرا من مظاهر الاضطراب ثنائي القطب أو الهوس الاكتئابي،يحدث مرة أو عدة مرات، ويصاحبه ارتفاع في مستوى الطاقة، فرط حركة ونوم طويل وقلق.
هل له علاج؟
علاجه سهل إذا كان خ”فيفا، عبر برنامج أو خطة علاجية هدفها تهدئة النفس والأعصاب، إيجاد ترابط أسري ومجتمعي، قد يطول علاجه لأشهر في حالة الاضطراب الزائد.
ما الفرق بين تلك الحالة والجنون؟
الهوس قد يكون صفة حميدة – في أوقات نادرة – فالعباقرة مثلاً يتسمون بصفة من صفات الهوس، منها “هوس الابتكار أو هوس الإنتاجية”، هذا محفز ودافع رغم خطورة الاندفاع الذي يميز الهوس، بينما الجنون يعتبر غياب للعقل والإدراك، والاندفاع، لذا يعد مرضا خطيرا، له مضاعفات، وأعراض، وأسباب مختلفة.
ما أنواعه؟
البسيط، عارض يستمر لأيام أو ساعات، يصاحبه ثرثرة، كثرة كلام، إحساس بالقوة، ويكون أكثر تأثرًا بالقرارات اللحظية، مثل ترقية، زيادة راتب، ميراث، التعرض لمثيرات جنسية.
ماذا عن النوع الثاني؟
المتوسط، حالة تجمع ما بين الاكتئاب والهوس اذ يكون المرء دائم الطاقة،والحيوية، والنشاط، لكنه في أوقات كثيرة يكون قلقا، ومتوترا، ومحبطا، يتبع ذلك غضب وعدوانية، كثير النوم، قد يستمر شهورا أو سنوات.
وماذ أيضا عن النوع الثالث؟
مزمن، يتميز المصاب به بنشاط حركي ومزاجي متقلب بشكل مستمر، يصاحبه اضطراب، علاجه صعب لأنه يلازم المرء منذ الصغر قد يستمر حتى وفاته، يعد من أصعب الأنواع وأكثرها خطورة.
ما أشكاله؟
اضطراب مرتفع، يسمى”الهوس أو الهوس البسيط” بكل أنواعه الثلاثة، أو اضطراب مزاجي منخفض مع قلق، يطلق عليه اسم “الاكتئاب”، فيكون هوس إدمان المخدرات، الجنس، الكحوليات، المال، الشراء، السرقة، وغيرها.
ما أسبابه؟
قد يكون وراثيا، أو بسبب مشاكل العمل، وضغوطات الحياة، ومشاكل نفسية وأسرية، وهرمونية، وإدمان المخدرات، شرب الكحوليات، وتقلبات، وفشل مستمر، والتعرض للإهمال، والنشاط المفرط في العمليات الحيوية الداخلية، والصدمات العاطفية، وموت الأقارب، والإحباط، وإصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى بالمرض، والسلوكيات المجتمعية المنحرفة، وضعف الإرشاد المجتمعي، ومشاكل صحية بالغدة الدرقية والغدد الصماء.
أي الفئات أكثر اصابة به؟
رجال الأعمال، فاقدو الثقة في النفس، كبار السن، وأصحاب الأعمال المتشعبة الذين يقضون ساعات طويلة في العمل، والأميون، والعاطلون.
السلوكيات المضطربة
ما أعراضه؟
كثيرة ومتعددة، منها، الثرثرة، والتشتت، والإحساس الدائم بالطاقة، واضطربات اتخاذ القرار، وتقلب المزاج، والتوقعات الخطأ، والسلوكيات المضطربة، والعدوانية الدائمة، وانفصام الشخصية، وتسارع الأفكار، وتجاهل المهام الأساسية، وقلة الحاجة للنوم، والإفراط الحركي دون الحاجة، والإنفاق المادي في أوجه صرف لا حاجة لها، والنوم المضطرب، والشعورة بالنشوة، والتسرع، والإرهاق الدائم، وفرط الرغبة في شراء الأشياء دون الحاجة اليها، وفرط الرغبة الجنسية، والتدخين، وشرب المسكرات والكحوليات، واضطرابات في الشهية، والعيش في أوهام، ومشاكل هرمونية حيضية للنساء، والتبول اللاإرادي، واقامة علاقات اجتماعية متشعبة دون هدف، والغرور، واللامبالاة، والفقر، والبطالة، وسطحية التفكير، والتهكم على الناس، والتلميحات غير الأخلاقية خلال الحوار، ومعارضة الآخرين دون مبرر.
