“ديور” الجديدة تستوحي أزياء الأميرات وسحر “التاروت” عُرضت ضمن أسبوع باريس للخياطة الراقية لربيع وصيف 2021
كتبت – إيناس عوض:
هيمن سحر “التاروت” وطاقاته الخاصة القادرة على قراءة المستقبل على المجموعة الجديدة لدار أزياء كريستيان ديور، التي رفع عنها الستار أخيراً ضمن أسبوع الموضة في باريس للازياء الراقية لربيع وصيف 2021.
تؤكد المديرة الابداعية “لديور” ماريا غراتسيا شيوري أن التأثير العاطفي للعزلة الوبائية التي فرضتها جائحة “كورونا” على العالم، كانت أحد الأسباب الرئيسية التي دفعتها نحو أوراق التاروت لتستشرف الواقع المقبل، وكلها أمل أن يتغير حال البشرية للأفضل، لكنها في الوقت نفسه، عبرت عن اقتناعها الكامل بان عام “كورونا” 2020 غيرنا كثيراً، لكنه على حد قولها لم يفقدها نظرتها المتفائلة وايمانها بغد أفضل.
تروي الأزياء الموقعة بانامل المصممة ماريا غراتسيا شيوري في مجموعة ديور الجديدة قصص النساء في فيلم “تيل اوف تيلز” للمخرج والفنان التشكيلي ماتيو غاروني المقتبس من عمل الكاتب الإيطالي غيامباتيستا باسيلي الذي يحمل العنوان، ويتضمن 50 حكاية نشرت في القرن السابع عشر، ولكن غاروني تناول في فيلمه ثلاث قصصٍ فقط، تركز جميعها على النساء، التي شكلت سماتها الشخصية ملامح أزياء المجموعة التي جنحت بعمق نحو الخيال والأساطير.
قصص النساء في مجموعة ديور الجديدة تتناغم بشكل كبيرمع الشخصيات والرسومات في أوراق التاروت، فكلاهما يلهم الآخر، وينسحب بشكل او بآخر على خامات القطع التي تشبعت برموز تاروتية تعبر عن الكاهنة الكبرى والعدالة والموت وسمات الشجاعة والخوف، والسيوف والحظ في مقاربة خاصة لسيدات القلاع والقصور في قصص غاروني، فالقصة الأولى تدور حول ملكة تسعى جاهدةً لإنجاب طفل، فينصحها مستحضر أرواح، أن يقتل زوجها وحشاً بحرياً وتأكل قلبه.
يموت الملك أثناء صراعه مع الوحش، ولكن الملكة توجه تركيزها إلى ابنها الذي تستعد لفعل أي شيء لحمايته، والقصة الثانية تدور حول أميرة يفوز غول بالزواج منها فتسعى جاهدةً للفرار منه، أما القصة الأخيرة، فتدور حول سيدة تسعى لتكون شابة وجميلة.
ولم تكتف شيوري بترجمة الرموز والاشارات في اوراق التاروت بالخامات والألوان والقصات التي بدت منتظمة ومتناسقة تارة، وعشوائية ومليئة بالانتفاخات والكشاكش تارة أخرى، بل انها استغرقت مطولاً في عالم التاروت وحاولت فك رموز شبكته المعقدة من الغموض والتاريخ وقوى ماوراء الطبيعة، وأثبتت أن الفرنسييين هم من نسبوا القوى الغامضة إلى البطاقات، وأعادوا تسميتها بالتارو، بعد ان كانت اوراقه تستخدم للترفيه والتسلية بشكل عشوائي على سطح سفينة الدوق الايطالي بونفاشيو بيمبو الذي كان مغرماً بالعابه.
وتعزز المجموعة التي تضمنت 32 قطعة متنوعة بين الفساتين المنتفخة والسراويل الطويلة والتنانير والبناطيل المتوسطة الطول والطويلة، مبدا الولاء والانتماء الذي تكنه شيوري لمعلمها كريستيان ديور الذي لطالما عشق اوراق التاروت وحرص على تضمين مفرداتها في أزيائه، بالاضافة الى بعض البدل الأنيقة التي استوحتها شيوري من الطابع الخاص والفريد لكاثرين ديور التي اشتهرت باناقتها في كل الأوقات حتى وهي تمارس هواياتها الأحب في الحفر والزراعة.
وحازت الفساتين من خامات الحرير والشيفون السادة بقصاتها الانسيبابية الطويلة، النمط المميز للاناقة الأنثوية في العصور الوسطى بكل ماتحتويه من غرابة وبساطة واكتفت شيوري بقبعات الرأس المعتدلة الانتفاخ والتيجان الناعمة، والشالات التي تشبه الكيب كاكسسوارات للأزياء، وبدت العارضات كأميرات وملكات من حكايات محملة بالسحر والغموض.