“ديور” يستوحي قصص نساء متميزات عبر التاريخ لمجموعته الجديدة لخريف وشتاء 2021 ـ 2022
كتبت – ايناس عوض:
البساطة والواقعية المقترنة بالالهام المستوحى من القصص والحكايات الخيالية التي تحتل فيها المرأة عبر التاريخ الصدارة، عناوين عريضة عبرت عنها دار “كريستيان ديور ” الفرنسية الشهيرة في مجموعتها الأخيرة التي رفعت عنها الستار أخيراً، وعرضت في قاعة المرايا بقصر “فيرساي”، ضمن أسبوع الموضة الباريسي للملابس الجاهزة لخريف وشتاء 2021 – 2022.
ابتكرت المديرة الابداعية للدار ماريا غراتسيا شيوري ديكوراً خاصاً للعرض تميز بالغرابة والغموض، حيث زينت المنحوتات في القاعة بالأشواك وبلوحات منتقاة من أعمال الفنانة التشكيلية الايطالية سيلفيا غيامبروني، كما أخفت معالم المرايا بتغطيتها بطبقة من الشمع، لتبدو الصور فيها ممهوهة ومشهوة.
أما الظلام فكان سيد الموقف في القاعة ليقدم صورة مغايرة تماماً لتاريخها والتي أنشأها أحد ملوك القرن السابع في فرنسا وزودها بكم كبير من المرايا التي كانت تشعره بذاته كلما نظر اليها، الا أن هذا المضمون اختلف تماماً لدى شيوري التي أرادت ان تبث رسائل عبر أزيائها وأجواء عرضها الخاصة لكل نساء الأرض، مفادها التركيز على الذات لاطلاق المواهب والقدرات، لانها تؤمن أن المرأة التي تنظر الى انعكاسها في المرآة لايمكنها أن تبدع أو تتقدم في عملها.
فازت الفساتين بمجموعة “ديور” الجديدة بنصيب الأسد، رغم قصاتها التي تحاكي في تفاصيلها الطابع الذكوري، كما استكملت باقي قطع المجموعة من البناطيل الفضفاضة والضيقة، والتنانير، والقمصان الرؤية الخاصة لمبدعة المجموعة عن مظهر المرأة العملية، واحتفاظها بأناقتها وجمالها وتلقائيتها رغم بساطة ما ترتديه.
في الوقت ذاته لم تخل المجموعة من القطع المميزة التي تعكس الفخامة والاطلالة المبهرة لنساء القصور وسيدات الطبقة المخملية، ففي المجموعة فستان سهرة يليق بالأميرات، وهو التول بالطبقات المتعدّدة، التي تبدو وكأنّها تتبخّر بشكل ألوان تسحر كل من يراها.
من جهة أخرى، عزز التطريز الانكليزي البارز جمال القمصان البيضاء، وجوارب “بوبي” البيضاء التي أعادت بنقوشها المبهجة إلى الأذهان عالم الطفولة. وبعيداً عن الاستغراق بالغرابة والتمرد في شخصية حواء، ركزت ماريا غراتسيا شيوري على التفاصيل التي تعبر عن الوعي الذاتي بضرورة اقتران أنوثة المرأة وأحاسيسها، بتطور شخصيتها وعطائها ونضجها وقدرتها على التصالح مع ذكريات الماضي بتناغم ساحر.
اكتملت اطلالات التشكيلية بالاكسسوارات العصرية والمبتكرة التي تزينت بها العارضات والتي كان من أبرزها البوتات المسطحة والمتنوعة بقبات عالية وأخرى تصل الى حدود الكاحل بالإضافة إلى حذاء لوفر ذي المظهر الفريد . أمّا رؤوس العارضات فتزيّنت بعضها بقبعات مستوحاة من لباس الطيارين وبعضها الآخر بأوشحة حريرية ناعمة.