ما مضاعفاته؟
خطيرة جدا قد تصل للجنون والخلل العقلي، والإصابة بالاكتئاب، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على النوم، العزلة، وعدم تقبل الآخرين، والضجر الدائم، والأرق الملازم للجسم، اوالعدوانية، وفرط الثقة بالنفس، وفرحة كبيرة مضطربة، والتفكير في الانتحار، والإحساس بالذنب، والعصبية المستمرة، والتسمم، والإفلاس، وإصابة النفس بجروح.
كيف يتم العلاج؟
البرنامج العلاجي ليس ثابتا في كل الحالات، فكل حالة لها أسبابها، أعراضها، طريقة العلاج الخاصة بها، توجد حالات تشفى بالجلسات النفسية، أخرى تتحسن بالأدوية، يوجد حالات تتجاوب مع علاجات الضوء، أو الصوت، أو اللون، أو الكهرباء، عبر مرور شحنات كهربائية بالدماغ لتنظم إيقاع خلايا المخ لإحداث توازن هرموني بين أغشية الخلايا الدماغية وتقليل حدة الهوس.
ما أهمية الأدوية المعملية؟
بالطبع تلعب دورا كبيرا في العلاج مثل مضادات الاكتئاب ومهدئات الأعصاب، إلا أنها تسبب أعراضا جانبية، مثل، مشاكل المعدة والحلق، والحساسية، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية أو عقاقير للشفاء دون ضرر.
ماذا عن العلاج النفسي؟
يوجد أكثر من طريقة للعلاج النفسي، بالتشخيص والعلاج بالجلسات النفسية المفردة أو الجماعية، اذ تطرح المشاكل والأزمات لإيجاد سبل لحلها مع توجيه النصائح.
ما أهم تلك النصائح؟
حل أسباب المشكلة، تجنيب المريض المشاكل الاجتماعية والأسرية، تعديل السلوك للأصلح، زيادة الإحساس بتأنيب الضمير، المشاركة في الأنشطة الرياضية، تبني هوايات هادفة، الراحة التامة، السيطرة على المزاج، إيجاد بيئة جديدة يتجاوب معها إيجابًا.
العلاج بالأعشاب
ما الأطعمة التى تساعد في علاج المرض؟
علاج الهوس بالأعشاب ضعيف، اذ ان تأثيرها على الجهاز العصبي يساعد في تقليل الاضطربات والتوترات العصبية، من هذه الأعشاب،الزعفران، البابونج، الجنسغ، اللافندر، النعناع، الكافور، الكركم، القرفة، الصنوبر، الورد، والياسمين”.
ما المدة اللازمة للتعافي؟
تعتمد المدة حسب طبيعته ودرجته، فالهوس البسيط قد يعالج خلال أسبوعً، بينما المتوسط قد يستمر شهورا، أما المزمن المتعدد فقد يستمر علاجه سنوات،لأنه يكون وراثيا، بالتالى فطرق علاجه تكون بالحد من تفاقمه وليس التخلص منه.
ما دور الجهاز العصبي في تهدئة وتحفيز المرض؟
إنه أساس شدة أو ضعف المرض، لأنه المسؤول الأول عن توازن نشاطه، فقد يكون محمودًا في حالات نادرة، مثل، هوس الاختراع، لكن أغلبه يكون مذموما وخللا فى الجهاز العصبي، لذلك يجب الحرص على سلامة الجهاز العصبي من الوهن، والهيستريا، والتهيج، والتشنجات اللاإرادية العصبية وغيرها.
