على وزير خارجيتنا أن يصلح ما أفسدته الأيام
حسن علي كرم
لم نكتشف حتى يومنا هذا بعد اكثر من عقد على الازمة السورية، وهي ازمة داخلية لا علاقة للكويت بها، بل لعلي ازعم ان الكويتيين بكل اطيافهم وقبلهم الدولة يقدمون امتنانهم لسورية الاسد لوقوفها بكل صلابة وشجاعة مع تحرير الكويت ابان الغزو العراقي الظالم، وحضور جيشها مع الجيوش التي شاركت بحرب التحرير، بل لعل سورية الدولة الوحيدة التي لم تشترط على الكويت تقديم اي فلس مقابل مشاركة جيشها في التحرير.
من هنا أقول ان لسورية فضلا على الكويت، شئنا او ابينا، ولهذا يجب ان نقف مع سورية، لكن نتعجب من حكومتنا التي ما زالت تتشدد بمواقف عجيبة وغير مبررة، ولا منطقية مع سورية، الا اذا كان ذلك وراءه ضغوط، خارجية او داخلية، ولعلنا لا نرى من الداخل غير الزمرة الارهابية المتشددة الذين حملوا السيوف والسكاكين والقنابل وانضموا هناك الى فصائل ارهابية من صنفهم، هذا فضلاً عن الملايين من الدنانير و الدولارات التي انهالت عليهم والتي جمعوها في ليل بهيم، فيما كانت حكومتنا المبجلة نائمة وكأنها لا ترى ولا تسمع، وكل ذلك لا مصلحة للحكومة والشعب براء منهم!
بعد سنوات من الازمة الفاشلة وبعد وقوف انظمة عربية ضد سورية وتجميد عضويتها في الجامعة العربية (المحفل المقدس)، لم يكن حيال كل ذلك الا الرجوع عن الباطل وعودة العلاقات، فمن خسر ليست سورية التي ما زالت تقف على قدميها، ولا يهمها ترهات وصفاقة المراهقين والمتخلفين، ام هؤلاء الذين ادركوا فداحة الخطأ مع سورية، والذين رفعوا عقيرتهم بطرد سورية من “المحفل المقدس” عادوا الى سورية اسفين نادمين، فيما الكويت وحدها لا زالت تحمل راية المقاطعة وكأنها اذا قاطعت مات السوريون من الجوع(؟؟؟)
الزلزال القوي الذي اصاب تركيا اصاب سورية ايضا، وحجم الاضرار والخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها تركيا، تكبدتها سورية، اذ لا يزال هناك تحت الانقاض بشر يئنون، وهناك عراة وجرحى في ظل هذا الطقس البارد يحتاجون المساعدة ومد يد العون. نحن لن نتوقع من حكومتنا ان تقف في هذه الازمة الانسانية مكتوفة الايدي، بل ان تسرع لتقديم دور انساني معهود، ولذلك سمعنا، وشاهدنا الفرق المسعفة تسارع للذهاب الى مواقع الزلزال في كل من تركيا وسورية، وهذا ليس جديداً ولا منة من كويت الخير، حكومة وشعباً.
لكن ان تقدم تبرعات سورية خلف الابواب المغلقة، فهنا نتعجب من حكومتنا، فـ”شنو” بيننا وبين سورية حتى تقدموا مساعداتكم باستحياء وتردد، وما جريمة سورية مع الكويت فهمونا، هل لانها وقفت بكل صلابة ضد احتلال الكويت، ام كالعادة مقولة اخر دولة تطبع مع سورية؟
ماذا بقي فكل دول الخليج اعادت علاقاتها مع سورية، وعلاقاتها حاليا سمن وعسل، والزيارات واللقاءات والصفقات باتت مشاهد معلنة.
سورية ليست عدوة للكويت، ولن تكون، فلا اسباب حتى تعادي سورية الكويت، بل لعل القصور من الكويت، فهل جمود العلاقات سببه داخلي او هو نتيجة ضغوط خارجية، ام ثمة اسباب يجهلها المواطن؟
ان الازمة الحالية هي المحك الذي يثبت شهامة الكويت، رغم انها لا تحتاج الى اثبات، ففي كل ازمة كانت بصماتها الخيرة حاضرة. ان ثبات القرار الكويتي وثبات السياسة الكويتية التاريخية ينبغي الا تنسينا مواقفنا، لا سيما في الازمات الانسانية، وسورية لن تكون بعيدة عن الكويت، ولا الكويت ينبغي ان تنسى موقف سورية التاريخي خلال ازمة الكويت. ان الثوابت تبقى محل الرهان وكفى، ويبقى اخيراً على وزير خارجيتنا الشيخ سالم عبدالله الجابر السياسي المحنك خريج الجامعة الاميركية ان يعيد ما افسدته الايام.
صحافي كويتي
hasanalikaram@gmail.com