خلايا دم مُعدّلة لقتل البكتيريا الخطرة علماء حملوها أدوية لا تؤثر على السليمة منها

0 520

لندن – وكالات: توصلت دراسة جديدة إلى أن إخفاء العقاقير داخل خلايا الدم الحمراء يمكن أن يساعد في توجيه المضادات الحيوية القوية لاستهداف البكتيريا، وفقا لما نشره موقع “نيو اطلس”.
تطور البكتيريا بشكل متزايد مقاومة لأفضل المضادات الحيوية المتاحة، ما يضع الأطباء في مأزق وحيرة بين خيارات علاج أقل وأقل، وفي كثير من الحالات، يضطر البعض إلى وصف عقاقير كملاذ أخير، رغم أن بعضها يمكن أن يتسبب في آثار جانبية خطيرة للجسم.
لكن يمكن أن تكون هناك طرق لاستهداف هذه الأدوية بدقة أكبر، اذ قبل بضع سنوات، طور العلماء في جامعة “ماك ماسترز” الكندية ما أطلقوا عليه “خلايا الدم الحمراء البشرية الخارقة”، والتي يرتكز مفهومها أساسا على سحب الأجزاء الداخلية من خلايا الدم الطبيعية وحشوها بالأدوية.
وعندما يتم حقن خلايا الدم الهجينة مرة أخرى في الجسم، فمن المفترض نظريا أن تكون قادرة على حمل حمولة الدواء بأمان، ومن دون أن يهاجمها الجهاز المناعي.
وفي الدراسة الجديدة، عالج الفريق مشكلة متبقية تكمن في كيفية إعادة خلايا الدم الهجينة إلى الهدف المطلوب، دون إتلاف باقي الخلايا، لذا غطى الباحثون الجزء الخارجي من خلايا الدم بجسم مضاد استهدف أنواع البكتيريا التي كانوا يحاولون القضاء عليها، مما يجعلها تتراكم حول البكتيريا وتوصيل حمولتها من الأدوية بدقة أكبر.
اختبر الباحثون نظام توصيل الدواء بمضاد حيوي يسمى “Polymyxin B”، وهو فعال في قتل البكتيريا المقاومة للأدوية الأخرى، لكن هذا يأتي على حساب الخلايا السليمة، مع احتمال حدوث تلف في الكلى ومشكلات عصبية وآثار جانبية خطيرة أخرى، وعلى هـــــذا النحــــو، فهو يعتبر من المضادات الحيوية الملاذ الأخير.
في اختبارات زراعة الخلايا في المختبر،عمل فريق الباحثين على تحميل خلايا الدم بـ”PmB”، واستهدفوا بكتيريا “إيكولاي” المقاومة للأدوية. واكتشفوا أن الخلايا تتمتع بكفاءة تحميل تبلغ نحو 90 في المئة، وكانت فعالة في توصيل الدواء الى البكتيريا بمستويـــات عالية بما يكفي لقتلها.
لاختبار دقة الاستهداف، عرض الباحثون بكتيريا مختلفة مثل “Klebsiella aerogenes” للخلايا الهجينة المغلفة بأجسام مضادة للإشريكية القولونية، وتبين أنها غير كافية للقضاء عليها، ما أثبت فاعلية التقنية الانتقائية.
وكشف الباحثون عن إن هذا النهج له عدد من المزايا، ولا يقتصر الأمر على منع حمولة الدواء من التأثير على الخلايا السليمة، لكن نظرا الى أن خلايا الدم الحمراء لها عمر طويل يبلغ نحو 120 يوما، فإن لديها متسعا من الوقت للوصول إلى المواقع المستهدفة، ويمكن أن تقلل هذه التقنية أيضا من عدد الجرعات المطلوبة وكمية الدواء لكل جرعة.
وكشفت البروفيسورة هانا كريفيتش، الباحثة في مختبر ديناميكيات الغشاء والبروتين بكاليغاري عن “أن العمل المستقبلي سيبحث في إمكانية قدرة التقنية المبتكرة على توصيل الأدوية عبر الحاجز الدموي الدماغي إلى الدماغ للمساعدة في علاج الأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر”.

You might also like