اليوم العالمي للصحافة

0 363

د. خالد الشرقاوي السموني

باتت الصحافة في عصرنا الحاضر في صلب الحياة اليومية، وهي بأشكالها وتقنياتها الحديثة والمتطورة تعد من وسائل التخاطب والحوار والتبادل والاتصال الثقافي بين الأمم والشعوب، ونشر المعرفة القادرة على التأثير في أنماط السلوك الفردي والجماعي، وأيضاً شرط من شروط التنمية وتكوين الرأي العام، وأساسا للممارسة الديمقراطية، فضلا عن كونها وسيلة مهمة لمراقبة أداء السلطات الأخرى الثلاث وتقييمها.
لا يخفى أن الصحافة،الورقية والالكترونية، تساهم في ترسيخ ثقافة المجتمع وفتح الآفاق لتحصين الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان والارتقاء به لأن الاعلام بشكل عام يعد مدخلا فسيحا لتعزيز احترام حقوق الإنسان ويشكل جـوهر هذه الحقوق، ويؤثر بشكل كبير فى بناء الوعي المجتمعي.
الدور الكبير للصحافة تعاظم في ظل التقدم التقني الواسع الذى حققته صـناعة الإعـلام وكـذلك التقدم الذى أحرزه الإعلام في نشر المعرفة والوعي وتواصل الـشعوب وتقاربها، ونقل الآراء والأخبار عبر تقنيات الاتصال الحديثة والمتطورة واتساع فضاء شبكات التواصل الاجتماعي.
ينبغي التأكيد في هذا الصدد على أن هناك ترابطا عضويا بين الصحافة وحقوق الإنسان، فبغير حرية الرأي والتعبير، لا تتحقق صحافة مستقلة وقوية ومؤثرة، كذلك، فإنه من دون تبني الصحافة مهمة نشر قيم حقوق الإنسان، تظل حقوق الإنسان مجرد حبر على ورق، وقد تعزز هذا الترابط عبر التطورات المتسارعة في تقنيات الاتصال، بظهور الإعلام الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقع على عاتق الصحافة دور أساسي فـي إشـاعة المعرفة والثقافة الحقوقية اللازمة لتأسيس وعي سياسي ديمقراطي والتي تمكن المواطن من الدفاع عن حقوقه وتحديد خياراتـه السياسية.
والصحافة لها وظيفة أساسية في نشر ثقافة الحرية والعدالة والمساواة والاحترام المتبادل والتفاهم، واستقصاء الحقائق في أي بلد من خلال التغطية الإخبارية والتحقيقات الصحافية.
وينبغي التأكيد على أن ضمان حرية التعبير وحرية الصحافة، كما هما مكرستان في الدستور، يقتضي أن تتوافر لدى الصحافيين أكبر التسهيلات الممكنة للحصول على المعلومة كحق أساسي وضروري للتمتع بباقي الحقوق، لأن الصحافة لن تستطيع أن تؤدي وظيفتها إلا إذا توافر لها مناخ الحرية والاستقلال، تلك الحرية التي نص عليها الدستور، كما أشرنا إلى ذلك، وكذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته التاسعة عـشرة :”حرية الرأي والتعبير ويـشمل ذلك حرية اعتناق الآراء واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها”.
وكما هومعلوم يحتفي العالم يوم 3 مايومن كل عام باليوم العالمي للصحافة، وهي مناسبة أن نفتخر بما بلغته الصحافة من مستويات مهنية متقدمة وتطورات ملحوظة في أداء رسالتها ومشاركتها الفاعلة في ترسيخ الديمقراطية ودولة الحق والقانون، في إطار من التعددية والانفتاح الثقافي والفكري، مما يقتضي احترام حرية الصحافة وحقوق الصحافيين في حرية التعبير والنشر والطباعة والحصول على المعلومة وتداولها في بيئة إعلامية حرة ومستقلة، وتوفير لهم الظروف المادية والمعنوية للإبداع والعطاء. وحتى يتسنى للصحافة أن تؤدي دورها كسلطة رابعة، تساهم في البناء الديمقراطي للمجتمع، لابد أن تكون مقرونة بأخلاقيات المهنة في نشر الأخبار بتجرد ونزاهة حماية لحقوق الأفراد والمجتمع، لأن الصحافة، بما لها من منزلة رفيعة كونها سلطة رابعة بجانب السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، فإن هذه المسؤولية الجسيمة تفرض على الصحافي الصدق والأمانة والمسؤولية.

كاتب ومفكر مغربي

You might also like