الْمَاضِي أَفْضَلْ مُعَلِّم حوارات

0 275

د. خالد عايد الجنفاوي

بالنسبة للإنسان العاقل، ولا سيما المرء الحكيم، لا تنتهي أو تتوقف عملية التعلّم من الماضي، وذلك بسبب تنوع التجارب الإنسانية، واختلافها بين وقت وآخر، والسؤال الذي يطرح نفسه في سياق هذا الموضوع المهم هو التالي: كيف يتعلّم الانسان من الماضي بشكل يتناسـب مـع الطبيـعة الاستثنـائيـة للتجـارب المتنـوعــة واللامحدودة؟
أعتقد أنّ بعض المبادئ وطرق التفكير التالية ربما تضمن تحقق التعلّم من الماضي، مناسب ومفيد للصحة الفكرية والنفسية، عَلَى الْمَدَى الْبَعِيد:
-لا يمكن تغيير ما حدث في الماضي، ولكن هناك دائماً فرص متعددة لعدم تكرار الأخطاء في المستقبل.
-بالنسبة للعقلاء، ولا سيما أصحاب البصائر النيّرة، أخطاء وكوارث ونكبات الماضي تتسبب بها، أحياناً كثيرة، طرق التفكير الضيقة، والرفض الغبي لضرورة التغيير الحتمي، والانغماس في الشهوات، والانغلاق الفكري النرجسي، ورفض نصائح العقلاء والحكماء، والتفكير المتخاذل والانهزامي.
-للتعلّم من الماضي، لا بد للمرء العاقل من الالتزام بمبادئ أخلاقية عادلة، فما هو حقٌّ غالب لا محالة، ولو طال الزمن.
-الماضي فصل دراسي مفتوح طوال الوقت سيُسمح بالاطلاع عليه والتعلّم فيه لكل من يشاء وقتما يشاء.
-بعض دروس الماضي: الضّعِيفْ سيَشْرَبْ المَاء المَالِح، وسيَتَسَلَّطْ عَلَيْهْ الذَّرْ، ما لم يدافع عن نفسه.
-لتسريع عملية التعلّم من الماضي، يتوجب على العقلاء العمل السريع لترسيخ دروسه وتجاربه في عقولهم الباطنة، قبل فوات الأوان.
– يكون الماضي أفضل مُعلّم بالنسبة للذين لا يخافون في أَيّ وَقت من تغيير قناعاتهم الثابتة، إلى ما هو أفضل منها.
-استمع وأنصت جيداً لما يقوله الناس عن الذين غادروا الحياة الدنيا، وتعرف مباشرة ما يجب عليك تجنبه أو الالتزام به.
-يجب أن يكون الماضي حاضراً في حياتك طوال الوقت، إمّا لإسعادك، أو لتحذيرك من عدم تكرار أخطائه.
-من لا يتعلّم من ماضيه لن يرحمه مستقبله.
– يوازن العاقل بين التَّوق إلى الماضي، وبين الشعور بالحسرة أو الندم تجاهه عن طريق العمل على تكرار إيجابياته، وتفادي سلبياته.
-عدو آبائك وأجدادك وأجداد أجدادك، لن يكون إطلاقاً صديقك مهما تخيّلت وانغمست في أحلامك الوردية.
-احرص على ألاّ تكون ماضياً منسياً.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi

You might also like