“دفعة لندن”… طلاب خليجيون يحملون أفكارهم إلى عاصمة الضباب صداقات ومفاجآت بين شباب يعيشون تجربة الاغتراب... تأليف هبة مشاري حمادة وإخراج محمد بكير

0 36

يحمل مجموعة من الطلاب الخليجيين، قناعاتهم وأفكارهم وتقاليدهم وأحلامهم، إلى عاصمة الضباب، حيث يلتحقون بكلية الطب مطلع الثمانينيات، ويحتكون هناك بجيران ومعارف من جاليات مختلفة منها الإيرانية، العراقية والهندية، ويختبرون شكلاً آخراً من الحرية ويتعرفون على الأفكار الأوروبية، حيث ملتقى الساسة والشعراء والمفكرين، والفنانين، والتناقضات الدينية، والاجتماعية. لتبدأ حكايات الحب والغيرة، المؤامرات في مسلسل “دفعة لندن” للكاتبة هبة مشاري حمادة والمخرج محمد بكير، والذي يعرض على MBC1 وباقة VIP من شاهد في رمضان.
يضم العمل ليلى عبدالله، لولوة الملا، ميلا الزهراني، صمود المؤمن، رهف محمد، عبدالله الرميان، حمد أشكناني، فهد الصالح، ناصر الدوسري، هاشم نجدي، عبدالسلام محمد، ومشاركة ريام جزائري، روان مهدي، رولا عادل، وسام حنا، فراس سعيد، ذو الفقار خضر، محمد صفر، ناهد السباعي، حمزة العيلي، تاييس فرزان، رها رهباري، رزا ناصيري، أدي شاج وغيرهم. تقول الكاتبة هبة مشاري حمادة: “رغم أن فكرة الدفعات تراكمية، وتشكل عادة تلفزيونية عند المشاهدين، لمن تابعوا دفعتي القاهرة وبيروت، فإن هذه النوعية من الأعمال، تضع الكاتب في أزمة حقيقية”. وتردف إن “لندن يكاد يكون الأضخم لجهة الطرح ومواقع التصوير، وعدد الممثلين والجنسيات المتعددة فيه، ولعله الأكثر نضوجاً أيضاً… هنا لندن في ثمانينات القرن الماضي، وخلافاً للدفعات السابقة، الطلبة ليسوا في السنة الأولى، بل في الثالثة ونركز على الشق العملي للطب وبداية ممارسة المهنة، وهذا غيّر الجغرافيا، كما أن العلاقة بينهم موزعة بين زمالة، عمل، حب وغيرة، وتشهد كذلك خلافات مذهبية وطائفية، وصراع على المبادئ والقناعات”.
وتشير إلى أن “هذه الفترة شهدت غلياناً، في الشرق الأوسط والخليج، وكانت فترة شائكة”. وتختم “نضطر أحياناً لأن نكون صداميين، ودفعة لندن هو بلا شك عمل جدلي، لأن لندن كانت وطن ثان وملجأ للكثير من الجاليات”.
يقول حمد أشكناني، إن “التعاون مع هبة مشاري حمادة بذاته جميل وممتع، لأن نصها جاهز، ويحمل معطيات النجاح، ولكل دور خصوصية تتيح للممثل بأن يتفرد في مساحته”. ويردف أن “أفراد الدفعة الكويتية يأتون كل من بيئته الخاصة، وأجسد دور حيدر، طالب مهاجر يحمل أفكاره ومعتقداته، فهل مثل هذا الشاب لديه القابلية والاستعداد لاكتساب أفكار أوروبية”.
ويثني على التعاون مع المخرج محمد بكير، ويقول إن “لكل شيخ طريقة، وهو قائد يذهلني تحضيره المتعمّق للشخصيات”.
تؤدي ليلى عبدالله، شخصية مضاوي، طالبة الطب في لندن، والدها من أغنياء الكويت، والطالبات يقمن في شقتها”.
تضيف ليلى: “مضاوي وحيدة والديها، لكن علاقتها بوالدتها (آلاء شاكر)، سطحية وتفتقر إلى العاطفة، وتكتشف لاحقاً الحقيقة المرة، وتفهم لماذا تتعامل معها أمها بأسلوب جاف”.
وتردف “بكيتُ عند قراءتي للحلقة الأخيرة، بسبب سرّ تمنيت أن تكتشفه مضاوي”.
تثني على النص العميق لهبة مشاري حمادة، معتبرة أن “ميزة نصها أنها تصور لك كل شيء أمامك، هي شخصية مبدعة ومعنا دائماً على الخط عندما نحتاجها”. وعن التعاون مع المخرج محمد بكير، تقول: “هو الأب الروحي، شعرنا بالانسجام منذ بدأنا، ويهمه أن نفهم الشخصية، وعلى المستوى الشخصي إنسان بكل معنى الكلمة”.
