في رثاء سلمان الريس
أحمد عبدالواحد عبدالرحمن
بومحمد، وين رايح؟ طاف شهر كامل، من مزعلك؟ ليش مشيت من دون ما تودعنا يالغالي؟
أدري أن القرار بيد الله وما كان في يدك، لكن لي الحق أن أعاتبك، فراقك المفاجئ، ترك فراغا كبيرا في قلبي،صعب علي تحمله، اشلون لا وأنا اللي قضيت أحلى أيام العمر وياك، ما تزاعلنا فيها ولا يوم، اشلون لا وأنت اللي كنت رفيق دراستي وشغلي وجاري لين ما صرت رفيق دربي وعم عيالي وأكثر من أخوي، واليوم صرت رفيق وحدتي.
جمعتنا أيام الجامعة في نيوكاسل، ردينا الديرة واشتغلنا مع بعض في البنك، سكنا مجابل بعض في أمواج وردينا تجابلنا في رفاع فيوز.
ماذا أقول، حق عيالي وعيالك يوم السبت الحين؟ ليش عمي سلمان مب معانا ؟ شاقول حق مشعل كل يوم على الغداء ؟ ليش كرسي سلمان فاضي ؟ شاقول حق نبيل والشباب كل “ويك إند” لما أروح لهم الحين ؟ ليش سلمان مو ماخذ مكانه على المساند يوزع الورق؟ ليش محد قاعد يتهاوش معانا على قطّة الورق الغلط؟
شاقول حق قاسم الحين في موسم البر؟ رفيجنا وأخونا وثالثنا مايبي أيي معانا ؟ شاسوي الحين يوم الأربعاء على العشاء ؟ عقب ما جمعتنا سنين وبنين مع أحمد وتيفوني والشباب عندك في الميلس على أحلى طباخ، كرمك وجودك العالم كله يشهد به، شاسوي من دونك في ماربيا الحين شهرين ؟ من بيسويلي البلاليط من الصبح ؟ من برتب برامجنا و طلعاتنا مع الاهل و العيال؟
منو الحين بداري عصبيتي وصراخي عقب ما كنت لي أخوي العود اللي ما ولدته أمي، محد كان يهّديني الا أنت مع انك عصبي أكثر مني!
صارت القعدة ما تسوى من دونك، من دون ضحكتك ، من دون غشمرتك ، من دون ابتسامتك، من دون عفويتك، من دون سوالفك، من دون مغامراتك، لتهتنا وخليتنا كلنا ضايعين.
لا تحاتي يالغالي،عيالك عيالي، وأنا عمهم بدور أبوهم، بيتي مفتوح لهم طول ما أنا عايش، ما بيكون في خاطرهم شي إلا ووصل، أرقد بسلام يالحبيب ،روحك الطاهرة في يد ربك الرحيم.
يا إلهي،ما أصعب الفراق حين لا يكون بعده لقاء،فنم قرير العين يامن أسعدت أعين كل من عرفوك، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون.