حل المجلس أو لم يحل… ماذا يتغير؟
حسن علي كرم
ان تبطل المحكمة الدستورية بقرار تاريخي ومفاجئ مجلس الامة، او لو اصدرت قراراً يخالف الحل، ففي السياق لا شيء يتغير، فحال البلاد في الحل او لا حل “تيتي… تيتي”.
المواطنون الذين اندفعوا في ذلك الصباح الى مقرات الانتخاب والوقوف طوابير امام صناديق الاقتراع، كانوا يأملون ان يولد مجلس يحقق للوطن والمواطن اماله الكبيرة والمدفونة في صدور كل المواطنين، الذين يحلمون بوطن واعد وجميل، وطن مرسوم في عقولهم.
البرلمان، اي برلمان، وفي اي نظام لا يبني عليه المواطن كل اماله، فالبرلمانات ليست مؤسسات تنفيذية، انما هدفها مراقبة اعمال السلطة التنفيذية التي هي الحكومة، ففي فرنسا على سبيل المثال تجتاح، ولا زالت، شوارع باريس تظاهرات مليونية ضد قرارالحكومة رفع سن التقاعد من 42 الى 44، وهذا القرار كان يمكن ان يمر لو لانت او رضخت حكومة ماكرون لمشهد مليونية التظاهرات، الا انه وضع مصلحة المواطن و اقتصاد فرنسا عن لحظات الترف او الاسترخاء التي يتأملها المواطن الفرنسي عاملاً او موظفاً، في الكويت كل شيء ماشي عكس السير، فالقوانين وضع بعضها لتنفيع فئة محدودة من الناس،وثلاثة ارباع قوانيننا تحتاج الى نسف وتجديد لتصبح في خدمة الشعب ولصالح الوطن.
حل المجلس لا يغير من حقيقة انه بات لسد الفراغ الدستوري، فقلة من المواطنين، وبخاصة المقربين من الاعضاء اول الناس واكثر الناس انتفاعاً، واكثرهم استحواذاً ودفاعاً عن المجلس، لمن تذهب المزارع، لمن تذهب الترقيات، لمن تذهب المناقصات؟
البلاد مرت بتجارب غير دستورية اثناء حل المجلس، قلة من المواطنين استشعروا الفراغ الدستوري، وهم المنتفعون، اما اغلبية الشعب فلم تهز شعرة من رأسها.
نحن بحاجة الى وقفة ومراجعة والنظر الى خلفنا وما حققناه، وما تأخر تحقيقه، أو ما ينبغي تحقيقه، اي دولة ينبغي ان تكون سياستها واضحة ومرسومة على ورق مصقول ناصع البياض.
شوارعنا مكسرة، والفساد لا تشيله بعارين، والمشاريع متأخرة، ولا التزام بالمواعيد، واستهتار في التزام مواعيد الدوامات، فاين المساءلة، اين المراقبة البرلمانية، فالحكومة لا تعمل لانها لم تأت لتعمل، انما جاءت لتكملة الكشخة الدستورية؟
بعد اعلان قرار حل المجلس “طيرت” وسائل التواصل الاجتماعي، استعداد رئيس المجلس السابق لتدشين حضوره، واثبات انه الرئيس الدستوري، وان المطرقة قد خرجت من يد السعدون. هكذا نعيش صراع الانداد، يبحثون عن الوجاهة والنفوذ، لكنهم لا يبحثون عن الانجاز، حيث أخر ما يفكرون به هو الانجاز، فهل نهيل التراب ونبكي على وطن جميل شغلت ابناءه المصالح، وغابت عنهم حقه عليهم؟
صحافي كويتي
hasanalikaram@gmail.com