بعد أن هدأت العاصفة… قيادة المرأة

0 345

خولة الشيحي

بعد أن هدأت عاصفة قيادة المرأة، هل انطبقت السماوات على الأرض، أوهل اختلت الموازين، أو أشرقت الشمس من مغربها ؟
هل انمسخ الرجال في بلدي، وسيطرت النساء على المجتمع،وتبعثرت عاداتنا، وتلوثت معتقداتنا، واهتزت ثوابتنا، و تأثر عدد الصلوات في يومنا، هل… هل…هل؟
تساؤلات كثيرة دارت في خلدي بعد أن مر الأمر بكل بساطة.
فهل حقًا كان الأمر بحاجة لكل تلك الضجة، أو كان يحتاج إلى ثلاثين عامًا ليتم البت فيه؟
في أول يوم لتطبيق القرار خرجت لقضاء بعض الحاجيات، شاهدت عند الاشارة سيدة تقود سيارتها بكل بساطة وهدوء، منظر اعتدته كثيرًا خارج بلدي، ولم يثر استغرابي أو دهشتي في يوم من الأيام، لكنني كنت دومًا أتساءل: لماذا نحن فقط في بلدي لا نفعل ذلك، ما الخطأ في أن نقود سيارات؟
تأملت مليًا منظرالسيدة الى جانبي بحثًا عن أسباب تبرر ذلك المنع الذي استمر لعقود، بحثت كثيرًا عما جعل قيادة المرأة في حكم التحريم تقريبًا في مجتمعنا، ولمَّا أعياني البحث،ولم أجد أسباباً منطقية تجعل قيادة المرأة السعودية من المستحيلات، إن لم تكن من المحرمات، توقفت عن التفكير فقد انتهى الأمر بفضل الله.
نظرت بحبور الى هاتفي حيث وضعت صورة ولي العهد خلفية لشاشته، وابتسمت بامتنان لرجل التغيير والتجديد، الذي أخذ على عاتقه إغلاق ملف سخيف طال النقاش فيه بلا جدوى.
من مكاني هذا وعبر قلمي أقف باحترام لعقلية ولي عهدنا الشاب الامير محمد بن سلمان، الذي أثبت للعالم اننا شعب متحضر و طموح… شعب واثق بنفسه وقدراته، وأوجِّه له تحية شكر وعرفان كونه الرجل الذي تولى إنهاء حقبة مخجلة أمام شعوب العالم المتحضر.
يبقى الدور على رجال وشباب وطني الأعزاء كي يكملوا الحلقة، ويضعوا أيديهم بيد رجل المرحلة للمضي بمجتمعنا نحو المستقبل الواعد، وأن لا يكونوا حجر عثرة في طريق النهضة، وأن يكفوا عن الاستهزاء بأختهم المرأة السعودية وبقدراتها في جميع المجالات، و يثبتوا للعالم انها لاتقل شأنًا عن مثيلاتها في الوطن العربي، وانهم فخورون بها وبإنجازاتها.
رسالةٌ أخرى أوجهها لكل فتاة في وطني ان تكون على قدر من المسؤولية تجاه ذاتها ومجتمعها، وأن تجعل من نفسها صورة مشرفة لوطنها، وتثبت للجميع انها ليست كما تتوقع منها بعض العقليات المريضة التي صورتها وفق أهواء مريضة.
دمتم سالمين ودام وطني شامخًا.
كاتبة سعودية

You might also like