هل يمكن علاجه بالقرآن الكريم؟
بكل تأكيد، فالعظة أهم وسائل قتل النفس الأمارة بالسوء، كما أن التعريف بالحلال والحرام، والأمر بالمعروف، والتعامل بالحسنى، والتريث والتفكير قبل القرار، والمشاركة المجتمعية، وعمل الخير، كلها صفات حميدة أمر بها الدين الإسلامي، من شأنها إصلاح النفس، والعقل،القلب، بالتالي تجنب الإصابة بالمرض والشفاء منه.
كيف نقي أنفسنا منه؟
التحلي بالصبر والوعي، التثقيف النفسي، وتكوين علاقات جديدة، وتحديد الأهداف الممكن تحقيقها وجدولة ذلك زمنيًا، وعدم استباق الأحداث، واتباع نظام روتيني هادف يعتمد على توزيع الوقت على “العمل، الأسرة، وممارسة الرياضة، والهواية”، وتوفير البدائل دائمًا لكل الأهداف والمخططات، والفشل هو نقطة الانطلاق للنجاح، والنجاح السريع نقمة، فخطوات النجاح المتأنية هي درجات الحفاظ على مرتبة النجاح في القمة، العمل للتغلب على الحالة المزاجية المضطربة، وعمل تمارين اليوغا والاسترخاء والتدليك.
ما نصائحك الأخيرة؟
يجب على العائلة إبعاد المريض عن مختلف الضغوطات، ومشاركته أطراف الحديث، ونصحه تدريجيًا،ويفضل أن يكون من شخص يحتذى به في الاستقامة حتى يستمع له المريض، كما يجب مساعدته في العودة للعمل، والانخراط في الأنشطة المختلفة، واحتوائه،وعدم الصراخ في وجهه، وخلق جو أسري هادئ خالي من المشاحنات والأوامر، ومتابعته دوريًا على مدار اليوم وخلال العمل عبر الاتصال به دائمًا.
هل للمجتمع دور فى العلاج؟
نعم عليه عاتق توفير العلاج، تقليل الضغوطات المجتمعية بتوفير فرص عمل، تقليل نفقات الشراء، توفير السلع، توفير مناخ اجتماعي آدمي للحياة، توفير خدمات صحية وتعليمية شاملة، توفير الأمان، تقليل الفجوة بين طبقات المجتمع، رفع سقف الطموحات وتبني الأفكار وتطويرها.
نصائح للتخلص منه:
– تنمية الثقة بالنفس ونزع الزعزعة، بتأمل الذات وتقدير المواهب التي أعطاه الله سبحانه وتعالى لكل منا، فكل شخص يتمتع بمميزات تميزه عن غيره، يكمن السر هنا عن طريق التركيز على الصفات الشخصية الإيجابية، والنظر بصورة جديدة للصفات السلبية ومحاولة القضاء عليها.
– مخالطة أشخاص إيجابيين وخلق بيئة إيجابية تساعد على بدأ التفكير الإيجابي.
– التوازن النفسي والعاطفي أمر ضروري، يمكن الحصول عليه بالاسترخاء والراحة.
– راقب أفكارك فأنت بذلك تراقب أسلوب حياتك، حاول أن تقصي كل فكر سلبي، واترك مجالا واسعا لأفكارك الإيجابية.
– إياك والانطواء الذاتي والعزلة فهى بيئة خصبة للتشاؤم.
– ميز بين الحقيقة والخيال، لا توهم نفسك بنتائج صحيحة في حين أنها لم تكتمل بعد.
– سيطر على غضبك ولا تنفعل، حتى لا تتخذ قرارات متسرعة تتسبب لك بالندم وتقييد أفكارك.
– اعتمد على إرادتك القوية، فالفرق بين الإنسان الناجح والإنسان الفاشل يتمثل في الفرق بالإرادة، فمن ملك الإرادة القوية والطموح العالي ملك القوة ومن فقدها استسلم وقال لا أستطيع.
– كن مستعدا للحظ السيئ في أي وقت، لتكون فكرك الناضج عن مواقف الحياة المختلفة.