وتقول ميلا الزهراني: “هذه أول تجربة لي في الدفعات، وسعيدة بالعمل مع الكاتبة هبة مشاري حمادة، لأني أحب الاعمال التي تكتبها، وكان عندي الرغبة في المشاركة بعمل كويتي، أما شخصية عسلة فهي سعودية، طموحة تحب الدراسة وتريد أن تكون مختلفة عن بنات جيلها، لذا قررت أن تدرس خارج المملكة، وكان خيارها لندن”.
وتضيف: “خلال الثمانينيات وهي الفترة التي تدور خلالها الأحداث، لم تكن الفتاة قادرة أن تسافر لوحدها، لذا اتفقت مع ابن عمها شبيب على الزواج، وسيحمل هذا الأمر الكثير من المفاجآت والأسرار، بهدف تحقيق حلمها وبناء مستقبلها.. عسلة تعيش في سكن الطالبات، وسنفهم لماذا تركت بيت زوجها”.
ورغم أن هذه التجربة ليست الأولى لها مع مخرج مصري، تصف العمل مع محمد بكير بالمتميز، “لأنه من مخرج ملفت بهدوء طباعه وتعليقاته بإيجابيّة”.
يعرب هاشم نجدي، عن فخره واعتزازه بالعمل مرة جديدة مع MBC، ويثني على التعاون مع هبة مشاري حمادة.
يضيف إن “العمل يتطرق إلى البيئة الاجتماعية والتصادم بين الحضارات والثقافات خلال الثمانينات، للطالب شبيب وابنة عمه عسلة، اللذين خرجا إلى مجتمع أكثر انفتاحاً واختلاطاً، وحينما يقرّر مجموعة من الأقارب والأهل زيارة الزوجين، فيضطرون للسكن معاً، لتبدو الأمور بينهما طبيعية”.
من جهتها، تجسد صمود المؤمن شخصية خديجة، المتدينة والملتزمة”، لافتة إلى أن “خديجة طالبة كويتية تدرس الطب في لندن مع زميلاتها، وتحب الخير للجميع. تحاول أن تسدي النصيحة، وعندما يطرق الحب بابها، تشترط الزواج”.
وعن علاقتها بغانم (عبدالله الرميان)، تقول إن “غنيمة شقيقة غانم شريكتها في سكن الطالبات وصديقتها، وغانم يبدي إعجابه بها، وستحصل بعض الأحداث التي تربطهما وتقرب بينهما، وخطأ طبي يقلب حياتها رأساً على عقب”.
عن ميزة التعاون مع هبة مشاري حمادة، تقول: “هي تخصص خطاً درامياً لكل شخصية، فتخرج بكراكترات مختلفة ومتنوعة”. تقول: “هذه أول دفعة أشارك فيها، وأول مرة مع الكاتبة هبة مشاري حمادة، والمخرج أحمد بكير، ومجموعة MBC، أحب التجارب الأولى، فلها طعماً مختلفاً”.
من جانبه، يوضح عبدالله الرميان أن “هذا أول تعاون مع MBC، والأول أيضاً مع الكاتبة والمخرج”. ويشير إلى أن “القصة تجمع ثقافات وأحداث وعائلات، مصالح ومحبة خلال حقبة الثمانينات، بين طلبة من الكويت ودول أخرى، ولا نبتعد عن السياسة، ممزوجة بالأحداث الاجتماعية والقصص الرومانسية والتحولات في دول عربية وغربية، وتأثيرها على الجاليات الهندية والإيرانية وأكثر من دولة عربية”.
يصف الرميان شخصية غانم، بــ”الإنسان الشعبي سليط اللسان، لكن المحب للجميع وعلاقته قائمة مع جميع الطلبة، وله وقفاته الرجولية معهم”.
من جهته، يشير عبدالسلام محمد، إلى أن “العمل يطرح أكثر من قضية اجتماعية وسياسية، وفكرة جديدة خصوصاً على الدفعات”. ويتحدث عن شخصية طلال التي يقدمها في العمل، فيقول “هو طالب في دفعة لندن يدرس الطب، ولا يرضى بالخطأ، ويدخل في حب من طرف واحد مع إحدى الطالبات في الدفعة.
من جانبه، يشير المخرج محمد بكير أن “الكاتبة قدمت تصوراً فوق الطبيعي، أبهرتني طريقة سردها، إذ لديها أسلوباً سينمائياً في الكتابة، تمزج فيه بين الواقع والخيال، وأنا أنتمي إلى هذه المدرسة”. ويصف “دفعة لندن”، بالعمل الصعب، “حيث يرصد قصة مجموعة طلبة عرب، في لندن يدرسون في كلية الطب”. ويقول: “كل منا اختبر قساوة تجربة الاغتراب والعيش بعيداً عن بلده وأهله وناسه، وقد عشت التجربة شخصياً”.

روان مهدي وناصر الدوسري
You might also like