– اقض على الفيروسات التي تهاجم عقلك، فكلمات مثل، لا أستطيع، ليس الآن، لقد فات الآوان، مستحيل، من شأنها أن تضيع عليك الفرص، إن لم تسارع بالقضاء عليها والتخلص منها.
– بحر الأحلام واسع، فلا تبخل على نفسك واسبح في بحر الأحلام، اجعل طموحك على قدر أحلامك، افتح المجال لحلمك لكي يجدد حماسك ويشعله للعمل.
– اجعل من الماضي درسا تتعلم منه، لا تقف طويلا للبكاء على الأطلال.
– الضغط على منطقة الحاجبين لمدة دقيقتين، اذ تشير الدراسات العلمية إلى أن الضغط على هذه المنطقة بالذات يوفر الراحة للدماغ، ويخفف أوجاع الرأس، ويزيد شعور الإنسان بالراحة والاستقرار النفسي.
– إضافة القليل من عصير الليمون إلى مياه الشرب، لأنه يساهم وبشكل كبير في تنظيف الجسم من السموم، وتوفير جرعة من الفيتامينات المفيدة للجسم في أقل من دقيقتين، ويحسن من الحالة المزاجية،يقي من الهوس والقلق.
– كتابة الأمور التي تزعج الشخص على ورقة؛ مما يساعد فى إزالة التوتر وتخفيف حدته بشكل كبير.
– الحفاظ على الابتسامة على الوجه.
– إضافة الخضار إلى الفطور، لتزويد الجسم الفيتامينات الضرورية له، ومنح الجسم الطاقة والحيوية.
– القفز ولو لمدة دقيقتين فقط في اليوم فمن شأن هذه الخطوة زيادة كمية الطاقة الايجابية وطرد السلبية في الجسم.
– أخذ نفس عميق لمدة دقيقتين؛ إذ تساهم هذه الخطوة في تحسين عمل الدورة الدموية، زيادة الشعور بالراحة خلال اليوم.
– تدليك الرقبة، لتخفيف أوجاع الرأس بشكل كبير مما يحسن النفسية.
– تناول الشوكولاتة الداكنة، لتساهم في حماية القلب من الأمراض، بالتالي تحسين الصحة النفسية.
– الوقوف أو السير لمدة دقيقتين خلال العمل،تجنب الجلوس لفترة طويلة دون حراك.
– مشاهدة الصور الجميلة والمفعمة بالطاقة والحيوية.
– المشي، لانه يفرغ الطاقة السلبية من الجسم، يستبدلها بطاقة أخرى إيجابية، خاصة عندما يكون في أماكن طبيعية ساحرة.
– مشاهدة مسلسل كوميدي أو فيلم هادف يوصل العظة والحكمة.
– التعرض للشمس لمدة خمس عشرة دقيقة، مع اختيار الوقت المناسب، وتجنب الجلوس في وقت الذروة التي تسبب الضرر لجسم الإنسان.
– قضاء الأوقات الجميلة مع الأهل، الأصدقاء،والزوج.
– قراءة كتاب ما أو رواية مفضلة.
– القيام بالأعمال الصالحة، اذ يجد الكثير من الناس أن مساعدة الآخرين تجلب مشاعر السعادة، وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يمارسون الأعمال التطوعية يشعرون بمستويات أعلى من الصحة والسعادة.
– ممارسة التأمل، ليساعد على إدارة التوتر والإجهاد، وزيادة السعادة.
– الانشغال بأشياء مفيدة يساعد على مواصلة العمل، والتخلص من الروتين اليومي، يمد الشخص بمشاعر السعادة والرضا بعد الإنجاز.
– الاستمتاع باللحظة الراهنة، إذ ينبغي على الإنسان التركيز على اللحظة التي يحياها والاستمتاع بها، ليساعد على الشعور بالهدوء، ويعيد للمرء التوازن العاطفي.
– التنفس ببطء مما يؤثر في عمل الجهاز العصبي والدماغ، يساعد على الهدوء والراحة، يقلل التوتر ويحسن المزاج.